الشيوعيّة الجديدة و تحرير المرأة


شادي الشماوي
2025 / 4 / 3 - 22:50     

أفكار حول مغزى 8 مارس
الوثيقة أدناه ألهمتها بعض الوثائق الهامة التي نشرها الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، و الدراسة عن كثب للخلاصة الجديدة للشيوعيّة من قبل الثوريّين في إيران المنشور في مجلّتهم آتاش / شعلة . و قد وقع توزيع هذه الوثيقة كمنشور في عدّة مدن من كولمبيا يوم 8 مارس 2025 .
-------------------------------------------
التحدّى الأهمّ بالنسبة إلى " قضيّة المرأة " يمكن العثور عليه في سؤال أساسي يثيره المفكّر والقائد الثوري بوب أفاكيان : هل يمكن لهذا النظام ( النظام الرأسمالي ) أن يقضي على إضطهاد النساء أو السير دون إضطهاد النساء ؟ جُلّ المنظّرين أو الخبراء في المسألة ( بمن فيهم من يعتبرون أنفسهم ماركسيّين ) لا يثيرون حتّى هذا السؤال الأساسي فما بالك بالإجابة عنها من وجهة النظر العلميّة للماديّة الجدليّة . ينتجون الكثير من الكتابات دون أن تكون لها صلة بفهم الظروف الضروريّة لتحرير المرأة . لأنّهم يمكن أن يتوصّلوا إلى نقطة لا يرغبون في مناسبات كثيرة بلوغها : ضرورة الثورة الشيوعيّة !
يطرح أفاكيان أنّ أشخاصا مختلفين قد أنتجوا نظريّات متنوّعة كثيرة عن كيفيّة التخلّص من كافة أنواع الإضطهاد في ظلّ هذا النظام . و هذا غير ممكن . إن أردنا تسليح الناس بما يحتاجون إلى معرفته حول العالم لكي يتمكّنوا من التحرّك إنطلاقا من ذلك ، من الأفضل أن يكون هذا العمل له أساس صلب . يتعيّن أن نستطيع الردّ لأنّ الجواب الأكثر أساسيّة الذى يجب طرحه عند معالجة أيّ مشكل إجتماعي ( بما في ذلك إضطهاد النساء ) هو : في إطار أي نمط/ أسلوب إنتاج ؟ يجب التعاطي مع المشاكل الإجتماعيّة ضمن إطار نمط الإنتاج بما أنّ كلّ ما نفعله في المجتمع محدّد واقعيّا بالنظام الاقتصادي و في آخر المطاف ( و ليس الوحيد ) هو مرتهن به . في ظلّ هيمنة هذا النظام ، من غير الممكن التخلّص من إضطهاد المرأة .
الرأسماليّة لم تتخلّى و لا يمكنها أن تتخلّى عن إضطهاد النساء . لم تفعل الرأسماليّة سوى تغيير أشكال إضطهادها . تسمح الرأسماليّة بأن تنظر إلى أنفسهنّ على أنّهنّ كيانات فرديّة ، بالتساوى مع الرجال . و هكذا ، تخفى الرأسماليّة الطبيعة الهيكليّة لإضطهاد النساء و تشوّه واقع أنّ إخضاعها و إخضاع أشخاص مضطهَدين آخرين متّصل بنظام وهي إضطهاد منظّم .
و النضال من أجل مساواة المرأة أساسيّ ، لكن لوحده ليس راديكاليّا كفاية . إذا حصر النضال من أجل المساواة نفسه في الأفق الضيّق للعالم الرأسمالي و إذا بقي هذا العالم كما هو ، يمكن للنساء ، في أفضل الأحوال ، أن " تمتلك أنفسهنّ " كسلع أو تتحكم في الآخرين ، و بالنتيجة ، ستعامل كأشياء . لكن لن تقدر النساء أبدا على التخلّص من القفص الضيّق و المقيِّد للهيكلة الإستغلاليّة .
عندما يُركّز الفهم الأساسي لكون " الرأسماليّة لم تتخلّى و لا يمكنها أن تتخلّى عن إضطهاد النساء " ، تطفو إلى السطح مسألة " البديل " و المسائل المتعلّقة ب : في أيّ نظام إقتصادي – إجتماعي ستتحرّر النساء من الإضطهاد الذكوري / البطرياركي ؟ ماذا تبيّن تجربة الثورات الشيوعيّة للقرن العشرين و إرساء الإشتراكيّة في الإتّحاد السوفياتي ( 1917-1956 ) و الصين ( 1949-1976 ) ؟ و هل يجب إعادة الشيء ذاته أم المضيّ أبعد من ذلك و كيف ؟ الإجابات قدّمتها الشيوعيّة الجديدة .
الفحص النقديّ لتجربة الثورات الشيوعيّة و تركيز بلدان إشتراكيّة في القرن العشرين نهض بدور هام في الخلاصة الجديدة للشيوعيّة التي صاغها بوب أفاكيان . خلاصة هي إمتداد لعلم الشيوعيّة و ممارسة الحركة الشيوعيّة العالميّة منذ حقبة ماركس ، لكن كذلك هي قطيعة هامة مع النظريّة و الممارسة السابقتين . و مثلما يشير بوب أفاكيان ، تمثّل الخلاصة الجديدة للشيوعيّة و تجسّد الحلّ النوعي لتناقض حيوي في الشيوعيّة موجود من بداية تطوير الشيوعيّة : بين المنهج و المقاربة العلميّة في الأساس للشيوعيّة و جوانب كانت في نزاع مع هذا الأساس العلميّ .
لقد أجرت الحركة الشيوعيّة بعض التحاليل الأساسيّة جدّا حول إضطهاد المرأة و النضال من أجل تحريرها . و هذا أمر وجب الإعتراف به . و كتاب إنجلز ، " أصل العائلة و الملكيّة الخاصة و الدولة " عمل تأسيسي في هذا المجال . لكن في الوقت نفسه ، و في إختلاط مع هذا ، وُجدت في صفوف الحركة الشيوعيّة منذ إنطلاقها نزعات إقتصاديّة / إقتصادويّة و قوميّة و نظرات و قيم بطرياركيّة و تقليديّة في علاقة بالمرأة .
و يبرز هذا عند إلقاء نظرة على الإتّحاد السوفياتي قبل و خلال الفترة التي كان فيها بلدا إشتراكيّا حيث جدّت أحداث هامة حقّا غيّرت موقع المرأة في إتّجاه إيجابي و تمّت مهاجمة اللامساواة العميقة و المتجذّرة بين الرجال و النساء . و جرى تحدّى الأدوار الجندريّة التقليديّة للنساء في الثقافة الشعبيّة و كذلك في السياسة الرسميّة . لكن تمّ كذلك إرتكاب أخطاء و تسجيل نواقص هامة ، خاصة بعد عشرينات القرن الماضي ، و لم يقع تحدّى الأدوار و العلاقات الجندريّة التقليديّة بصفة مستمرّة فحسب و إنّما بشكل من الأشكال حدث تراجع في هذا . فعلى سبيل المثال ، خلال و بعد الحرب العالميّة الثانية ، شدّدت عديد التصريحات الرسميّة في الإتّحاد السوفياتي على أنّ " شعور الأمومة " و إنجاب الأطفال ليس شيئا " طبيعيّا " فقط بالنسبة إلى النساء بل من واجبهنّ الوطني القيام بذلك . و في الإتّحاد السوفياتي و عامة في الحركة الشيوعيّة العالميّة التي كانت متأثّرة جدّا بالإتّحاد السوفياتي ، تناقض النضال من أجل مساواة المرأة و تحدّى الأدوار الجندريّة التقليديّة في كلّ مرّة أكثر مع نموّ التصرّفات و العادات البطرياركيّة التقليديّة .
و في الصين جدّت تطوّرات ممتازة مضت أبعد من التجربة السوفياتيّة ، بما في ذلك في ما يتّصل بدور المرأة في الكثير من المجالات الإجتماعيّة . و إنعكس هذا بقوّة في الحقل الثقافي . و خاصة أثناء الثورة الثقافيّة و بواسطتها . فعلى سبيل المثال ، في الأوبيرا و رقص الباليه إلخ ، تمّ تحدّى الأدوار الجندريّة التقليديّة في عدّة مجالات . و مع ذلك ، تأثير الإقتصادويّة و القوميّة و البطرياركيّة و النظرات و القيم التقليديّة ذات الصلة بالأدوار الجندريّة و خاصة ذات الصلة بالجنس ، كان كبيرا. و المسائل التي أثارهتها حركة تحرير المرأة و خاصة منها الأجزاء الأكثر راديكاليّة ، في ستينات و سبعينات القرن الماضي في علاقة بالجنس ، لا سيما جنس النساء ، و الأجوبة التي تقدّمت بها ، لم ترحّب بها جيّدا قيادة الحزب الشيوعي الصيني . و إلى جانب الكثير من المكاسب الإيجابيّة البارزة و المُلهمة ، كان هناك جوّ ثقيل و نوع من القمع في ما يتّصل بالجنس . و إذا نظرنا من أفق أشمل ، يبدو أنّ ذلك كان جزءا من نزعة تاريخيّة ضمن الحركة الشيوعيّة و الحزب الشيوعي الصيني و الثورة الصينيّة لم يقطعوا معها في الواقع . و لم يكن هذا أمرا حصريّا خاصا بالثورة الصينيّة أو ضعف خاص مقارنة بالحركة الشيوعية بأكملها .
و ما من شكّ في أنّه يجب تعلّم المزيد بهذا الصدد ، لكن يمكن قول إنّه بالنسبة إلى الحركة الشيوعيّة برمّتها ، في علاقة بحقل الجنس ، كان موضوع المثليّة الجنسيّة تاريخيّا علامة ضعف للحركة الشيوعيّة (منذ زمن إنجلز إلى الثورة الصينيّة). و يكثّف هذا الموضوع بصفة لها دلالتها و عامة ضعف الحركة الشيوعيّة في مسألة الجنس و كيف تتّصل هذه المسألة بوجه خاص بوضع المرأة و النضال من أجل تحريرها تحريرا تاما . و بدلا من موقف الشيوعيّين الثوريّين حول المثليّة الجنسيّة إلى درجة كبيرة تأتى نتيجة تطوّر الخلاصة الجديدة ، خاصة تطوّر المنهج و المقاربة اللذين تتضمّنهما . و يمثّل هكذا موقف قطيعة مع نزعات داخل الحركة الشيوعيّة ، كانت خانقة للغاية للنظريّة و الحركة الراديكاليّتين اللذين يجب أن تكون عليهما الشيوعيّة . لكن ، بالفعل ، هذه القطيعة ليست سوى بداية لما علينا بناءه و المضيّ أبعد من ذلك بكثير ، إعتمادا على مقاربة و خلاصة علميتين لكلّ هذا نظريّا و عمليّا .
و في الوقت نفسه ، النضال من أجل الإلغاء النهائي و التام لكافة أشكال إضطهاد المرأة جزء حيويّ من القيام بالثورة ، و دون مثل هذا النضال ، لا وجود لثورة . نقطة الإنطلاق يجب أن تكون التالية : بناء حركة قويّة جدّا للثورة نحو القفزة الكبرى الأولى للإستيلاء على السلطة ، و إنشاء حكم ثوريّ من صنف جديد ، مؤهّلا الناس لإنشاء مجتمع جديد حقّا خال من الإستغلال و الإضطهاد . و على ضوء ما تقدّم ، ثمّة ضرورة ملحّة للعمل أكثر في مجال النظريّة و التحليل و التلخيص و تعميق الفهم في مجال إضطهاد المرأة و تحريرها . و من الضروريّ التشييد على العمل المنجز و التقدّم للحصول على المزيد من المعرفة عن جذوره ، لكن أيضا حول الأشكال الخاصة التي يتّخذها اليوم و المواد وز الديناميكيّات الكامنة الجوهريّة . و كلّ هذا يعتمد على فهم الظروف الضروريّة للتحرير التام للمرأة و دور النضال بخصوص هذا التناقض كجبهة مركزيّة و حيويّة في النضال الأوسع من أجل عالم شيوعي و تحرير الإنسانيّة عامة من كافة الإنقسامات الإضطهاديّة.
و قد رسمت الثوريّة و العالمة أرديا سكايبراك أفقا تاريخيّا هاما في ما يتّصل بتطوّر فهم علميّ لجذور إضطهاد المرأة . و من المفاجئ أنّه ، على طول التاريخ المسجّل إلى أوساط القرن التاسع عشر ، لم تكن تُجرى بحوث في الأسس الماديّة للموقع الدوني للنساء ، نصف البشر . إلى وقتذاك لم يعتبر أحد ذلك موضوعا يستحقّ بحثا جدّيا . و تشير سكايبراك فضلا عن ذلك إلى أنّ ماركس و إنجلز زعزعا الأفكار المسبٌّة الإجتماعيّة لزمنهما و أكّدا على أنّه لا صلة للموقع الدوني للمرأة ب " الطبيعة الأنثويّة الناقصة " ، و لا بأوامر إلاهيّة ( أو " مميّزات طبيعيّة " ).
دلّلا على أنّ إضطهاد المرأة ناجم عن وهو نتيجة لتنظيم المجتمع الإنسانيّ فطبيعة المجتمع تتحدّد بالمستوى الخاص لتطوّر قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج المناسبة لها . و هذا التقدّم في الأعمال الماركسيّة عميق جدّا و له دلالة خارقة للعادة لا يجب الإستهانة بها . و مع ذلك ، من وجهة نظر تاريخيّة ، تعدّ تقدّما أوّليّا و أساسا يتوجّب البناء عليهما و تحسينهما نوعيّا . و بطبيعة الحال ، هذا أكيد بالنسبة إلى الحلول العلميّة ، لا سيما عندما يتعلّق الأمر بموضوع حيويّ للغاية و بموضوع جداليّ مثل العلاقات بين البشر ، و طبيعة و أفق تحرير الإنسانيّة و النضال من أجلها .
و تشير سكايبراك إلى أنّه ، في الخطوات الأولى للمجتمع الإنساني ، نظرا للإختلافات البيولوجيّة المتعلّقة بالحمل و العناية بالطفل في سنوات حياته الأولى ، جدّ تقسيم أوّلي للعمل و في الأساس حدث ما كان حتميّا بين المرأة و الرجل . و تبرز أنّ تقسيم العمل هذا لم يكن ليكتسي طابع علاقة إضطهاديّة ( على الأقلّ ليس بشكل كلّي و مؤسّساتيّ ) لكن أجل كان يتضمّن بذرة العلاقات الإضطهاديّة .و لاحقا ، مع التغييرات التي حدثت في نشاطات الإنتاج في المجتمعات الإنسانيّة المختلفة ، الوزن الذى إكتسبته بعض النشاطات الإنتاجيّة الأساسيّة نسبة لنشاطات أخرى ، و مع ظهور المراكمة المتباينة للفوائض و التغييرات التي نجمت عن ذلك و تبعا لذلك حدوث تغييرات في علاقات الملكية و في علاقات إجتماعيّة أخرى ، نمت تلك البذرة و تحوّلت إلى علاقات إضطهاديّة . و تشير إلى هذا الإستنتاج التاريخي – العالمي : الحاجيات البيولوجيّة المرتبطة بإعادة إنتاج البشر ليست ثابتة و ليست عواملا أزليّة .
و مسألة أخرى ، تسلّط سكايبراك عليها الضوء هي تفحّص التحاليل المختلفة ( من البيولوجيا الإجتماعيّة إلى النظريّات العامة حول طبيعة الإنسان إلخ ) التي تحاول توفير بديل للفهم العلميّ للواقع الذى هو بديهي جدّا أو يتجنّبون مثل هذا الفهم لهذا المشكل . الواقع هو أنّ إضطهاد النساء و جميع العلاقات الإضطهاديّة و الإستغلاليّة لها جذور في الظروف الماديّة الواقعيّة . و هذه الظروف الماديّة هي إنتاج التطوّر التاريخي للمجتمع الإنساني . لكن ، بالضبط عندما توجد ضرورة و إمكانيّة فسخ كلّ هذه العلاقات الإضطهاديّة و الإستغلاليّة و تظهر موضوعيّا و بقوّة أكبر من أيّ زمن مضى ضرورة الخروج من هذا الوضع ن نواجه في كلّ مرّة المزيد من محاولات الإبتعاد عن هذه الضرورة و الإمكانيّة و ندفع بتفاسير أخرى لواقع العلاقات الإجتماعيّة بين البشر الذين هم منبع الفظائع الحقيقيّة ، تفسيرات لا تخدم سوى تعزيز الوضع القائم .
و من أجل التحرّك على أساس موضوعي ، نحتاج إلى القيام بالكثير في ما يتعلّق بفهم و الحصول على القدرة على إفتكاك المبادرة عن وعي ، لكنّنا نواجه تحدّيات كثيرة للتقدّم و بلوغ قمم جديدة . و هنا أيضا ، لن يكون التطوّر في خطّ مستقيم . و من المهمّ فهم هذا الموضوع و التعلّم من التجربة التاريخيّة ، للتأكيد أكثر على الخلاصة ، بما في ذلك فرصة العقود الأخيرة التي تمّ إهدارها . ما وضعته موضع سؤال و نقاش حركة النساء في ستّينات و سبعينات القرن الماضيّ ، خاصة التيّارات الأكثر راديكاليّة في هذه الحركة ، كان يتضمّن مسائلا حيويّة كان علينا أن نتعاطى معها تعاطيا تاما . لكنّ الأمر لم يجر كذلك و الآن علينا أن نقوم به و نتعلّم من أخطائنا .
بهذا المعنى ، لا بدّ من التأكيد مرّة أخرى على مسألتين إثنتين . أوّلا ، تحرير المرأة لا يمكن تحقيقه إلاّ كجزء من ثورة حقيقيّة و عميقة ، كجزء من الثورة الشيوعيّة التي هي الثورة الأكثر راديكاليّة في تاريخ الإنسانيّة ، موجّهة إلى تحرير الإنسانيّة جمعاء ، ما يمثّل قفزة تاريخيّة أبعد من كلّ أشكال الإضطهاد و الإستغلال من خلال تغيير كلّ الظروف الماديّة و الإيديولوجيّة التي تنتج و تعزّز الإضطهاد و الإستغلال . و ثانيا ، مكوّن جوهري و حيوي من هذه الثورة هو النضال من أجل التحرير التام للمرأة . دون هذا ن هذه الثورة لن تحقّق أبدا أهدافها .
و من هنا نصل إلى نقطة غاية في الأهمّية طرحها بوب أفاكيان عند تفحّص التناقضات التي لم يقع حلّها في ظلّ الإشتراكيّة: النضال في سبيل التحرير الكامل للمرأة سيكون جزءا حيويّا من " الثورة الأخيرة " . بكلمات أخرى ، النضال من أجل التحرير الكامل للمرأة لن يكون مكوّنا حيويّا في التقدّم و شنّ النضال الثوري للإطاحة بهيمنة الرأسمالية – الإمبرياليّة و حسب و إنّما أيضا في مواصلة الثورة في المجتمع الإشتراكي الجديد و في دفع هذا المجتمع إلى الأمام ، على طريق يؤدّى إلى الغاية الأسمى للشيوعيّة . و النقطة هي أنّه بين التناقضات التي لم تحلّ الباقية في المجتمع الإشتراكي و التي يمكن أن تكون محرّكة للمضيّ قُدُما بالثورة ، مواصلة النضال من أجل التحرير التام للمرأة سيكون أحد مظاهرها و سيكون من معاركها الأكثر حيويّة .
علينا أن نعلم أنّ هذه السيرورة كلّها لن تتطوّر في خطّ مستقيم و لن تكون مواصلة ببساطة و مباشرة لنظريّة الحركة الشيوعيّة و تجربة المجتمع الإشتراكي . بالأحرى ، ستكون سيرورة ضروريّة أكثر تعقيدا و أثرى بكثير ، و ستتطلّب التعلّم من التجارب و التحليل و من نظريّة أوسع نطاقا ، و كلّ شيء من هذا سيتحقّق من أفق متباينة ، و في نهاية المطاف ، يمثّل وجهات نظر مختلف الطبقات . و كلّ هذا يجب أن يغطّى و يُدمج و في نفس الوقت يلخّص بواسطة تطبيق النظرة و المنهج الشيوعيّين .
المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا / مارس 2025
www.comrev.co