من وحي الذكرى الحادية و التسعون


عباس الجوراني
2025 / 4 / 3 - 13:30     

لم تدم شجرة الشيوعية الوارفة بهذه الخضرة لو لم تعمدها انهار دماء ودموع لألوف الشيوعيات والشيوعيين الافذاذ واصدقاؤهم فكانوا ملء السمع والبصر غير هيابين وهم يخوضون معارك مفروضةمنذ تأسيس حزبهم قبل تسعون عاماً في مجابهات مع أنظمة اقل مايقال فيها افتقادها للوطنية ومابين الفرح بالذكرى والأسى لفقدان الاحبة يخوض الشيوعيون بذات العزيمة والإصرار نضالاتهم لحرية وطنهم وسعادة شعبهم قدوتهم في ذلك إعتلاء مؤسس حزبهم فهد ورفيقيه أعواد المشانق لتظل جثامينهم معلقة ثلاثة أيام بساحة المتحف إرضاءا لشهوة نوري السعيد والسفير البريطاني واللذين سارعا رشوة القضاة الثلاثة ممن صدقوا حكم الإعدام لتتم مكافئة كل منهم ب800دينار مما يعتبر ثروة بذلك الزمن وليستمر طوفان الدماء ضد الشعب فكان الحزب واحة ضمت بين جنباتهاكل الطيف العراقي في تجانس جميل قل نظيره في اية تشكيلة سياسية اخرى ولتثمر تلك الدماء بانبثاق ثورة١٤ تموز عام١٩٥٨ والتي احتوشتها ضواري الداخل والخارج فكانت مجزرة شباط ١٩٦٣للشيوعيين والديمقراطيين والتي اجاز فيها فاشست البعث نحر الشيوعيين بالشوارع والاسواق والساحات العامة تجللها راية ببروازكبيرمحاط بهالة من القداسة(الشيوعية كفر والحاد) وصولاً لانقلاب ١٧ تموزبقطاره الأمريكي المشؤوم والذي تمظهرالبعثيون خلاله كذباً بالتقدمية ليتحفونا بتلك الثمرة الفجة(الجبحة) التي دفعنا ثمنها غاليا شهداءومفقودين ومهجرين تحت سياط المجرمين ناظم گزار وفاضل البراك. ومن هنا بدأت الحملات المكشوفة للشيوعيين وأصدقاؤهم فضاقت بهم ار ض العراق بما رحبت بمواجهات غير متكافئة في الجامعات والمدارس وأماكن العمل تجلت فيها الروح الشيوعية بصمود اسطوري.

فيا رفاقي المنسيين ستبقى بطولاتكم مشاعل نور تنير سماواتنا... وياهاشم حاتم ابو وسام لازالت وقفتك وانت تذود عن مقر المحلية بالحكيمية مع رفيقك هندال شاخصة بالبال وياعلي ابوزينب عضو العماليةلم تستسلم وبقيت مابين الاختباء والعمل من اجل لقمة العيش والحزب لحين القاء القبض عليك واعدامك ويا ابوزيتون لم ينس الفاشست مواقفك للدفاع عن شعبك وحزبك فتوهموا ان اعدامك سيشفي غليلهم وانت يا ايوب وابوعديلة لم يكفهم اعدامكما بل الحقوا بكما اخيكما فكنتم شواهد على قسوة البعثيين كما لم يسلم الرفيق وليم شمعون ابو انتصار من حقدهم فتم اعدامه مع الرفيقين الاخوين عباس جبار وشقيقه كاظم جبار سوية مع العامل جبار كاظم زبير والرفيق عبد الحسن حميدابوفهد والرفيق كريم عامل الاستعلامات والطالب شاكر عبد الكريم الشذر وامجدعبد الواحد وأخويه.

واستمرت رحى القتل البعثية تطارد المتخفين في بغدادفلم يسلم منهم الشهيد فالح الطائي والشهيد خليل ابراهيم ابوميثاق من القرنة وعوني عبد الزهرةالذي استشهد في كردستان وخزعل الطائي الذي سقوه السم ليموت بعد ايام ولايمكن نسيان الشهيد محمد القريشي وزوجته الشهيدة فريال حين القى جلاوزة الأمن طفلهما الرضيع واقتادوهما للاعدام. اما قصة الرفيقة عايدة ياسين وبطولتها التي اذهلت الطغاة دون ان تبوح باسرار حزبها فهي معروفة. واعتذر عن اغفال قامات سامقة روت بدمائها الزكية جذور شجرتنا السامقة.. شجرة الشيوعية.