إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1800 - 2007 / 1 / 19 - 11:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
خصص موقع "باقشيش" فضاءه "المغرب" للحديث عن تصرفات الدولة المغربية لمواجهة التغلغل الإسلامي السياسي داخل المجتمع، مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة لهذه السنة (2007)، تعمل الدولة المغربية على مواجهة تغلغل حزب العدالة والتنمية وسط المجتمع المغربي. ويبدو ان هناك ارتباكا في تعاطي الدولة مع هذه الإشكالية، لاسيما وأن المعطى الذي ينطلق منه القائمون على الأمور بالمغرب، يستند على الإمكانية شبه المؤكدة لاكتساح حزب العدالة والتنمية لانتخابات 2007، إن هي تمت في جو من الحرية والشفافية.
ففي الوقت الذي كان يقوم فيه الملك محمد السادس بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية، أوقفت الحكومة مجلة "نيشان" بحجة انتهاك حرمة الإسلام وتوزيع منشورات تخل بالأخلاق، وهذا بعد نشرها لملف يخص النكت المتداولة بين عامة الناس بالمغرب في فضاءات محدودة وجلسات حميمية، الشيء الذي دفع إدريس كسيكس مدير النشر، إلى القول إن محاكمة "نيشان" هي في واقع الأمر محاكمة المجتمع المغربي.
ولم يفت حزب العدالة والتنمية الانقضاض على هذه الفرصة لتقوية مواقعهم، تحسبا للاستحقاقات القادمة، إلا أن الدولة فوتت عليه هذه الفرصة باهتمامها البالغ بقضية مجلة "نيشان" رغم المجازفة بخصوص استقلالية القضاء، وما سيقال بهذا الصدد، فملف متابعة مجلة" نيشان" حطم جميع الأرقام القياسية فيما يخص المساطر والإجراءات الإعدادية، وتقرر بداية المحاكمة في 8 يناير 2007، وهذا أمر تألقت فيه الدولة المغربية كلما تعلق الأمر بقمع الصحافة [...] لقد اتضح أن المغاربة لا يمكنهم الاعتماد على فيدرالية الناشرين للدفاع عن حرية الصحافة والرأي بالبلاد، وعوض قيام أعضائها بواجبهم بهذا الخصوص اصطفوا إلى جانب الدولة، ففي نوفمير 2006 وقع أعضاء الفيدرالية (بما فيهم "تيل كيل) "ميثاقا" للمهنة، يتمحور حول الثوابت الثلاثة: الملكية، احترام شخص الملك، قضية الوحدة الترابية.
ولاستكمال الدائرة وإغلاقها، استعدادا للاستحقاقات 2007، لم يفت الدولة المغربية التفكير في حرمان المغاربة من استطلاعات الرأي السياسية، إذ تم منع كل استطلاعات ذات علاقة بالمس بحرمة الإسلام وبالملكية وبالوحدة الترابية وبشخص الملك والأمراء والأميرات، وكل ما يمس بالأخلاق أو يخل بالنظام العام، وهذا في حد ذاته مس بحرية الرأي والتعبير.
وجاء في تعليق على هذا المقال أن حزب العدالة والتنمية حزب الفئات الوسطى، محافظ أكثر انجذابا نحو اليمين، معارض لاندماج المرأة في المجتمع ويعارض بشدة القروض الصغرى، لكن الجميع يعرف أنه الوجه السياسي لجماعة التوحيد والإصلاح [...] لكن ما يجب التنبيه إليه هو أن تأثير "الإسلام المعتدل" و "الإسلام المتشدد" قوي في صفوف المجتمع المغربي، وفي ظل استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وتكريس التهميش والإقصاء وانسداد الأفق أمام الشباب واستفحال الهجرة نحو المدن، من الصعب التنبؤ بموقع حزب العدالة والتنمية بعد انتخابات 2007.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟