دور النقابات العمالية هل هو مطلبي فقط؟


جهاد عقل
2025 / 3 / 29 - 00:26     

- تابعنا في الفترة الاخيرة العديد من النضالات النقابية والعمالية ، في مختلف المهن والدول.
صحيح أن الدور النقابي يتمحور حول تحقيق المطالب للشغيلة من مساواة ، وعمل لائق ، وأجور لائقة ، وشروط عمل عادلة وضمان إجتماعي ، وعدم الاستغلال وضد العمل الجبري وضد الغلاء وتوفير أجر حد أدنى يحقق العيش الكريم ، وضمان الحرية النقابية والديمقراطية وغيرها من المطالب.
كل هذه القضايا وغيرها المرتبطة بالحقوق والحريات للطبقة العاملة هامة ونعتبرها العمود الفقري للدور النقابي .
لكن هنا نطرح السؤال : هل هذا هو فقط دور النقابات والحركة النقابية في مختلف الدول او في عالمنا العربي خاصة والعالم عامة؟
من خلال متابعتنا للدور النقابي الحالي والتاريخي ، تأكدنا بأن دور الاتحادات النقابية لم يتمركز في القضايا النقابية فقط ، خاصة عندما تكون تلك الاتحادات ذات موقف نضالي طبقي راسخ ، حيث يرتبط نضالها بالاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
نعم الحركات النقابية التي ناضلت أيضاً من أجل حرية شعبها وضد الاحتلال، ومن أجل الاستقلال ، تركت لها بصمة واضحة ومؤثرة في تاريخ شعوبها أينما كانت ، وكيف لنا أن لا نذكر هنا نضال الحركة النقابية التونسية المتمثلة بالاتحاد التونسي للشغل وقيادته التي وقف على رأسها المناضل النقابي والوطني فرحات حشاد هو ورفاقه الذين ناضلوا ضمن نضالهم النقابي ضد الاستعمار الفرنسي في الوقت الذي ناضلوا فيه نقابياً. وكان ذلك النضال النقابي في دول المغرب العربي الذي ارتبط أيضاً بالنضال الوطني-السياسي.

وكيف لنا الا نذكر هنا دور الحركة النقابية الفلسطينية وقادتها الذين ناضلوا من أجل مأسسة حركتهم النقابية وحرية العمل النقابي في ظل الاحتلال البريطاني (سُمّي الانتداب) وفي ظل الوجود الصهيوني الذي قاوم هذا النضال نقابياً ووطنياً، ففي ثورة العام 1936 والاضراب الكبير ، كان للحركة النقابية الفلسطينية دور هام أثار غضب قوات الاحتلال البريطاني ومعها الحركة الصهيونية ، مما دفع تلك القوات الى إغلاق مكاتب جمعية العمال العربية الفلسطينية في حيفا بالشمع الاحمر ومنع فتح تلك المكاتب واعتقال الكثير من القادة النقابيين الفلسطينيين، ومنهم القائد النقابي الشيوعي فؤاد نصار الذي شارك في الثورة وقاد فيلق من الثوار الذي قاوم قوات الاحتلال البريطاني ورديفها الصهاينة.
كما كان للحركة النقابية الفلسطينية دور هام في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1967، حيث جرى تعبئة أبناء الطبقة العاملة في نشاطات نضالية ضد الاحتلال وقواته ، وكان لهؤلاء دور مركزي في الانتفاضة الاولى والثانية، لا يستطيع أحد نكران ذلك.
واليوم في ظل الحرب الوحشية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على مختلف المناطق الفلسطينية في غزة والضفة الغربية ، وفرض الحصار على العمال ممن كانوا يعملون في سرق العمل الاسرائيلي، ومنعهم من العودة الى أماكن عملهم ، بما يعني فرض سياسة التجويع والافقار على هؤلاء العمال ، هنا لا بد من طرح السؤال هل كان للحركة النقابية الفلسطينية دور مركزي في تعبئه نضالية لهذه الطبقة العاملة ؟
وهل تعقد النشاطات النقابية الفلسطينية - خاصة التنظيمية وفي محورها القضية النضالية ضد الاحتلال.
الحركات النقابية كانت وستبقى قوة نضالية حقيقية مهما حاولت بعض القيادات اغفال ذلك والتماهي مع قيادات نقابية عالمية تتظلل بظلال الحكومات الرأسمالية ضمن "تفاهمات" محدودة ، ليس فقط في القضية النقابية بل والسياسية أيضاً .
نعم دور الحركة النقابية هو دور نضالي نقابي ووطني بإمتياز، على القادة للحركة النقابية الا يغفلوا ذلك.