محمية ال سعود واردوغان للابادة الجماعية وقوانين التحرير الوطني


احمد صالح سلوم
2025 / 3 / 8 - 09:33     

من يتذكر ما حدث مع جيش الاحتلال الإسرائيلي سيدرك أن المقاومة بدأت بهذا الشكل، كما هو الحال في الساحل السوري. حاول جيش الاحتلال الصهيوني إرهاب الناس بمجزرة صبرا وشاتيلا، تمامًا كما تفعل حثالات الاحتلال الصهيو-تركي الجولاني، ولكن النتيجة نراها اليوم:
تمت إبادة قطعان الجيش الصهيوني خلال سنوات، حتى تم اقتلاعها مع جيش لحد الجولاني عباس بلا رحمة.
والمقاومة اليوم توجه ضربات وجودية لتل أبيب، باعتراف العدو نفسه، عن يوم الأحد
انها بداية النهاية لعصابات الإبادة الجماعية الوهابية للجولاني والاحتلال التركي.
وقد افتتح أبطال المقاومة السورية البارحة في الساحل هذه المرحلة، حيث أبادوا في معارك عسكرية حقيقية المئات من عصابات الجولاني، التي تضم عناصر من شذاذ آفاق الإيغور والأوزبك والسعوديين والقطريين.
بدأت المقاومة بسيطة، لكنها قويت اليوم وأصبحت تحرر مناطق، ولو لفترة مؤقتة، حتى الوصول إلى التحرير الكامل والشامل لسوريا. هذه هي القوانين الموضوعية لكل الشعوب التي تحررت من الاحتلالات المارقة، حتى لو كانت مدعومة من أقذر عبيد الغرب من مقترفي الإبادة الجماعية ضد شعب العراق وسورية والجزائر وفلسطين واليمن، مثل آل سعود وآل ثاني وغيرهم.
السلام لأرواح شهداء المقاومة السورية البطلة، والمجد لكل المقاومين الذين ما زالوا يتوالدون ويتكاثرون بهذه السرعة، بعد أقل من ثلاثة أشهر من الاحتلال الصهيو-خليجي-صهيوني.
أتذكر المثقف العضوي عبد الرحمن منيف، الذي رفض جنسيته السعودية وكتب "مدن الملح" ليؤرخ لمجموعات الإبادة الجماعية التي اسمها آل سعود وآل ثاني وآل نهيان وآل صباح، الذين قادوا كل حروب الإبادة ضد الشعوب العربية. من ذلك، إعدام نصف مليون طفل عراقي بحصار فرضته فعليًا العائلات الفاسدة والمجرمة الحاكمة في الخليج .وإبادة ممنهجة ضد شعب اليمن بآلاف الغارات الجوية . وكيف أرسل آل سعود خمسة آلاف انتحاري لقتل عشرات الآلاف من الأطفال والمدنيين في شوارع العراق وكيف مولوا قتل نصف مليون سوريبدعمهم جيش الاسلام وعصابات لاخصر لها في الحرب الاستعمارية على سورية ..و أرسل بندر بن سلطان أكثر من خمسة آلاف داعشي وهابي مارق إلى سوريا، ليشاركوا في الاحتلال التركي وجرائم الإبادة الجماعية للأطفال والشباب والمدنيين السوريين في ريف اللاذقية وحماة وحمص التي نرى بعضها اليوم وموثقة بالصورة والصوت .
عندما تحدثت مع عبد الرحمن منيف في ندوة "العرب في مواجهة مصيرهم" بتونس ، وذكرت اسم السعودية، شعرت أنه استفز ليعيد استخدام الاسم الحقيقي، أي نجد والحجاز، فقد أصر على استخدام الاسم الحقيقي "نجد والحجاز".
من كتب "مدن الملح"، مستندًا إلى عشرات الآلاف من الوثائق، رفض الخضوع كمرتزقة إمبراطوريات الإعلام مثل الجزيرة والعربية وغيرها من قنوات الإخوان المسلمين، التي صنعتها الدوائر الاستعمارية البريطانية لنشر الفتنة والإرهاب وتدمير المنطقة.
عبد الرحمن منيف، الشهيد المثقف، احترم نفسه وأفكاره كتقدمي، ورفض أن يُباع أو يُشترى. كان مختلفًا عن جيوش عملاء "السي آي إيه" من سوريين،و لبنانيين وفلسطينيين، ومغاربة ومصريين،وغيرهم، الذين يمثلون محميات الخليج. لم يكن بحاجة إلى كفيل يضمن عبوديته، بل كان ابنًا أصيلًا لنجد والحجاز. كان بإمكانه أن يعيش ككاتب رخيص في خدمة ظلمات الإبادة الوهابية الداعشية الإخوانية، لكنه اختار غير ذلك. لترقد بسلام، يا عبد الرحمن منيف، فأجزاء روايتك ستبقى منارة لكل مثقف يحترم قضاياه وشعبه، ويرفض المتاجرة بمبادئه مقابل حفنة دولارات، كما يفعل "ثوار الريال" القطري والسعودي تاريخيًا وحتى اليوم.