كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8266 - 2025 / 2 / 27 - 10:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صرح الجولاني (احمد الشرع) منذ أيام فقال: (نحن امة خُلقنا أحراراً ولسنا نجيد البكاء على الأطلال ولا اللطم والعويل). .
كانت كلمته رسالة صريحة يستفز بها طائفة بعينها. قالها في الوقت الذي كانت فيه الطائرات الزرقاء تواصل قصفها وغاراتها العنيفة على ضواحي دمشق، وتبسط سيطرتها الكاملة في السويداء والقنيطرة ودرعا. اما جبل الشيخ وهضبة الجولان فصارت من حصة الغزاة، من دون ان يستفزهم الجولاني بكلمة واحدة، ومن دون ان يطالب مرتزقته باستعادة سفوح الجولان التي يزعم انه ينتمي اليها. ثم جاءت كلمة وزير الخارجية الإسرائيلي، التي قال فيها: (ان الحكومة الجديدة في سوريا عبارة عن شرذمة من اللصوص والأرهابيين). فكانت كلمته لطمة مباشرة تلقاها الجولاني على فمه الأسفل، فلاذ بالصمت المطبق ولم ينبس ببنت شفة. .
فالجولان لا يلطم ولا يجيد اللطم لكنه يتلقى اللكمات واللطمات بنفس راضخة، والجولاني لا يعترض نيران الميركافا القادمة من الجنوب، لكنه يطارد العلويين على امتداد السدود والحدود والسواحل. ثم يأتي من يقول لك: (أرفع رأسك انت سوري). فخرج ابناء السويداء عن بكرة أبيهم بمباركة من الشيخ حكمت الهجري للمطالبة بتشكيل قوة قتالية قادرة على حماية الارض السورية والذود عن حدودها المنتهكة. .
خرج السوريون هناك يلطمون على رؤوسهم في مواجهة الغزاة والغرباء وفلول المرتزقة. .
في الأثناء، ظهر أحد مقاتلي المجلس العسكري في الجنوب السوري (المحتل)، ضمن مقطع مصوّر، وهو يعلن الولاء لإسرائيل، حيث قال: (اليوم سنعلن ولاءنا لدولة إسرائيل)، كما وجّه التحية لعدد من الشخصيات في داخل القرى الدرزية المحتلة في الجولان السوري، عُرف منهم الزعيم الروحي للدروز هناك، الشيخ موفق طريف. .
وهكذا ضاعت الجولان وضاعت معها القنيطرة والسويداء ودرعا، وضاع معها الجنوب بجباله ووديانه وجداوله وأنهاره وخيراته وثرواته. بينما ظل الجولاني واقفا على التل معلنا عن عدم انتمائه للجولان. وبالتالي يتعين عليه ان يلغي لقبه القديم، ويرفع أشرعة (الشرع)، ويشهر سيفه بوجه الطوائف والأقليات. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟