بيان ل 25 امرأة من السجينات السياسيّات الإيرانيّات سابقا –- الحقيقة تبشّر بمستقبل يضيء قلوبنا في ظلام هذه الأيّام -


شادي الشماوي
2025 / 2 / 26 - 22:13     

الحملة الإستعجالية العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن ( ICE )
جريدة " الثورة " عدد 894 ، 24 فيفري 2025

ملاحظة ناشر موقع revcom.us : بلغنا التالي من الحملة الإستعجالية العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن ( ICE ) . و وفق هذه الحملة ، كان البيان التالي قد نُشر في 20 فيفري 2025 من قبل السجينة السياسيّة الإيرانيّة أتينا داعمي باللغة الفارسيّة ، و الترجمة إلى الأنجليزيّة من إنجاز متطوّعين من الحملة مع تعديلات بسيطة و هوامش أضيفت لمزيد الوضوح .
مقدّمة : تحذّر 25 امرأة من السجينات السياسيّات سابقا ، جميعهنّ ناشطات حقوق المرأة كانوا قبلا في سجن أفين بطهران، تحذّر من الخطر على النشطاء السياسيّين المساجين ، و على سمعتهم و على عيشهم و على حياتهم ذاتها ، بما في ذلك ما تنشره وسائل الإعلام بروايات مضلّلة و تشويهات للواقع و يقصد بها تشويه سمعة النساء الناشطات السجينات و تعريضهنّ للخطر خدمة للأهداف السياسيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ( IRI ).
البيان :
" منذ إنطلاق حركة المرأة ، الحياة ، الحرّية ، صدحت أصوات النساء بأكثر قوّة حتّى في المجال العام . و هذه الحركة التي تركّز على الإحتجاج ضد غزو الحكومة للمجال الخاص و على المطالبة بالحرّية ، مقام على سنوات من نضال الإنسان ضد الإضطهاد و التمييز إلى جانب فئات متنوّعة من المجتمع . " المرأة ، الحياة ، الحرّية " كانت قادرة على تحدّى قيود إضطهاد الحكومة بصرخة مقاومة إمتدّت إلى أنحاء إيران كلّها و وقفت ضد عنف الدولة بقوّة الحياة .
" المرأة ، الحياة ، الحرّية " التي قادتها النساء ، شاهد على نضج المطالب السياسيّة و السلطة الجماعيّة للشعب الإيراني – حركة سمع عنها العالم بأسره و أضحت نموذجا للنضال و المساواة .
و خوف الحكومة من مثل هذه الجرأة و الحماسة من أجل الحياة يمكن النظر إليها في تزايد القمع في الشارع ، و إشتداد القوانين المناهضة للنساء ، و الضغط على السجينات السياسيّات ، و السعي إلى مزيد السيطرة على أجساد النساء و ما ترتديه .
لإسكات الحركة ، فضلا عن القمع الجسديّ ، شنّت جمهوريّة إيران الإسلاميّة حربا و دعاية نفسيّة لتلوّث و تلطّخ سمعة النساء الناشطات و تجرّدهنّ من إنسانيّتهنّ . و الهجوم على نساء باحة سجن أفين ، التي كانت على الدوام أحد مراكز و رموز المقاومة ، مثال واضح عن الطريقة المنهجيّة لقمع الحكومة . و بالرغم من تكبّد سنوات طويلة في السجن و عيش قمع رهيب متواصل على يد قوّات الأمن [ الشرطة ] ، تستمرّ السجينات في ترديد أصوات الشعب الإيراني . لهذا ، تحاول الحكومة إسكات هذه الأصوات بفرض نوع ثاني من القمع : توجيه إتّهامات قانونيّة مفبركة ، و إصدار عقوبات ثقيلة و ترحيلهنّ إلى المنفى ، و حتّى التهجّم عليهنّ جسديّا .
ما يميّز القمع الراهن هو السعي إلى دوس المطالب الأساسيّة ل" المرأة ، الحياة ، الحرّية " الشعار الذى وحّد الشعب . و في الأشهر الأخيرة ، إستغلّت الحكومة بصفة متكرّرة بعض السجينات سابقا و حاليّا لتنسج المؤامرات لتشويه الواقع و تلطيخ سمعة الناشطات . و هذه العروض و الروايات المغرضة تهاجم عيش و الحياة الخاصة للناشطات السياسيّات كوسيلة للقمع و تحطيم المعنويّات ، وهي إستمرار للسياسات القديمة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة الهادفة إلى السيطرة على حرّية المواطنين و بذر الشقاق بينهنّ . و وسيلة القمع هذه جليّة للجميع الآن و ذلك نتيجة سنوات من النضال و التضحية السياسيّين.
و كلّ مواطن ، بينما يحترم الغير ، له حقّ إختيار معتقداته الخاصة ، و لغته و آرائه و جندره و ثيابه ، و هذا الوعي و المطلب الجماعيّين مكسب لا يمحى للحركات التي تنشد حرّية الشعب الإيراني و حركة " المرأة ، الحياة ، الحرّية " . لقد نظرنا مباشرة في عيون القمع و رقصنا ، و أمّهاتنا ، و هنّ في حداد على أبنائهنّ و بناتهنّ ، إحتفلوا بحياة هؤلاء معا مع الشعب الإيراني بأكمله .
لقد إكتسبنا من جديد في صفوفنا القوّة السياسيّة لبراءة دم سيافاش ( 1) و الحقيقة تبشّر بمستقبل يضيء قلوبنا في ظلام هذه الأيّام . لا ، لسنا خائفات ، لأنّنا سمعنا أصوات الشباب في إنتفاضة المرأة ، الحياة ، الحرّية .
ما يخيفنا ليس مجرّد تواطؤ بعض المساجين السياسيّين مع الحكومة – وهو ما كان على الدوام وسيلة لتقسيم الصفوف – و إنّما تواطؤ بعض المؤسّسات الإعلاميّة و التيّارات السياسيّة مع إستراتيجيا القمع هذه . (2)
إنّنا واعيات تمام الوعي بالخطر الجدّي جدّا الذى تمثّله مثل هذه التصرّفات . و بينما نعلى وحدتنا الجماعيّة ، نعتبر من الضروري أن نقف كتفا إلى كتف مع أخواتنا و رفيقاتنا السجينات ، و أن نحذّر من أيّة محاولة لتلطيخ سمعة / تحطيم معنويات آخرين هي تلطيخ و لسمعة / تحطيم لمعنويّات الناشطات . و الهجمات على خصوصيّاتهنّ و على أجسادهنّ تعكس إيديولوجيا جمهوريّة إيران الإسلاميّة تحت قناع جديد . [ التشديد من وضعنا ]
نتوقّف عند التاريخ و تجربة النضال السياسي الذى علّمنا تبعات الإنحراف عن طريق التحرير . مقاومة النساء ، في كلّ من داخل السجن و في المجال العام ، تتواصل ، و سنقف ضد مؤامرات النظام و السياسات الأمنيّة و ضد العناصر و التيّارات الوصوليّة المتعطّشة للسلطة .
و ندعو كلّ الناس الواعين و القوى السياسيّة إلى أن يكونوا حذرين ، و بدلا من السقوط في فخّ الحرب النفسيّة و الإنقسامات، أن يعزّزوا الممرّات نحو العدالة و التنوّع و المساواة . و بوعي ، و مثابرة و تصميم واضح ، يجب أن نقف اليد في اليد مع النساء اللواتى كرّسن حياتهنّ للحرّية . المرأة ، الحياة ، الحرّية ! "
الإمضاءات :
ياسمين أرياني
بهار كاظمي
بهار سليماني
زهراء صادقي
رزفاناه محمّديّ
نازي أسكواي
دينا غاليباف
ناهد تغهافى
علياء متبلزاده
ناهد فتح عاليان
مونيرة عربشاهي
صبا شيردوست
نزانين زاغاري
فرزانه نازيرنبور
شهلا رحماتي
شغهايغ مورادي
مريم طالبي
برفانه غاسميان
فرزانه راجى
سهر أحمدي
صارة صدّيقي
فاريدة حميدي
شوكوفه سليميان
أتينا داعمي
أراس أميري
ملاحظة ختاميّة :
في ما يلى فكرة عن بعض من ال25 سجينة سياسيّة أمضت على هذه الرسالة في 20 فيفري 2025 . و للمزيد من المعلومات و السير الذاتيّة ، الرجاء التوجّه إلى مواقع أنترنت منها ipa.united4iran.org .
سحر أحمدي : هي و زوجها تعرّضا لضرب قاس بعد إعتقالهما ؛ قرب سندنداج ، و السياّرة التي كانت تقلّهم و طفلهم أُطلق عليها النار .
أراس أميري : لها جنسيّة مزدوجة إيرانيّة بريطانيّ . ممثّلة شؤون فنّية حوكمت بتهمة " التسلّل الثقافي ".
ياسمين آرياني و مونيره عربشابي : الأم و البنت صدر حكم ضدّهما ب 17 سنة ل " التحريض على و تيسير الفساد و الدعارة " لنزعهما الخمار في اليوم العالمي للمرأة سنة 2019 . و هوجمت ياسمين في سجن كرشاك من طرف سجينات غير سياسيّات بإيعاز من المسؤولين على السجن .
أتينا داعمي : ناشطة ضد عقوبة الإعدام ، و مدافعة عن حقوق النساء و الأطفال ، سجنت في سجن فردي و تمّ إستجوابها بسبب " الكفر " و " الدعاية و التواطؤ ضد النظام " .
ناهد فتح عاليان : أستاذة متقاعدة و ناشطة نقابيّة ، أصيبت بالكوفيد في السجن ؛ لم يقع عزلها عن السجينات الأخريات اللواتي لم يتمّ فحصهنّ .
برفانه غاسميان : ناشطة كرديّة إعتُقلت في 2020 .
فريدة حميدي : فنّانة شابة تعمل بالتجميل إعتُقلت أثناء إنتفاضة جينا ؛ و بعد إطلاق سراحها أجرت حوارات صحفيّة شوهدت على نطاق واسع فاضحة العنف ضد السجينات إبّان و بعد الإعتقالات .
دينا غاليباف : صحفيّة و طالبة ، كتبت تقاريرا عن العنف و الهرسلة الجنسيّة على يد شرطة الأخلاق ، وقع إيقافها في أفريل 2024 لعدم إرتدائها للحجاب الإجباري .
رزفانة محمّدي : ناشطة من أجل حقوق المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا حوكمت ل " التجمّع و التواطؤ ضد الأمن القومي و المطالبة بعدم تجريم و إلغاء المثليّة الجنسيّة المشينة " .
شغهايغ مورادي : صحفيّة ، يجرى إعتقالها بصورة متكرّرة .
علياء متبلزاده : مصوّرة صحفيّة و نائبة رئيس رابطة الدفاع عن حرّية الصحافة الإيرانيّة ، صدر ضدّها حكم بخمس سنوات ل " " التجمّع و التواطؤ ضد الأمن القومي " لحضورها ورشة عمل عن تمكين النساء .
فرزانه نازيرنبور : كاتبة و أستاذة لسنوات طويلة .
نازي ( نازينين ) أسكواي : رئيسة تحرير Nashr-e Digar ، سنة سجن للتعاون مع رابطة الكتّاب الإيرانيّين في فيفري 2021 .
زهراء صادقي : عاملة بالأمم المتّحدة سافرت إلى السودان و العراق لمقتضيات شغلها ، وقع إيقافها مع زوجها في جانفي 2018 .
صارة صدّيقي : ناشطة من أجل حقوق المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا ؛ تعرّضت للتعذيب مرارا و تكرارا أثناء فترة ال53 يوما من السجن الإنفرادي بعد إعتقالها .
صبا شيردوست : صحفيّة غطّت إنتفاضة المرأة ، الحياة ، الحرّية على وسائل التواصل الاجتماعي و ووسائل الإعلام في المنفى .
بهار سليماني : إعتُقلت في أكتوبر 2020 و كانت واحدة من 4 مدافعين آخرين عن ناهد تغهافى و مهران رؤوف ( وهو ليس سوى واحد من الستّة الذين لا يزالون مسجونين ).
ناهد تغهافى : ناشطة حقوق المرأة ألمانيّة – إيرانيّة إعتُقلت في أكتوبر 2020 و صدر حكم ضدّها ب 10 سنوات بتهمة " تنظيم مجموعة لاقانونيّة " . وقع إطلاق سراحها في جانفي 2025 .
و ترغب الحملة الإستعجالية العالمية لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن! (IEC ) أن تتقاسم هذه المنشورات مع القرّاء نظرا لمضمونها المناسب لوقته و الهام في ما يتعلّق بالقتال الملحّ لتحرير المساجين السياسيّين الإيرانيّين و إيقاف الإعدامات .
و نقرأ في مقتطف من الفيديو :
" هذه الليلة ، الثلاثاء ، 18 فيفري ليلة " ثلاثاء بلا إعدامات " . نقف أمام سجن أفين لمساندة حملة مناهضة الإعدامات ... هنا أمام سجن أفين ، توجد وراءنا جبال أفين . و داخل السجن ، سجناء يخوضون إضراب جوع ليقولوا للعالم : لا للإعدامات! ... المرأة ، الحياة ، الحرّية ! فاريشه ، شريفة ، بقهشان ! لا للإعدامات ! سنظلّ صامدين إلى أن يتمّ إلغاء عقوبة الإعدام".
خيط مباشر يربط قتل المساجين السياسيّين في ستّينات القرن العشرين و صائفة 1988، و جرائم القتل في جانفي 2017 و نوفمبر 2019 ، و إنتفاضة جينا [ المرأة ، الحياة ، الحرّية ] ، وصولا إلى إعدامات و قمع المساجين السياسيّين في الوضع الراهن . لقد أعادت الجمهوريّة الإسلاميّة تجميع جهاز قمع الشاه [ الملك عميل الولايات المتّحدة 1953-1979 ] و أضافت قانون الشريعة و حكم الشريعة كلمسة أخيرة على عمليّة تجميل السلطة الدينيّة [ اليوم ] – و بالتالى ضاعفت من الأبعاد المريعة لجهاز الأمن [ الشرطة ] – لأنّه وفقا للشريعة ، من يقوم بالإستجواب و من يقوم بالتعذيب و كامل جهاز قمع الجمهوريّة الإسلاميّة يُعتبرون وكلاء ل " الإلاه " و يعتبرون أنفسهم مسؤولين من السماء ، و يبرّرون تعذيب معارضيهم و قتلهم إعتمادا على مبادئ الشريعة .
في هذا الإطار ، النضال لإلغاء عقوبة الإعدام و إطلاق سراح المساجين السياسيّين ليست فقط نضالا من أجل حقّ الحياة و الحرّية لأفراد في السجن ، و إنّما أيضا نضال من أجل تحرير و حرّية المجتمع الذى يقع في أسر الجمهوريّة الإسلاميّة.
-----------------------------
هوامش المقال :
1. سيافاش تحيل على وجه من وجوه الأساطير الإيرانيّة كشفت براءته إجرام الذين نفّذوا فيه حكم الإعدام .
2. و يحيل هذا أساسا ، لكن ليس فقط إلى الملوك الموالين للولايات المتّحدة الذين نشروا الشائعات / الأكاذيب ضد المساجين ذوى الميولات الراديكاليّة و اليساريّة .