الذكاء الاصطناعي في الأحزاب وإسهامه في بناء المستقبل
المنصور جعفر
2025 / 2 / 14 - 00:20
تقنية "الذكاء الإصطناعي" تقنية حاسوبية سريعة جداً لجمع وتحليل المعلومات وتقديم تصورات لمن يطلبها عن كل شيء مواشج لهذه المعلومات. أي انها تقنية تجمع في وقت واحد بين مهمة خزانة المعلومات ومهم تحليلها ومهمة التعامل مع هذه المعلومات وفق ما يأمر به مشغل التقنية. وهي شبه في مجال تعدين الذهب لدور المنقب والكشاف ودور جامع الذهب من المنقبين ومستثمره.
(أ) فوائد عامة لاستعمال تقنية الذكاء الإصطناعي في عمل الأحزاب:
1. تحسين كفاءة التنظيم الإدارية:
يزيادة جمع البيانات وتحسين تحليلها وتقديم تصورات واقتراحات فورية.
2. تعزيز صدور واتقان القرار السياسي:
بزيادة قدرة مشغل التقنية على جمع وتحليل البيانات السياسية السابقة المصدرة من الحزب وتلك المصدرة من أحزاب أخرى، مع فرز نقاط التقدم والتراجع الواقعية والمحتملة وفق حساب متكامل لأحداث الماضي والحاضر والمستقبل، مع توصيات تناسبها تحدد طبيعة القرار الحزبي المطلوب..
3. تحسين التنظيم
تحسين أداء هيئات الحزب بداية بالدقة في إعتبار نوع العمل وإتجاهه ونسب التوزيع المئوي (%) لمكوناته وأهدافه والتوزيع المئوي للمجهود البشري والوقت مع باقي الأعمال والجهود الأخرى.
4. تعزيز أمن الحزب/التنظيم
بتحسين جمع وترتيب وتحليل توزيع أعمال الحزب مع تحديد نقاط الضعف وكيفية علاجها وزيادة قوة النقاط الموجبة. وكذلك في مجال أمن الأعضاء ودقة رصد وتحليل مواقفهم إزاء القضايا ونقاط قوتهم وضعفهم في كل موقف وفي عموم حياتهم الحزبية.
5. تحسين التثقيف.
بجمع وتقديم مواد أكثرعدداً وأكثر تنوعاً ومختلفة التركيز، كذلك يمكن باستعمال تقنية الذكاء تحسين تنظيم الأرشيف والتعامل معه وتنمية أعمال التوثيق وكذلك زيادة أعمال التثقيف وتنميتها.
6. تحسين تنمية الحزب.
بمتابعة دقيقة لنقاط قوته وكيفية زيادتها ونقاط ضعفه وكيفيات علاجها وتحسين نتائج كل جهد.
7. ترجيح السياسات:
بداية بزيادة جمع وتحليل الأوضاع الفعلية والآثار المتوقعة من كل قرار، وتحديد الوقت المناسب لاتخاذ القرار أو للتراجع عنه بل وتحديد الصورة المناسبة لإصداره أو لتبليغه وشكلها.
8. . تحسين الفاعلية العامة: بتوفير الجهد و الزمن وبتقديم إنتاج أصح وأكبر
(ب) أثار محتمل حدوثها في الحياة التنظيمية الداخلية :
توفير الوقت والجهد. (+)
نموء المعلومات وإنهاء كثرة من حالات العرض والشرح غير الاحصائي. (+)
تخفيض الشحنة الشخصية في العمل. (+)
تطور انتاج المعارض والمقابلات الصحفية والبرامج والكورالات والفنون (+).
تفرغ كثرة من الكوادر للتواصل والعمل الجماهيري المباشر. ولمباشرة معيشتهم. (+)
زيادة فرص فئات مجتمعية مقيدة، للإسهام في العمل الحزبي والعمل العام.(+)
تخفيض حالات الانقطاع أو التكرار وحالات الإزدواج وحالات التكلس وحالات الشطح. (+)
ظهور نزعة تواكل إلكتروني (-)
تميز وتكبر نخبة إلكترونية بين الكوادر وانفرادها (-)
إمكان إختراق معلومات كثيرة (-)
(ت) أهم الازمات المتوقعة:
أزمة انتقال الهيئة الحزبية أو الجمعية أو التنظيم إلى الوضع الجديد، وهي أزمة ستنتج من تفاوت إمكانات المجتمعات وتفاوت امكانات الأفراد وكذلك عدم حاجة العمل السياسي النمطي ذو الندة والاجتماع والبيان والاعلام إلى معلومات أكثر من المعروضة بمحركات البحث عن أوضاع العالم والدولة والمجتمع وأخبار مجالاتهم الإجتماعية والإقتصادية والسياسية.
(ث) أهم الفوائد الآيديولوجية:
تسهيل الاستنباط من الكم الضخم الأدب السياسي والنظريات والعلوم الاجتماعية الخ.
سهولة اعداد مواد تثقيف متنوعة الحجم تشمل رصد وتفنيد للدعاية المضادة وبناء نقاط دعاية موجبة من الذخيرة التاريخية.
(ج) المستقبل:
اللكلام عن ان الذكاء الإصطناعي سيؤسس أتمتة كاملة للإنتاج في العالم وبالتالي سيضمر أو يموه الصراع الطبقي كلام مخالف لتفاوت امكانات التقنية فيلااابل-د- الواحد وفي العالم ومخالف لطبيعة علاقة الرأسمالية بالربح لأن اتمتة الإنتاج ستلغي الاجور وبالتالي سيختفي عنصر الشراء وتغلق الأسواق والمصانع. اما في الواقع فإن نموء و تطور قوة الإنتاج المادية ومستواه سيؤسس ضرورة إنتقال إلى نظام انتاج جديد.
يتسم النظام الإنتاجي الجديد ذو الإنتاج الوفير والجهد القليل بطبيعة أكثر إجتماعية وأقل تجارية تضاد أنانيات وفشل الأسلوب الرأسمالي النمطي في توزيع اقتصادي متوازن للموارد والجهود حيث دأبت الراسمالية على اسلوب التطور بالازمات وهي ازمات مخفضة لقاعدتها ومنزفة ومعطلة لرأس المال بمصروفات تأسيسها وتجديدها وحمايتها، مع تدهور المعيشة في غالبية مجتمعاتها بانتقال أو بالأصح انحطاط الأرباح الحقيقية العام لأكبر أعمالها وتواشج منظومتها بتراكم الأزمات من أزمة إلى أزمة. وخلاصة فشل راس المال القديم ان النظام الجديد المستغني عن كثير من أزمات الراسمالية النمطية والمستبعد لأعمال ولجج الطبقة الوسطى سيكون وفق طبيعته الجديدة العالية التقنية الناجحة كحاسوب في رصد الحاجات والقدرات والمستقبل سيكون نظاماً انتاجياً أكثر ديمقراطية في الإنتاج والتوزيع، أي أكثر اشتراكية.
الواضح في الزمان الحاضر منذ مائة عام على الأقل انه كلما زادت الآلات والتقنيات زادت الأزمة الإجتماعية والسياسية والفكرية للرأسمالية وزادت لحفاري قبرها -كل منهم في مجاله- إمكانية معرفة وإعلان مظهر من مظاهر موت الرأسمالية في مجاله، حيث ان لكل وضع رأسمالي مجال حياة وموت. من ثم تزيد عند حفاري قبور الرأسمالية المتزودين بالذكاء الاصطناعي سواء كانوا نقابات أو أحزاب أو جمعيات امكانات معرفة وممارسة مهمتهم. وبالذكاء الاصطناعي وتزيد إمكانية تحديدهم لطبيعة وزمان دفن هذا الشل أو ذاك من أشلاء الرأسمالية ومنظومة القطب الواحد.
انتهى