العمال يريدون إعادة الإعمار وليس الترحيل


جهاد عقل
2025 / 2 / 13 - 14:43     

تحت هذا العنوان أصدر الإتحاد الدولي لنقابات عمال البناء والأخشاب ، هذا الأسبوع بياناً له بخصوص خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنجهية القائمة على إحتلال قطاع غزة الفلسطيني وترحيل المواطنين منه ، وذلك بالتعاون مع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو ، وكأن حاكم البيت الأبيض يتعامل مع الوطن الفلسطيني وسكانه الصامدين ، حالة من شركاته لتجارة العقارات .

الإتحاد الدولي لنقابات عمال البناء والأخشاب يؤكد في بيانه هذا بأنه يرفض هذا القرار الأمريكي بإسم النقابات والعمال المنضوين ضمن هذا الإتحاد بقوله:”- يرفض الاتحاد الدولي لنقابات عمال البناء والأخشاب، الذي يمثل 12 مليون عامل في قطاعات البناء ومواد البناء والأخشاب والغابات المنتمين إلى 351 نقابة عمالية في 117 دولة، بشدة الاقتراح بتهجير الفلسطينيين قسراً من غزة، ويتضامن مع فرع نقابة البناء التابع له، الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، في المطالبة بحق العمال الفلسطينيين في إعادة بناء منازلهم ومجتمعاتهم ومستقبلهم على أرضهم”.
هذا الموقف النقابي لشريحة واسعة من الطبقة العمالية العالمية ، يؤكد لزعيم البيت الأبيض ترامب ، بأن هوسه الإحتلالي مع "قلمه" وهذا ما وصف به قادة حكومة أسرائيل ، لن ينجح في ظل صمود الشعب الفلسطيني أولاً ، وبدعم القوى النيّرة في العالم وبمقدمتها النقابات العمالية والطبقة العاملة عامة.
كما يوضّح الإتحاد العام لنقابات عمال البناء والأخشاب في بيانه هذا بأن الحرب أدت الى ترك آلاف العمال الفلسطينيين عاطلين عن العمل ، هذا في حال لم تطالهم يد العدوان والحرب بقنابلها الفتّاكة ويؤكد الإتحاد في بيانه ما يلي :” لقد تسبب الصراع المدمر في مقتل عشرات الآلاف من الناس وترك آلاف العمال في قطاع البناء عاطلين عن العمل، ودمر سبل العيش وتسبب في انعدام الأمن المالي الشديد، والضائقة الاقتصادية، والصعوبات الواسعة النطاق. لقد حرم تجميد التوظيف الذي فرضته إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 150 ألف عامل فلسطيني من وظائفهم وأجورهم، مما دفع أسر بأكملها إلى الفقر. وبينما أصبحت غزة في حالة خراب وتواجه الضفة الغربية الاختناق الاقتصادي، فإن العمال الفلسطينيين يُدفعون إلى مزيد من الإقصاء والتهميش الاقتصادي والحرمان.إن هذه الأزمة تتطلب وقف إطلاق نار دائم، ليس فقط لوقف العنف، بل وأيضاً للسماح بالعمل العاجل لإعادة الإعمار والتعافي. وفي غياب الالتزام بالسلام الدائم، سوف يظل العمال الفلسطينيون عالقين في دوامة من الدمار والتشريد، عاجزين عن العودة إلى وظائفهم أو إعادة بناء مجتمعاتهم".

كما ويؤكد الإتحاد الدولي لنقابات عمال البناء والأخشاب رفضه الخطة العدوانية للرئيس ترامب بخصوص ترحيل أو تهجير أهلنا في غزة بقول سكرتيره العام إمبيت يوسون :"إن التهجير القسري للفلسطينيين لن يشكل انتهاكاً للقانون الدولي فحسب، بل إنه يشكل أيضاً هجوماً مباشراً على حقوق العمال. فلكل عامل، بغض النظر عن جنسيته، الحق في العمل اللائق والأجور العادلة والقدرة على إعالة أسرته. إن تدمير سبل عيش الفلسطينيين، إلى جانب التدمير المادي لمجتمعاتهم، يشكل عملاً متعمداً من أعمال الحرب الاقتصادية”. وأضاف :”إن العمال الفلسطينيين يريدون إعادة البناء، وليس الرحيل. إن تهجيرهم بالقوة يشكل جريمة ضد الإنسانية. إن الحركة النقابية الدولية للبناء والتشييد ترفض هذا الاقتراح وتطالب بالعدالة، ليس فقط بالكلمات، بل وبالفعل.
"إننا نقف إلى جانب اتحاد نقابات عمال فلسطين في المطالبة بحماية فورية للعمال الفلسطينيين، وسبل عيشهم، وحقهم في أن يكونوا بناة لمستقبلهم. وبدون وقف إطلاق نار دائم وسلام عادل، لن يتمكن العمال أبدًا من العودة إلى وظائفهم وإعادة بناء ما تم تدميره".
إن الطريق إلى السلام في المنطقة لا يمكن أن يبنى على النفي القسري بل على العدالة وإعادة الإعمار وحق العمال في استعادة مجتمعاتهم. ونحن ندعو المجتمع الدولي والحكومات والنقابات العمالية في جميع أنحاء العالم إلى:
ضمان وقف إطلاق النار الفوري والدائم للسماح بإعادة الإعمار والاستقرار.
رفض أية خطط لترحيل الفلسطينيين قسراً من غزة.
استعادة حق العمال الفلسطينيين في العمل والأجور.
ضمان إشراك العمال الفلسطينيين في عملية إعادة الإعمار.
محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المنهجية لحقوق العمال من خلال الإجراءات الجارية في منظمة العمل الدولية.
إن العمال الفلسطينيين ليسوا ضحايا سلبيين، بل هم العمود الفقري لإعادة إعمار غزة والاقتصاد الفلسطيني. وهم لا يسعون إلى التهجير، بل يطالبون بالحق في إعادة البناء والعمل والعيش بكرامة في وطنهم.
المستقبل الحقيقي الوحيد لغزة ليس المنفى، بل إعادة الإعمار والسلام”.
نعم إن المستقبل الحقيقي والوحيد للمواطن الفلسطيني في غزة والصفة الغربية وغيرها ، ليس التهجير أو المنفى بل إعادة إعمار الوطن والإعتراف بدولتهم كباقي شعوب الأرض ، هناك من توقع من ترامب عندما أعلن قبل توليه كرسي الحكم بالبيت الأبيض ، بأنه لا يريد أن يتولى منصبه وهناك حرب، لكن ما نشاهده حتى الآن من قراراته المتوالية هو عملياً إعلان حرب شاملة على مختلف الجبهات منها الحرب الإقتصادية والأخرى عملية تهجير العمال المهاجرين من أمريكا الجنوبية وخاصة المكسيك ، وحرب أخرى داخلية يشنها على العمال والنقابات العمالية الأمريكية ، التي بدأت تنظم المظاهرات المناهضة لقراراته التي تضرب الحقوق العمالية.