من تاريخ الحركة النقابية العربية الفلسطينية - فلسطين كانت المبادرة للوحدة النقابية العربية


جهاد عقل
2025 / 1 / 17 - 12:07     

بالرغم مما واجه الشعب الفلسطيني من قمع قامت به قوات الاحتلال البريطاني ، وذراعها الصهيوني ، ضد الشعب الفلسطيني عامة والطبقة العاملة الفلسطينية خاصة، لم يخضع عمال فلسطين لهذا القمع والتنكيل ، بل قاموا بنضال نقابي نفتخر به ، خاصة بعد تتبعنا وتمحيصنا في هذا التاريخ النضالي للحركة النقابية الفلسطينية ، التي بدأ نضالها في عشرينيات القرن الماضي ، ومن ثم مأسستها وعقد مؤتمراتها النقابية وتنظيم العمال العرب في فلسطين.
في 29 و 30 آب العام 1946 عقد مؤتمر نقابي بمقر الجمعية بشارع الملوك بمدينة حيفا ل "جمعية العمال العربية الفلسطينية" ، الذي وصفته وسائل الإعلام بأنه كان مؤتمراً منظماً ،بل يضاهي مؤتمرات عقدت في تلك الآونة في الدول الأوروبية ، لدرجة
أن قنصل لبنان في مدينة حيفا السيد البير فرعون الذي حضر المؤتمر أشاد بحسن التنظيم ومستوى النقاش ، وقام بتقديم تبرع شخصي وتبرع آخر بإسم القنصلية ، أي الحكومة اللبنانية ، بهدف المساهمة بتغطية تكاليف المؤتمر.
وضمن أبحاث المؤتمر وقراراته كان هناك موضوع وحدة "الحركة النقابية العربية" وعقد مؤتمر نقابي عربي ، بالاضافة الى دعوة الجامعة العربية لتشكيل دائرة تعنى بقضايا العمال العرب.
برأيي أن هذه الخطوة النقابية الوحدوية غير مسبوقة في تاريخ الحركة النقابية العربية ، خاصة وأن الوفد النقابي العربي الفلسطيني كان الوفد الوحيد الذي شارك في الاجتماع التأسيسي لاتحاد النقابات العالمي الذي عقد في شهر شباط من العام 1945 بالعاصمة البريطانية لندن.
ولأهمية القرارات الصادرة عن المؤتمر النقابي العربي الفلسطيني المُشار اليه أعلاه (29-30 آب 1946) والتي نشرتها جريدة فلسطين في عددها الصادر في الثالث والرابع من أيلول 1946 ننشر القسم الذي موضوعة الحركة النقابية العربية والجامعة العربية بنصه الحرفي وفق الجريدة :
"وفي موضوع الحركة النقابية بالبلاد العربية ومجلس الجامعة العربية تقرر :
43- إرسال بعثات نقابية إلى سائر الأقطار العربية على أن تكون ذات إلمام ثقافي في شرح أهدافنا النقابية وإشتراكيتنا التي نخلقها وذلك لتبادل التجارب النقابية ولإيجاد صلة إرتباط بيننا وبينهم.
44- عقد مؤتمر يمثل جميع البلاد العربية لتوحيد النضال النقابي ولدرس جميع المشاكل النقابية في كل قطر والعمل على تقدم المعركة النقابية في سائر البلاد العربية ، ولتوحيد الجهود للعمل النقابي محلياً ودولياً بشرط أن يدعى إلى عقد هذا المؤتمر بعد إرسال البينات إلى البلدان العربية.
45- إرسال وفد لمقابلة أمين سر مجلس الجامعة العربية لتأسيس فرع خاص بمكتب الجامعة العربية للعناية بالشؤون النقابية وبالعمل والعمال في الأقطار العربية والدولية والتوظيف ملحقين نقابيين بالسفارات والقنصليات العربية في جميع البلاد المتقدمة صناعياً على أن يسبق الوفد مذكرات إلى كل دولة من الدول العربية تشرح فوائد الحركة النقابية الصحيحة".
واضح من نص هذه القرارات ما تمتعت به الحركة النقابية الفلسطينية من وعي نقابي يتمحور في أهمية ترسيخ الوحدة النقابية العربية عامة ، هذه الوحدة التي تعتبر القوة الفذة في حال تشكيلها لحماية حقوق العمال العرب والطبقة العاملة العربية عامة ، لتكون رافد قوي في دعم قوة الحركة العمالية -النقابية العالمية عامة.
قلنا وبفخر أننا نفتخر بتاريخنا النقابي العربي الفلسطيني وبحق.
image.png