حوار مع زائر حول الحريق وأشياء أخرى
امال الحسين
2025 / 1 / 13 - 00:47
قلت :
لنغيّر موضوع الحريق بأمريكا، تلك المنطقة معروفة بالحرائق، والجديد هو فصل الشتاء والرياح العاتية، والسبب هو تغيّر المناخ أو ما يسمى الاحتباس الحراري، ووجود بقايا الأوراق التي سقطت في فصل الخريف وجفت وتراكمت، مما سهل انتشار الحريق، هذا هو السبب حسب عدة ندوات شاهدتها حول الحدث، فلا داعية للتأويلات غير العلمية.
قال :
اخي نحن لا تفرح بموت طفل او شيخ وانما امريكا ام الدمار والخراب بالعالم...لا توجد بقعه فيها دماء وأنين وهدم الا امريكا لها يد ...امريكا عدوة الشعوب....والحريق هذه ايه من ايات الله.....لأن الله يمهل ولا يهمل....بالأمس ابيظا غزه على مسمع من العرب والمسلمين بخطط وسلاح امريكي وقرار امريكي ....نحن لا تفرح بموت شغب من الشعوب وانما نتكلم عن دوله طغت وتكبرت وأخذها الله اخذ عزيز مقتدر......
قلت :
الفرق بين أمريكا الدولة الإمبريالية، والشعب الأمريكي الذي خرج بالملايين تضامنا مع الشعب الفلسطيني، والحريق سيزول وتبقى الإمبريالية، هناك ما يجب فعله بدل التشبث بأشياء تزول.
للبحث عن حقيقة الحياة عليك بالجبال تجد هناك أجدادك ومبادئ الحياة البدائية، فتم مصدر كل حركاتك وأفكارك التي تلازمك مدى الحياة القصيرة التي تعيشها، ولا تجعل من نفسك مركز الكون كما يفعل الأطفال وتتعالى على ما هو أرقى وأسمى.
الحريق مأساة عبر التاريخ، وأشهره بروما مع نيرون وبغداد مع هولاكو، قال نزار قباني عن محاصرة الجسين للفلسطينيين بالدبابات بعمان في 1970 بعد موت جمال عبد الناصر في قصيدته أيلول الأسود :
عمان ياروما يكبلها الحديد
نيرون يعود من جديد
ويعود هولاكو
ليحفر قبر تاريخ الحياة
ليعيدها منسية
عبر العصور
إلخ...
قال :
ما العمل..؟
قلت :
نعم رفيقي، هذا سؤال وجيه.
نبدأ بأنفسنا لذلك يجب على كل واحد منا أن يكون استثناء ولا يستسيغ الهزيمة أولا.
أن لا نقبل أن نُحشر بين المهزومين، أن نكون نحن من ينقذ هذا الوطن قولا وفعلا، ذلك يتطلب منا أن نكون منظمين ثانيا.
أن نكون منظمين يجب أن نقدم نقدا ذاتيا لذاتنا بذاتنا قبل أن نقدمه لغيرنا مصرين على الانتصار ثالثا.
أن نقدم نقدا موضوعيا لتاريخنا المشترك المهزوم ونطرح منه كل ما هو متسم بالهزيمة رابعا.
وأن نستخلص منه مصادر القوة التي لا تقهر، الطاقة الخلاقة التي تكون وقوده في مسار الثورة خامسا.
وأن ننبد الأنانية والغرور، والانتهازية والوصولية، ونتسلح بالديالكتك والبراكسيس سادسا.
أن نقرأ تاريخنا المجيد بعين النقد العلمي المادي، ونبني حزبا ثوريا صلبا بقيادة صلبة لا تلين سابعا.
أن يكون للحزب جهاز نظري يتابع كل ما يجري في العالم من تطور علمي على جميع المستويات الأيديولوجية والسياسية والعلوم الحقة والاستراتيجية ثامنا.
أن يكون للحزب استراتيجية عسكرية للدفاع عن الوطن وشبيبة تتثقف ثقافة ثورية من داخل الحزب تاسعا.
أن ينغرس الحزب في صفوف العمال والفلاحين لنشر ثقافة بديلة، ترتكز على العلم المادي ببرامج يقوده مثقفون ثوريون همهم الوحين التكوين عاشرا.
إذاك نكون محبوبين في أوساط شعبنا لتقويته، ونشر روح الإنتاج والإبداع في صفوفه، وهو الذي يقود الثورة العلمية.
قد يبدو كل ما سبق حلم والأحلام مشروعة ومشاريع المستقبل، فمن لا حلم له لا مستقبل له، وكذلك على مستوى الشعوب.
لكل ذلك لا بد من قادة مشكلة من ثوريين منظرين نحترمهم، ونقدر جهودهم، ولا نشعل الحرب التخريبية بداخل الحزب.