ضد السلمية، من أجل الانهزامية الثورية!


الفرع الكندي للنزعة الشيوعية الأممية
2025 / 1 / 6 - 17:57     

"فقط البورجوازي الذي يؤمن ان الحرب التي شنتها الحكومات ستنتهي حتما كحرب بين حكومات, ويتمنى ذلك, يجد من المضحك أو من الخراقة ان يصرح اشتراكيو جميع البلدان المتحاربة بانهم يتمنون هزيمة جميع حكوماتـ"هم". غير ان مثل هذا التصريح يستجيب, بالعكس, لأعمق أفكار كل عامل واع طبقيا, ويتفق مع خطة نشاطنا الرامي الي تحويل الحرب الامبريالية الى حرب أهلية" – فلاديمير لينين, الاشتراكية والحرب, 1915

لقد مضى أكثر من عام على الغزو الروسي لأوكرانيا. آلاف الجثث تتناثر على ساحة المعركة بينما آلة الحرب على قدم وساق على كلا الجانبين. وبينما تواصل الولايات المتحدة والناتو ضخ الأموال في أوكرانيا، وتواصل روسيا هجومها، يشهد العمال تصعيدًا عالميا للصراع. فالصراع الذي تشنّه الصين على تايوان، وخطط نيجيريا لغزو النيجر، بالإضافة إلى المعارك الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان، كلها تنذر بالهلاك للعالم وللطبقة العاملة. ومع ذلك، وعلى الرغم من الاقتتال البرجوازي، لا يزال العمال عازمين على التشبث بالقومية، سواء كان ذلك في شكل الدعوة إلى تسليح أوكرانيا، أو السعي إلى السلام عبر الدبلوماسية مع روسيا. كلا هذين الموقفين - الدفاعية هي الأولى، والسلمية هي الثانية - يساومان على مستوى التنازل للدولة البرجوازية، وكما يتبين لنا مرارًا وتكرارًا، فإنهما لا يقدمان شيئًا للعمال سوى استمرار خضوعهم للنظام الرأسمالي المتهالك.

"لكن السلمية تهدف إلى تعزيز السلام! فالدبلوماسية والتهدئة يهدفان إلى جذب قادة العالم نحو نزع السلاح!" إلا أن هذا لم يؤد, في أي وقت من الأوقات, إلى التخلص من النزعة الكامنة نحو الإمبريالية - نحو تراكم رأس المال الذي أصبح شرهًا لدرجة أن الطريقة الوحيدة لخلق المزيد من القيمة ,عندما لا يكفي الإنتاج الإجمالي العالمي، هي التدمير - من خلال القنابل والمدافع والحرائق. فمنذ الحرب العالمية الأولى، لم تكن النزعة السلمية سوى رد فعل أخلاقي للبرجوازية تجاه استمرار نظامها، حيث كانت بمثابة حسرة على العمال الذين أجبروا تحت تهديد الموت على السير إلى جبهة الحرب. ومثلما أدت إلى تفتيت التنظيم الثوري الحقيقي للعمال آنذاك، فإنها الآن تعيد نفس الكرة.

بدلاً من ذلك، هناك بديل واحد واضح، حل واحد واضح لهذا الجنون الذي لا يزال يسيطر على العالم. على العمال في جميع أنحاء العالم أن يتجمعوا على منصة أممية ويقوموا بالحشد من أجل هزيمة دولهم كجزء من هدفهم الثوري للإطاحة بالرأسمالية مرة واحدة وإلى الأبد! يجب على العمال أن يحرضوا ضد مساعي الحرب المحلية من خلال استراتيجية مشتركة من الاضراب ووقف و ابطاء العمل. يمكن للعمال في روسيا الذين يحتشدون في الشوارع أن يوقفوا هذا الجحيم الهاطل على رفاقهم في اوكرانيا، ولكن فقط إذا قام العمال الأوكرانيون بالمثل بدورهم، جنبًا إلى جنب مع العمال في الصين وتايوان والنيجر ونيجيريا وأرمينيا وأذربيجان وغيرها. كما أظهرت لنا الثورة البلشفية أن التنظيم الجماهيري للطبقة العاملة هو وحده القادر على توفير معارضة فعالة للحرب. وفي الوقت نفسه، فإن فشلها يثبت الحاجة إلى التعاون الدولي، لأن أي انتفاضة محصورة في نطاق محلي سيكون مصيرها الفشل.

وبالتالي فإن النزعات السلمية والدفاعية هي التي تدعم آلية الحرب البرجوازية. إذا اختار العمال أمتهم باعتبارها الأمة المحقة التي سيسيرون من أجلها بخطى ثابتة للقتال أو للعمل كذراع دبلوماسي، فإن كل هذه الجهود لن تثمر سوى بخيبة أمل ودمار. فطالما ظل العمال منعزلين، لن يترسخ أي برنامج انهزامي ثوري، وبالتالي فإن الخطوة الضرورية هي أن يعارض العمال النزعة السلمية والدفاعية. لا للناتو ولا لروسيا، لا حرب إلا حرب الطبقات!
Klasbatalo
الأحد 10 مارس 2024