بوب أفاكيان – الثورة عدد 109 : نحتاج إلى التعاطى الجدّي مع واقع غاية في الجدّية – و ليس إلى هراء - الهويّة – اليقظة - المفلسة !
شادي الشماوي
2024 / 12 / 21 - 21:49
بوب أفاكيان ، 11 ديسمبر 2024
www.revcom.us
هذا بوب أفاكيان – الثورة عدد 109 .
لعقود ، حلّلت و حذّرت من الخطر المتنامي للفاشيّة في هذه البلاد . و قد تحدّثت عن الأسباب العميقة لهذه الفاشيّة و مضمونها الأساسي ، بتركيز خاص على تفوّق البيض و التفوّق الذكوري السافرين و العدوانيّين و كذلك معاداة العلم بتعصّب و الجنون الأصولي المسيحي ، المميّزين لها . و شدّدت على أهمّية تعبأة الناس من كافة أرجاء المجتمع ، في القتال ضد هذه الفاشيّة ، و من أجل عالم مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير .
و منذ أن صعد ترامب للسلطة لأوّل مرّة نتيجة انتخابات 2016 ، كنت أصف فاشيّته بما هي عليه ، داعيا إلى معارضة جماهيريّة مصمّمة لهذه الفاشيّة و موضّحا أنّ هذه الفاشيّة متجذّرة في النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، و أنّ النظام برمّته يحتاج إلى أن تكنسه ثورة فعليّة .
لكن ، في الغالب الأعمّ ، ما حلّلته بشأن كلّ هذا جرى تجاهله أو إستبعاده ، أو تشويهه و الهجوم عليه ، من قبل أناس يرفضون مواجهة ما يجرى فعلا ن و ما نحتاج إلى القيام به بهذا المضمار .
و حديثا ، قمت بتحليل للماذا بعض الناس ضمن الذين كانوا مضطهَدين في ظلّ هذا النظام ، يساندون الآن فاشيّة ترامب / الماغا – كما هو الحال في رسالتى عدد 97 : " ما الخطأ لدي هؤلاء اللاتينيّين – و أجل ، إنّهم أكثر من قلّة قليلة – الذين دعّموا ترامب ، و هجماته العنصريّة على المهاجرين ؟ "
و كما هو الحال مع العمل الذى أقوم به ، التحليل في تلك الرسالة غايته الأساسيّة هي دفع الأشياء إلى الأمام ، و تجاوز العراقيل ، في النضال لإنجاز ثورة الحاجة إليها إستعجاليّة يكون هدفها الجوهري وضع نهاية ، أخيرا ، للإضطهاد الفظيع و العذابات غير الضروريّة الذين تتعرّض لها الجماهير الشعبيّة هنا ، و عبر العالم قاطبة . لكن ، مرّة أخرى ، في تعارض مع التعاطي الجدّي والمبدئي مع هذا ، لدينا هذا الصنف من الردّ على رسالتى عدد 97 من محامى أسود من ACLU :" دون التطرُّق إلى ما إذا كان أفاكيان على حقّ أم على خطئ في تحليله ، فكرة أنّ رجلا أبيض يهزّ إصبعه و يعطى دروسا لمجموعات سكّان ذوى بشرة ملوّنة مهينة إلى حدّ كبير ".
آه ، ما هذا ؟ كفاية من هراء " الهويّة – اليقظة " هذا ! ما يسمّى " هزّ إصبعه " و " إعطاء دروس " في الرسالة 97 هو عمليّا تحليل جدّي و قيّم وهو هام بشكل حيويّ في فهم ما حدث في الانتخابات الحديثة ، و ما يحدث بصورة عامة . لم أتردّد أبدا ، و لن أتردّد أبدا ، في أن أخبر الناس الحقيقة حول أشياء هامة يحتاجون إلى معرفتها ، حتّى إن لم يرغب البعض في سماعها . إن كان لأحد شيئا جدّيا يودّ قوله عن المضمون القيّم لما يوجد في الرسالة عدد 97 – جيّد : يمكن أن يساهم ذلك في سيرورة الخوض بعمق في الواقع المعقّد الذى نواجهه . لكن هذا الهراء عن " هزّ إصبعه " و " إعطاء الدروس " ليس سوى ذريعة رخيصة – تبرير فجّ – لرفض التعاطي مع مضمون ذلك .
تصوّروا هذا المحامي في قاعة محكمة ، مقدّما هذه الحجّة على أنّها " دفاع " مفترض عن " شخص بشرته ملوّنة " تتمّ ملاحقته بتهمة جدّية :
" السادة القضاة ، لن أردّ على الوقائع المذكورة و التأكيدات التي قدّمها المدّعى العام لأنّه رجل أبيض و بالتالى ليس له حقّ الحديث عن هذه الأشياء – و إنّه لمهين إلى حدّ كبير أنّه قام بهذا ."
هل يعتقد أحد أنّ هذه حجّة جدّية يمكن أن تقضي إلى مخرج جيّد ؟!
ما لا يحدث في قاعة محكمة ، لا ينبغي كذلك أن يحدث مع الأمور الجدّية الأخرى . و مثلما شدّدت على ذلك في البداية ، خاصة في الزمن العصيب الذى نعيش فيه الآن ، نحتاج إلى تعاطى جدّيّ مع واقع غاية في الجدّية ، و ليس إلى هراء " الهويّة – اليقظة " المفلسة .
لسوء الحظّ ، هراء " الهويّة – اليقظة " التي يعبّر عنها هذا المحامي ليست مفلسة فقط بمعنى ما عام – و ليست محصورة في هذا المحامي . من الشائع جدّا و الهام جدّا – و قد تسبّب قدرا أكبر من الضرر . فقد ساهم ، بطريقة لها دلالتها ، في الوضع السيّئ جدّا الذى نواجهه الآن . لقد ضلّل و خدع و أهان و منع عدد كبير جدّا من الناس من الحصول على فهم حقيقيّ و علميّ لما يجرى و ما نحتاج إلى القيام به بهذا الشأن .
آن الأوان ، و منذ زمن بعيد ، الإعتراف بالضرر الناجم عن و النبذ بصرامة لمحاولات تعويض موقف " الهويّة – اليقظة " المهترئة بالتعاطي الجدّي مع القضايا الجدّية . أكثر من أيّ زمن مضى ، نحتاج إلى نقاش و جدال مبدئيّين ، ضمن أعداد متنامية من الناس ، حول القضايا الكبرى التي تواجه الإنسانيّة – تعاطى برحابة صدر و نزاهة لا تقلّصهما و لا تحدّ منهما و لا تقمعهما و تخنقهما محاولات إملاء من يمكن أن يقول و ماذا يقول !
و مثلما أوضحت ، منذ البداية تماما ، في رسالتى عدد 1 :
" مهما كان الأمر جدّيا لا وقت لديّ ، و لا وقت لنا ، لهذه القمامة الباعثة على الشفقة و التي لا تؤدّى إلى أيّ مكان جيّد حول من له الحقّ في قول هذا الأمر أو ذاك . للجميع حقّ و مسؤوليّة تعلّم الحقيقة و الحديث عن الحقيقة ، لا سيما في ما يتّصل بالقضايا الحياة أو الموت ، المتعلّقة بالوضع العام و مستقبل الإنسانيّة قاطبة – و للجميع حقّ و مسؤوليّة التصرّف على أساس من هذه الحقيقة . "