مع سقوط الأسد بسوريا ، إسرائيل تنقضّ عليها ... بالقنابل و المدافع و الجنود و الولايات المتّحدة تتحدّث عن حقوق السوريّين ثمّ تدعم الهجوم الإسرائيلي العنيف


شادي الشماوي
2024 / 12 / 19 - 02:50     

في صباح يوم السبت ، 8 ديسمبر 2024 ، الطاغية المجرم السوري بشّار الأسد فرّ من البلاد و إنهار نظامه . و حالما بات هذا واضحا ن شنّت إسرائيل هجوما عسكريّا كبيرا على سوريا متوغّلة في أراضيها .
و مع بداية تعبير السوريّين العاديّين عن تطلّعاتهم للحرّية العميقة و المقموعة لوقت طويل ، و شروع القوى الأصوليّة الإسلاميّة الرجعيّة المدعومة من تركيا في السيطرة على البلاد ، توغّل جنود و دبّابات إسرائيل إلى داخل سوريا ، و أخذت طائراتها الحربيّة تتجوّل في سماء سوريا .
و زعم الوزير الأوّل الإسرائيلي نتنياهو ( نتن – النازي ): " ليست لدينا أيّ نيّة في التدخّل في الشؤون الداخليّة السوريّة " – في الوقت الذى كان يقوم بذلك بالذات .
و قال إنّ إسرائيل كانت تقوم " بما هو ضروريّ لضمان أمنها " . و ما قصده نتنياهو بضمان " أمنها " هو تحطيم أيّ معارضة لتوسّعه الإبادي الجماعي أو العنف الذى أطلق له العنان لمخفر مسلّح تابع لإمبرياليّة الولايات المتّحدة . و قد شمل ذلك دوس سيادة البلدان الأخرى ، و تحطيم قدرتها على الدفاع عن نفسها ، و محاولة فرض عنيف لهيمنة إسرائيل عبر الشرق الأوسط . ( في العقود الأخيرة ، إيران و حلفائها بالمنطقة ، لا سيما حزب الله في لبنان و كذلك سوريا ، كانوا أهدافا كبرى . ( و من أجل المزيد ، أنظروا مقال " تمّت الإطاحة النظام الرجعيّ لسوريا بشّار الأسد – ما الذى يجرى في سوريا ؟ لماذا . و ما هي القوى المعنيّة ؟ و أين تكمن مصالح الشعب ؟ " )
الدبّابات و الجنود الإسرائيليّون يستولون على الأراضي السوريّة :
لم تنتظر إسرائيل تشكيل حكومة سوريّة جديدة أو أن تتّخذ سوريا أيّ عمليّات ضد إسرائيل . و بالتأكيد لم تنتظر الشعب السوري ليعبّر عن طموحاته للمستقبل . حالما إتّضح أنّ نظام الأسد كان يسقط ، دبّابات إسرائيل و جنودها زحفوا على التراب السوري لأوّل مرّة منذ 1973 . و إنطلقوا من الجولان الأعلى في الجنوب الغربي لسوريا ، منطقة مساحتها 700 ميل مربّع إستولت عليها إسرائيل بصفة غير قانونيّة أثناء حرب 1967 . و مذّاك إحتلّتها إسرائيل و صرّح نتنياهو في المدّة الأخيرة بأنّها ستبقى جزءا من إسرائيل " إلى الأبد " ( 1 )
و تاليا ، تحرّك الجيش الإسرائيلي عبر " المنطقة المنزوعة السلاح " التي تديرها الأمم المتّحدة و مساحتها 155 ميل مربّع، و تقدّم عميقا في التراب السوري ، ربّما ب 25 كلم مربّع ( 15.5 ميل ) عن عاصمتها ، دمشق .
و إدّعت إسرائيل أنّ هذه حركة محدودة و مؤقّتة . و هذا تعلّة إستخدمتها إسرائيل في مناسبات مختلفة عبر تاريخها ، حتّى عندما خطّطت لتبقى سنوات أو حتّى لإلحاق منطقة . و قال أحد القادة العسكريّين الإسرائيليّين : " من الواضح أنّها سنظلّ هنا لبعض الوقت ...نحن مستعدّون لهذا ." و أكّدت إسرائيل الآن أنّها تركّز " منطقة عازلة " و أنّ قوّاتها ستظلّ في التراب السوري لعلى الأقلّ بضعة أشهر أخرى . (2)
أخبار دروب سايت Drope Site News أوردت في تقرير لها أنّ " دبابات و جنود إسرائيل وسّعت الاحتلال الإسرائيلي، مهاجمة مواقع الجيش السوري السابق بأعلى نقطة من جبل الشيخ التي تسمّيها إسرائيل جبل هرمون ( وهي تطلّ على مناطق شاسعة من إسرائيل و لبنان و سوريا ) ، و إنتشرت في منطقة منزوعة السلاح منذ إتّفاق هدنة 1974 التي أنهت رسميّا الحرب بين سوريا و إسرائيل . و في مدينة القنيطرة في الجولان الأعلى ، جاءت تقارير عن جنود إسرائيليّين يغزون المدينة و يحوّلون مبنى قسم العدالة إلى قاعدة عسكريّة . و أشرطة فيديو و صور نشرها الجنود الإسرائيليّون تبيّهم واقفين داخل المؤسّسات المحلّية للحكومة السوريّة و يرشقون المنازل المهجورة بالرصاص ، و كانت كذلك الدبّابات الإسرائيليّة متموقعة في الشوارع . و وزير الدفاع الإسرائيلي كاتز قال يوم الإثنين إنّ " الجيش سيستولى على كامل المنطقة المنزوعة السلاح لحماية المستوطنات الإسرائيليّة في الجولان الأعلى ..."
هجمات قصف إسرائيلي كثيف بالقنابل يدمّر قدرة سوريا على الدفاع عن نفسها :
لقد نفّذت إسرائيل عمليات عدوانيّة ضد سوريا لعقود بما في ذلك قصف القوّات الإيرانيّة و قوّات حزب الله و أسلحة مستعملة خلال الحرب الأهليّة السوريّة 2011-2014 . و فقط في شهر أفريل الماضى ، هاجمت إسرائيل السفارة الإيرانيّة في دمشق مغتالة مسؤول عسكري إيراني كبير و ضبّاط مخابرات .
لكن هذا الهجوم الحالي على مستوى آخر تماما . في صباح السبت ، مبكّرا ، بُعيد فرار الأسد ، شنّت إسرائيل واحدة من أكبر غاراتها الجوّية أبدا . و في غضون 48 ساعة ، نفّذت أكثر من 480ضربة جوّية محطّمة المؤسّسات العسكريّة عبر سوريا . و واصلت حملة قصفها بالقنابل مع 13 ديسمبر 2024 .
هذا الهجوم الجوّي و البحري الإسرائيلي دمّر كامل البحريّة السوريّة و فيالق طائرات قتاليّة برمّتها و أنظمة دفاع جوّي و مسيّرات و مخازن و مصانع أسلحة و دبّابات و عديد الصواريخ و القذائف المدفعيّة . و أيضا ضربت إسرائيل مطارات سوريا و مراكز التصنيع و البحث ،و المباني الحكوميّة و المخازن . و عديد هذه الأهداف كانت تقع في مدن كثيفة السكّان مثل دمشق و حماة و حمص و طرطوس و لاطاكيا و بلميرا . (3)
و تفاخر نتنياهو بتدمير 70 إلى 80 بالمائة من المؤسّسات العسكريّة السوريّة . " الضرر الذى ألحقناه بهم يمثّل مكسبا هاما بالنسبة إلى تفوّق القوّات الجوّية الإسرائيليّة في المنطقة ، " قال عسكريّ إسرائيلي . ( قبلا ، كانت الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة أن تتجنّب الدفاعات الجوّية السوريّة لأجل قصف المليشيات المدعومة من إيران و أهداف أخرى في سوريا .) (4)
و زعمت إسرائيل أنّ كلّ هذا يمثّل إتّخاذ عمليّات " دفاعيّة " لضمان أن لا تقع الأسلحة القاتلة مثل الأسلحة الكيميائيّة بيد " الإرهابيّين " الذين يمكن أن يهدّدوا إسرائيل .