أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - بين المزايدات والفرص المهدورة: قراءة في حال -محور المقاومة-














المزيد.....

بين المزايدات والفرص المهدورة: قراءة في حال -محور المقاومة-


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الصبر الاستراتيجي"، وعبارات مثل: "نحتفظ بحق الرد"، "سنردّ في الزمان والمكان المناسبين"، و"لن ننجرّ إلى معركة يحدد زمانها ومكانها العدو"، لطالما شكّلت الخطاب الرسمي لـ "محور المقاومة". وعناوين تكررت مراراً على ألسنة قادته، لتتحوّل إلى شعارات جوفاء مع مرور الوقت، بينما استمر العدو الصهيوني في عربدته، يستفرد بأطراف هذا "المحور" واحداً تلو الآخر، تاركاً وراءه ضحايا وخراباً ودماراً هائلاً، حتى وصلنا إلى المشهد الكارثي الذي نعيشه اليوم.

مرّت فرصة ذهبية على محور المقاومة، بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول 2023. في تلك اللحظة المفصلية، كان "المحور" بأكمله، بدءاً من حزب الله وإيران، مروراً بسوريا، والحشد الشعبي، وأنصار الله، وصولاً إلى الفصائل الفلسطينية، في ذروة الجاهزية القتالية. كانوا يمتلكون ترسانة متطورة من الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة الحديثة، التي كانت كفيلة، لو استُخدمت بشكل متزامن ومتناسق، واستهدفت مواقع الكيان الحيوية ومنشآته العسكرية والاقتصادية، مع دعم فعّال من روسيا والصين وكوريا الشمالية، والدول الداعمة لقضايا الشعوب العادلة، بأن تجعل المشهد مختلفاً تماماً. وربما استطاع المحور حينها فرض معادلة جديدة تجبر الكيان الصهيوني على الرضوخ والالتزام بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي.
لكن الفرصة أُهدِرت.

"حرب الاستنزاف": استراتيجية أم استنزاف ذاتي؟
يرى بعض المدافعين عن سياسات "المحور" أن اعتماد "حرب الاستنزاف" يُلحق خسائر كبيرة بالعدو ويكلّفه ما لا يستطيع تحمّله. ولكن، هل يتضرر العدو وحده؟ الواقع يُظهر أن هذه الاستراتيجية قد أنهكت حركات المقاومة نفسها:
- حماس والجهاد الإسلامي تعرضتا لإضعاف ممنهج.
- حزب الله اللبناني يواجه استنزافاً مستمراً في بنيته وقدراته.
- "سوريا منزوعة السلاح"، والجيش السوري دُمّرت معظم مقدراته، وتحوّل إلى مجرد ظلّ لما كان عليه.
والدور القادم قد يطال الحشد الشعبي العراقي، ومن بعده أنصار الله في اليمن، وربما إيران ذاتها. تصريحات نتنياهو الأخيرة بأن "وقف إطلاق النار في لبنان ليس نهاية للحرب، بل استراحة قصيرة للاستعداد لمواجهة إيران وحماس" تلخص الواقع.

النظام السوري: فرصة ضائعة
لو كان النظام السوري صادقاً في وطنيته وجاداً في موقفه، لكان اختار التعاون مع حزب الله منذ عام 2013 لمواجهة إسرائيل، بدلاً من الانغماس في حروب داخلية، أهدرت موارد البلاد وأغرقتها في دوامة الخراب. هذا التردد والارتجال السياسي أضاع على سوريا فرصة تاريخية لإعادة رسم موازين القوى الإقليمية، ما أدى إلى انهيار مريع أطاح بما بنته من قدرات عسكرية على مدار عقود. وكل ذلك نتيجة "حكمة وحنكة" الرئيس المخلوع بشار الأسد وحاشيته التي أمعنت في تخريب الوطن باسم الحفاظ عليه.

روسيا والصين: غياب الحليف الجاد
إن الحرب بين إسرائيل ومحور المقاومة هي امتداد للحرب الجيوسياسية الكبرى بين روسيا وحلف الناتو في أوكرانيا. من هنا ينبع العتب على روسيا والصين، اللتين اكتفتا بالمشاهدة بدلاً من تقديم دعم حقيقي لمحور المقاومة. روسيا، التي تدخلت عسكرياً في سوريا عام 2015 لإنقاذ النظام، فشلت في فرض تطبيق القرار الأممي 2254، لتتحول لاحقاً إلى طرف عاجز عن حماية مصالحها الإقليمية. وها هي على وشك أن تخسر أهم قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها سوريا (القاعدة الجوية في حميميم - والقاعدة البحرية في طرطوس).

مستقبل "المقاومة" في ميزان المصالح الدولية
المزاج الشعبي اليوم، يتغير بسرعة مع تغيّر الولاءات والمصالح. بعد تجربة الدعم الروسي المتواضع، يبدو أن المرحلة القادمة ستشهد انفتاحاً على الدعم الخليجي والتركي والأوروبي لترسيخ نظام جديد في سوريا. نظام بعيد عن إيران وروسيا، يتبنى نهجاً أكثر تصالحاً مع الغرب وربما مع إسرائيل، حتى لو كان ذلك على حساب الأراضي المحتلة.

خاتمة
ما آلت إليه أحوال محور المقاومة اليوم، ليس مجرد تراجع، بل مأساة سياسية وعسكرية تهدد بفقدان المصداقية وإضاعة الهدف. ولتجاوز هذا الواقع المرير، لا بد من إعادة النظر جذرياً في الاستراتيجيات، مع وضع الإنسان في صدارة الأولويات. فالمقاومة، كفكرة ومشروع، لا يمكن أن تحقق أهدافها إذا كانت الشعوب التي تمثل حاضنتها محرومة من حقوقها الأساسية، ومثقلة بالمعاناة والحرمان.
إن تحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان كرامة الإنسان، وتوفير مقومات الحياة الكريمة، هي الركائز التي يمكن من خلالها بناء مجتمع قوي ومؤمن بقضيته، وقادر على تبنّي أهداف المقاومة بوعي وإصرار.
فالطريق إلى النصر لا يبدأ بالصواريخ وحدها، بل بإنسان حر يدرك أن المقاومة هي وسيلة لتحرير الأرض والإنسان، وليس وسيلة لتمزيق ما تبقى من أحلامه وحقوقه.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «التكويع» تحت المجهر: لماذا يغيّر الإنسان مواقفه؟
- المصالحة والاعتدال.. نحو استراتيجية واعدة
- أخيراً.. صفحة الاستبداد والقهر تُطوى ليبزغ فجر الحرية
- حين أدار الأسد ظهره للأمل.. سوريا والقرار 2254
- منهجية إدارة الأزمة السورية.. بين دروس الماضي وضرورات المستق ...
- سوريا المنهكة.. هل يشكل الحوار طوق النجاة؟
- سوريا، بل المنطقة عموماً إلى أين؟
- وجهة نظر في وقف إطلاق النار بين حزب الله و-إسرائيل-
- هل ما شهدناه أمس، بداية الغيث؟
- ما له وما عليه؟
- بالنقاط أم بالضربة القاضية؟
- عواقب عدم تفعيل وحدة الساحات
- لم يتصدّع جسدي بعدُ
- متلازمة ستوكهولم والمفقّرون الموالون لأنظمة القمع
- بانتظار اللا شيئ!
- إلى متى؟!
- ضجر
- ماذا يعني استبدال شعار (وحدة الساحات) بشعار (الصبر الاستراتي ...
- عدم تبلور عالم متعدد الأقطاب.. تحصد غزة نتائجه
- مرسوم للأسد يجيز التعامل بالدولار


المزيد.....




- وسط مخاوف من تشكيل خطر على الأمن القومي.. ما هو شرط عدم حظر ...
- -يؤكد على بناء دولة خالية من الإرهاب-..أنور قرقاش يعلق على ا ...
- تقرير لوزارة الدفاع الفرنسية يثير توترا بين أنقرة وباريس
- الكاف يمنح الرئيس المصري جائزة رفيعة في حفله السنوي
- -القسام- تبث مشاهد لكمين كبير ضد القوات الإسرائيلية شمالي قط ...
- بوتين: مستعدون للقتال على جميع الجبهات
- العراق.. عاصفة ترابية قادمة من سوريا تجتاح بغداد
- وليد جنبلاط يهنئ أحمد الشرع ويتفقان على لقاء قريب في العاصمة ...
- -تقسيم الشرق الأوسط الجديد لن يجلب السلام- – صحيفة بريطانية ...
- عشرات المفقودين في حادث غرق سفينة مهاجرين قبالة سواحل جافدوس ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - بين المزايدات والفرص المهدورة: قراءة في حال -محور المقاومة-