عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 00:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من أهم الأسباب الحاسمة والأساسية لوجود الأنظمة الدكتاتورية في الوطن العربي وغياب الديمقراطية والنقد هو تمكن الدين من عقول العامة وتفشي الفكر الإحواني والإسلاموية كنظام مقدس للحكم والسلطة والنككوصية للزمن الماضي وتكفير كل من يتجه نحو العلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان وخاصة حرية المرأة. وبما أن منطق الجماعات والمنظمات والحركات الإسلامية المرتبطة بأجندات دولية تبحث عن إضعاف الدول العربية للهيمنة عليها وتوظيفها لصالحها يختلف عن منطق الدولة الجامعة لكل الناس ومواقفها السياسية تتأثر بالتطورات المحدثة على مستوى العالم خاصة على مستوى حقوق الإنسان والحريات مما يجعلها تبتعد في قوانينها الوضعية عن الشريعة المرتبطة بالدين وما تؤمن به هذه الجماعات التي تتمسك بالتراث القديم والمتعارض مع التغيرات الاجتماعية التي حدثت في عمق الدول والمجتمعات المعاصرة مما يحدث شرخا واهتزازا في العلاقة بين الدولة والتنظيمات الموازية المرتبطة بالخصوص بالإسلام السياسي وعلاقته بالخارج كتنظيم دولي خارق للحدود وهذا ينتج صراعات كبيرة وخطر داهم يهدد استقرار وأمن البلاد. فالأنظمة التي تجد نفسها في دوامة العنف والتآمر على وجودها في بيئة معادية لها ولها امتداد خارجي فتتجه رويدا رويدا إلى أساليب ردعية وقمعية وتعسفية لتحجيم دور ووجود هذه الحركات التي تستعمل العنف والإرهاب للوصول للحكم وهكذا ينتج هذا الصراع الوجودي بين النظام القائم والمجموعات الدكتاتوريات كنتيجة للتعارض والتضادد بين طرفي نقيض ووجود مشروعين مختلفين للمجتمع وهذا الوضع نشاهده بالخصوص في الدولة القريبة من النظام العلماني بحيث يكون الاختلاف واضحا بين المعاصرة وحقوق الإنسان وحوق المرأة والحريات وبين المتمسكين بالتراث الديني والعودة للماضي وتطبيق الشريعة. وهذا الصراع يكاد يكون غائبا في الأنظمة التي تطبق الشريعة وتقتسم الحكم والسلطة مع الشيوخ والفقهاء.فالدكتاتورية هي في المحصلة ليست إلا دفاعا عن النفس وإثبات وجود للأنظمة الحاكمة أمام الهجمة الإسلاموية المتطرفة والتدخل الخارجي الباحث عن الهيمنة والإختراق فهي ليست ترفا ولا أسلوب حكم وغير مرتبطة بشخص الحاكم فهي تداعيات تخلق وتظهر مع الصراع وتتطور.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟