أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كرم الدين حسين - هل تحررت سوريا بعد سقوط النظام البعثي؟














المزيد.....

هل تحررت سوريا بعد سقوط النظام البعثي؟


كرم الدين حسين
صحفي باحث وكاتب

(Karameddine Hcine)


الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 23:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عندما شاهدت مشاهد إسقاط تمثال حافظ الأسد، استرجعت مشهد سقوط تمثال صدام حسين في بغداد قبل أكثر من عقدين من الزمن. في تلك اللحظة، لم أستطع إلا أن أسأل نفسي: هل سنسمع بعد سنوات من السوريين من يقول إننا نحتاج إلى "الدكتاتور العادل"؟ أنا هنا لا أتحسر على النظام البعثي، سواء في سوريا أو العراق، ولكن التجربة العراقية، وما قد يحدث في سوريا بعد سقوط بشار الأسد، يدفعنا للتأمل في مصير الشعوب بعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية.

ما حدث في العراق بعد إسقاط صدام حسين كان مليئًا بالفوضى، الاقتتال الداخلي، وتدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية. قد نتساءل اليوم: هل ستتجه سوريا في الاتجاه ذاته؟ هل سينجح الشعب السوري في بناء دولة جديدة؟ أم أن البلاد ستدخل في دوامة مظلمة تقودها إلى مستقبل مبهم؟
كما ان تسارع الأحداث و لانقلاب موازين القوى في وقت وجيز و غير مناظر حيث كان يظهر نظام الأسد الاكثر تماسك مما ظهر عليه في يومين الاخرين، كما ان الظروف الإقليمية وخصوصا ما يقع في غزة و لبنان قد تكون عملا مساعد في عدم سيطرة على وضع سوري بعد نظام بشار، كل هذه العوامل تجعل القلق حقا مشروع وليس تشاؤما.
وبما ان الامور في سوريا تتسارع تبقى هذه ابرز مخاوف التي قد تهدم حلم تحرر سوريا كما هدمت حلم عدد من دول الربيع العربي:

الفرضيات المقلقة: سوريا بعد سقوط الأسد

1. انقسام المعارضة وتعدد الميليشيات
المعارضة السورية، رغم شجاعتها في مقاومة النظام البعثي، تعاني من انقسامات عميقة. تتنوع مكوناتها بين مجموعات ذات أهداف متضاربة، بعضها أيديولوجي وبعضها مناطقي. هذا التنوع قد يتحول إلى صراع على السلطة بعد سقوط نظام بشار الأسد، ما يهدد بتقسيم البلاد كما حدث في اليمن أو ليبيا.


2. خطر الانتقام والطائفية
النظام البعثي في سوريا كان مدعومًا بشكل كبير من الطائفة العلوية، مما يجعل العلويين عرضة للانتقام إذا سقط النظام. هذا الانتقام قد يؤدي إلى موجة عنف طائفي واسعة، مثل ما حدث في العراق بعد سقوط صدام، حيث تفاقم الصراع بين السنة والشيعة، وأدى إلى تهجير وقتل مئات الآلاف.
3. انفلات أمني وسيادة السلاح
بعد سقوط نظام الاسد، وهروب قواته بشكل مفاجئ هو في ير مخطط يجعل اسلحته، و معداته بيد مسلحين و حتى مدانين واستخدامها دون تقنين، وهو ما يذكرنا بالسيناريو الليبي بعد سقوط القذافي حيث أصبح سلاح اكثر من خبر في شوارع ليبيا، كما ان اطلاق سجناء قبل هدوء الاوضاع وستقررها قد يشكل خطرا في مستقبل قريب.

4. الجماعات الجهادية وتهديدها للأقليات
وجود جماعات محسوبة على التيارات الجهادية، مثل "هيئة تحرير الشام" بزعامة أبو محمد الجولاني، يشكل تهديدًا للأقليات الدينية مثل الشيعة والمسيحيين. هذه الجماعات قد تسعى إلى فرض نموذج إمارة إسلامية في سوريا، ما يجعل البلاد ساحة جديدة للصراعات الدينية والإقليمية.
كما ان الإدارة الأمريكية تصنفها حركة الإرهابية مما يجعل وصول هذا تيار الى سلطة خطرا في ظل عدم تقبل الدول الكبرى له مما قد يجعل يجنح الى تطرف و تصعيد في قادم من ايام للدفاع عن مكاسبه وحقه في الثورة.

5. التدخلات الخارجية ومطامع الدول المجاورة
الفوضى الأمنية والسياسية في سوريا قد تمنح القوى الخارجية، خصوصًا إسرائيل، ذريعة للتدخل بحجة حماية أمنها. وقد تلعب دول أخرى مثل تركيا وإيران دورًا في تغذية الصراعات الداخلية لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، ما يعقد الوضع أكثر.

بين التحرير والفوضى

السؤال الجوهري الذي يجب أن نطرحه: هل سقوط نظام الأسد يمثل حقًا تحرر سوريا؟ أم أنه قد يكون بداية لمراحل جديدة من المعاناة؟ لا شك أن الشعب السوري يستحق الحرية والكرامة، ولكن الطريق إلى ذلك ليس مضمونًا بمجرد التخلص من نظام استبدادي. المطلوب هو العمل الجاد على بناء دولة مدنية ديمقراطية قادرة على تجاوز الصراعات الداخلية ومواجهة التحديات الخارجية.

ربما الأمل يكمن في قدرة السوريين على التعلم من تجارب الآخرين، وتوحيد صفوفهم لبناء وطن يحتضن الجميع دون إقصاء أو انتقام. فهل ستكتب سوريا مستقبلًا جديدًا يليق بشعبها؟ أم أن التاريخ سيعيد نفسه، وتبقى البلاد رهينة الفوضى؟ فهل تعيد سوريا ثقة المواطن العربي في صدق الربيع العربي؟



#كرم_الدين_حسين (هاشتاغ)       Karameddine_Hcine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الآراء في المغرب: الإسلاميون والعلمانيون على وقع عدوان ...
- زيارة ماكرون للمغرب: مكاسب دبلوماسية بمواجهة مأزق تصريحات ال ...
- سكوت الأمم المتحدة عن قصف إسرائيل لمراكز الأونروا في لبنان: ...
- حرية التعبير في الدفاع عن القضايا العادلة: بين قضية الصحراء ...
- تدبير الأزمات السياسية في العالم العربي: الأزمة الحالية في ف ...
- اغتيال البطل، ولادة الأسطورة
- المغرب اليوم: الوطن الذي يبكي شبابه
- عبادة عشق
- هل حان وقت وفاة الأمم المتحدة؟
- وعد اللقاء
- لوحة المطر
- نداء العروبة
- أغاني الروح المحرمة
- فلسطين نحن
- مطر بلا لقاء
- حوار العاشقين على ضفاف الاحلام
- تحليل بيان الخارجية الجزائرية حول اعتراف فرنسا بمغربية الصحر ...
- و للجدران روح أيضًا
- صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتقاربه من السلطة... هل يتكرر ...
- عناد العشاق


المزيد.....




- ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
- الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة ...
- بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
- مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم ...
- بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا ...
- النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
- الثورة السورية تسقط الدكتاتورية بعد 13 عاما من النضال


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كرم الدين حسين - هل تحررت سوريا بعد سقوط النظام البعثي؟