سوريا ، بعد سقوط نظام بشار .. ماذا بعد ؟

رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)

الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 22:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

*الصورة التي تهاوى بها نظام حكم بشار الأسد ، ذكّرت الجميع بأن كل أنظمة الحكم التي تلجأ للأستبداد و البطش و تخويف رعاياها أسلوبا للسيطرة ة ترسيخ و جودها ، مهما طال بها الزمن او قصر لابد و أن تواجه زمن سقوطها و مسائلتها على ما فعلت و ما قدمت ..
نماذج الحكومات الدكتاتورية المستبدة و حكومات الحزب او المذهب الواحد المتعصبة التي انهارت و سقطت في المنطقة و في ارجاء العالم أيضا كثيرة ، لكن بشار الأشد الذي درس و تثقف في مجتمع ديمقراطي و تخصص في مجال طب العيون ، بدلا من أن يتعظ بتأريخ و مصير تلك الحكومات المستبدة و رؤسائها ، جعل من تجاربهم منهاجا لحكمه (بعد تسلمه الحكم عقب وفاة والده الدكتاتور حافظ الأسد) ، و بدلا من أن يأخذ برأي الحكماء العقلاء الوطنيين من أبناء سوريا ، جمع من حوله شلة من السفهاء و القتلة و من المهربين وحثالات اجتمعت فيهم كل سلوكيات المهرجين و المنافقين الأنتهازيين ..) و بدلا من ان يسعى الى نيل رضا الشعب ، فضل الاعتماد على نهج طائفي و مبدأ التحيّز المذهبي في الحكم و التنكيل بكل من يعارض او ينتقد أسلوب حكمه او حتى من يقدم له نصيحة او رأيا مفيدا بخصوص الحكم الرشيد .. و بدلا من ان يسعى لبناء المدارس و المستشفيات و ما يحقق رفاه الناس و يؤمن حاجاته ، توسّع في بناء المعتقلات و السجون السرية و ابتكار ما لايخطر على البال من أدوات و وسائل التعذيب ..

*بسقوط حكم بشار الأسد سقط الركن الأهم من المشروع الأيراني في المنطقة .. خرجت ايران من سوريا ليبدأ فصل مناورات تركيا لدخولها سعيا وراء إحياء الأمال العثمانية ..

*من محرضات ثورة ابناء سوريا رفض التواجد الأجنبي و تحكمها في شؤون البلاد و دعمها لدكتاتورتعامل مع الشعب بالقتل والترهيب .. انتفاضةالشعب السوري لم تندلع من اجل استبدال اجنبي بهيمنة اجنبي آخر يرسم له السياسات و الخطط..

*الخاسرون في اللعبة السورية : ايران خسرت و روسيا سحبت اوراقها الى حين و أمريكا تتظاهر بالتعادل و تركيا قد تربح إذا بسطت(هيئة تحرير الشام )هيمنتها الكاملة على سوريا و أخضعت حكم البلاد لمشيئتها المطلقة ..
الرابح الوحيد حتى الان هو إسرائيل التي فتحت امامها الأبواب لتلعب براحتها ..


*ليس من حق أي كان التدخل في التركيبة الديموغرافية في سوريا ، السوريون بمختلف اطيافهم لهم حقوق متساوية كمواطنين ، و منها حق المشاركة في بناء سوريا الجديدة ، ان أي تدخل خارجي في هذه الأمور يعد تدخلا سافرا في الشأن الوطني السوري..

*في سوريا الجديدة ، يجب أخذ العبرة من تجربة حكم تنظيم الإخوان و ممارساتهم الإرهابية في مصر ..

*إذا لم تؤسس دولة ديمقراطية تعددية في سوريا بدستور ملتزم بحقوق القوميات و المذاهب و بنود حقوق الإنسان و تنبذ سياسات العنف والاقصاء و التعصب والكراهية ، فإن سقوط نظام بشار و كأنه لم يحدث ..


*الشعب السوري و شعوب المنطقة فرحون و مبتهجون بسقوط النظام البعثي العائلي في سوريا و الخلاص من نظام ظالم و مستبد .. السوريون في كل مكان يعيشون حالة احتفال عاطفية ، لكن صورة المستقبل معتمة و يشوبها الغموض ، و العواطف لا تحقق الامال ، فالمسار نحو بناء سوريا جديدة ستعترضها الكثير من العقبات من أزمات و خلافات و ربما صراعات و صدامات حول من يتولى امر البلاد و مناصبها ، فهناك اتجاهات متباينة و تضارب في المناهج والرؤى و الأهداف بين الفصائل و الجماعات التي شكلت معظم تركيبة المعارضة السورية و التي تسلمت البلاد ، منها العلمانية المنفتحة و منها الدينية المتزمتة و منها العرقية و المذهبية المطالبة بحقوقها و أيضا العشائرية القلية و المرتزقة التي لا يهمهم أي شيء سوى ما يدره عليهم خدماتهم للأخرين ، من مال ..
11ديسمبر2024

#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات