محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 21:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ستُبدي لك الأيامُ ما كنت جاهلاً - وياتيك بالأخبارِ من لم تزوّدِ
(طرفة بن العبد)
في هذه الايام العصيبة تتجه الأنظار دون أدنى شك الى سوريا. ويرتفع معها منسوب التكهنات الى درجة الغليان. والكلّ منّا يبحث في قرارة نفسه عن اسئلة (لا عن اجوبة) يمكن أن تضفي على الحدث شيئا من الغموض والتشويق والقلق. ويبقى الانتظار هو سيّد الموقف والترفّب هو عنوان عريض للمشهد الحالي.
وكلّ ما قيل ويقال حول نظام بشار الاسد او حول "المعارضة" الاسلامية التركية التي استلمت السلطة في دمشق، يبقى خاضعا للتحليل الدقيق سواء من قبل المختصّين في الشان السوري أو من قبل المواطن العادي الذي قدّرت له الاقدار ان يكون متفرّجا رغم انفه.
ان واحدا من أكثر الطرق التي تؤدي الى فشل اي ثورة أو انتفاضة او نمرّد هو اللجوء إلى عمليات الثأر والانتقام واطلاق العنان للمشاعر الجيّاشة. خصوصا في البدايات عندما يختلط الحابل بالنابل تحت تاثير نشوة النصر وهيجان العواطف. فالسيطرة على السلطة قد لا تدوم طويلا أن رافقتها أخطاء جسيمة يمكن تجنّبها أو الحدّ من انعكاساتها السلبية التي قد تستمر لسنوات طويلة. وتصبح معوّقات على طريق العهد الجديد. وتجربة العراق، بعد غزوه واحتلاله من قبل امريكا، هي خير دليل للجميع، ودرس ثمين لمن يستخدم عقله السليم بدلا من غزائزه الملوثة بالحقد والضغينة وأعوام من "المظلومية" المتراكمة في النفوس.
من السابق لأوانه التنبؤ بمستقبل واضح المعالم في سوريا. وفي رأيي المتواضع جدا هي ان التريث أمر لا بد منه. لان العجلة (امن الشيطان) في إصدار او اتخاذ قرارات حاسمة في هذا او ذاك من الامور قد تاتي بنتائج عكسية. والامل هو أن لا يكرّر عهد "الجولاني" الأخطاء الفاحشة والجسيمة التي ارتكبها حكّام العراق الجدد بعد عام ٢٠٠٣، واني كلّفت الشعب العراقي الكثير من الأرواح والاموال والدمار. فما زال آلاف اللاجئين العراقيين داخل بلدهم، بعد مرور اكثر من عقدين من "الديمقرطية" المحمولة على الدبابات الامريكية، ينتظرون العودة إلى ديارهم الإصلية. فهل سيكون "الجولاني" واتباعه اكثر حكمة وعقلانية من جيرانه حكّام العراق؟
سوف نرى...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟