آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 18:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
امسكوا إبريق الوضوء في أيديكم بشدة، أو ضعوه في سلسال واربطوه في أعلى مؤخرتكم.
ستشبعون صوم وصلاة وتكبير، وبالعصا ستذهبون إلى الجامع.
هل هذا النموذج يعرف ما معنى الحرية والديمقراطية، وهل يحترم قناعات الأخرين؟
هل هذا النموذج الجامد يعرف معنى حق الأخر في الحياة؟
أنهم أولاد ابن تيمية والغزالي، أنهم تيار النقل والعقل الجامد والميت.
يكفي أنهم خرجوا من أقبية المخابرات، وشربوا من ماء وسخه.
خلصنا من مجرم كبشار، لكنه ترك لنا مجرم جديد بزخم جديد.
الإسلام لا يصلح للحرية والديمقراطية، أنه دين صلب كالفولاذ.
أما حرية أو لا، والدين له مكان واحد هو المعبد، بشرط عدم التدخل في شأن الدولة والسياسة.
لنتذكر أن تركيا في رقعة الشطرنج الدولية لبريجنسكي، المنظر الاستراتيجي الأمريكي، وضع تركيا في رأس الزاوية في إدارة العلمليات السياسية الأمريكية، شرط أن يجدوا قائد سيرك محترف، ولاعب كشتابن يعرف يرقص على مئة حبل كأردوغان.
الشك أولًا.
إن الشك هو المدخل لمعرفة الكون والوجود والإنسان، والطرق على الأبواب لفك رموز الحياة، والشغل عليها من موقع الإنسان العاقل المفكر اليقظ الذي يبحث عن ما وراء الطبيعة.
أما الذي لا يشك فهو البليد اليائس المستسلم لقدره، والقدر العابر.
الشك هو المفتاح للولوج في سيمياء الوجود، مهمته تأمين التناسق والتناغم بين العقل والكون.
اعتقد أن الشك هو حركة، هو ديناميكية، هو المدخل إلى طرح الاسئلة الاشكالية، العميقة عن كل ما يتعلق بهذه الحياة الأعجوبة، وهذا الكون الأعجوبة، وهذا الإنسان الغريب العجيب.
أما اليقين هو الطريق السريع للعبودية والخضوع.
في اليقين، يموت العقل والحرية.
العلم الوطني يتم اقراره عبر مجلس وطني منتخب، انتخاب ديمقراطي حر.
جميع اعلام الأنظمة العربية زائفة وسخيفة، لأنها أعلام قبيلة أو عشيرة أو علم رأس طويل العمر.
جميع الأنظمة العربية لا علاقة لها لوطنها، أنظمة مافيوية، جاءت برعاية دول فاعلة في السياسة الدولة.
اليوم نزل علم جديد، علم أسود مثل القير، مكمل لعلم بشار أو السعودية او ليبيا أو البحرين أو الأردن..
الذين سجنوا مدد طويلة تشوهوا، شوههم السجن، المرأة بالنسبة لهم غاية وليست هدف، تجريد عالي، شيء نبيل فوق الواقع.
يراها كقيمة جمالية، كالزهر أو الورد، أو ساقية، يجردها من قيمتها الحسية، ويرتفع بها إلى شيء مجرد، إلى طيف، إلى أعالي الكون.
إن الاحتباس الذي عاناه في النفق مدة طويلة، حوله إلى شيء حالم، وحول المرأة إلى أجمل حلم.
لن تعرفوا السجين مهما حاولتهم، أنه مثلكم في الشكل، لكن ليس مثلكم، أنتم نبتة حرة مهما خربتم أنفسكم، بينما هو مقيد، منفصل عن نفسه، ومكانه، ووجوده.
السجن ينام مع السجين، ويطير معه إلى لا مكان.
السجن يشوه الإنسان، كالحرب والغربة، لكنه يصبح مرهفًا جدًا اتجاه المرأة. المرأة قيمة حقيقة له، يراها في منامه ويقظته، تمده بسبل البقاء، أنها أمله في الحياة. لولاها لأصبح كائن دون روح دون رغبة في البقاء في الحياة. تعطيه قوة التشبث في البقاء وعزيمة على التحمل.
تقول سيمون دي بوفوار، أن الزواج هو جثتين في نعش.
لهذا لم تتزوج جان بول سارتر، عقدا عهدًا شفهيًا بينهما، أن لكل واحد منهما حياته الخاصة بشرط، أن يتصارحا على ما يفعلانه.
دام زواجهما واحد وخمسين سنة.
ارتبطا معًا دون زواج منذ أن كان عمرها واحد وعشرين سنة إلى حين وفاة سارتر في العام 1975.
سيمون مواليد 1908، وسارتر 1905، هما شخصيتا القرن العشرين دون منازع.
بالمناسبة كان طول سارتر مئة وخمسين سنتمتر فقط.
وكانت سيمون تنحدر من أسرة متدينة، وكانت متدينة في بداية حياتها، ثم كسرت التابو، وأصبحت سيمون سيدة نفسها.
بالمناسبة، كان المجتمع الفرنسي في بدايات القرن العشرين، مجتمع محافظ.
ابقى معلقًا بالكلمة التي تخرج مني، أغار عليها أن تتعلق بغيري، أخاف عليها من الضياع، أنا أناني جدًا، أحب نفسي في الكلمة.
إنها جزء لا يتجزأ مني، هي الباقية، ليس مهمًا أن يراها هذا أو ذاك، المهم أن تبقى سابحة في الفضاء ترقص وتغني وتسوح وتسرح في الغمام الوجودي.
الكتابة جزء من ذات الإنسان، الذات الخارجة منه، وتتنكر له، بل لا تتعرف عليه.
يفترض هناك عقل لا متناهي يحرك هذا اللامتناهي في الصغر، أنه منظم بدقة شديدة.
هذا سر من أسرار الكون.
لا تتركه إذا فيه شيء من بعضك
ماكرون رئيس فرنسا، دولة عظمى يذهب ليشكي بايدن ما تفعله الولايات المتحدة بدولته.
يا ماكرون، أنت رئيس دولة، وعليك أن تتصرف كرئيس دولة، من المعيب أن تتصرف كطفل، أن تبكي أو تشكي مصيبتك أمام أبوك أو أخوك أو أمك.
تصرف كدولة، خذ قرار تعيد لفرنسا مكانتها، قرار دولة محترمة، انسحب من العلاقة مع امريكا، لديك كل المبررات على الأقدام على هكذا قرار.
بهذا القرار ستخلخل الموقف الأمريكي وستجبرها على احترامك واحترام دولتك، كن مثل ديغول، أعط لفرنسا هيبتها، انسحب من حكومة الهيمنة الأمريكية عليك وعلى أوروبا كلها منذ خمسة وسبعين سنة.
مزق مشروع مارشال، لقد مات منذ زمن طويل، نحن في زمن صعب، وكل دولة عليها البحث عن مصالحها.
لماذا هكذا تعاملوا مع رونالدو، سواء مدرب البرتغال أو مانشتريونايتد، ما الغاية أن يضعوا لأعب عالمي له جمهور بالمليارات على مقاعد الاحتياط.
الفريق الانكليزي دفع مبالغ هائلة لضمه إلى صفوفه ثم همشه، والمدرب التافه تبع البرتغال وضعه على مقاعد الاحتياط في مباراة عالمية مهمة جدا، في كأس العالم.
أرى أن رونالدو نزل إلى الملعب بنفسية مهمشة مكسورة، وكأنه شعر أنه كان عبئًا على منتخبه، رغم أن وجوده أكثر من ضروري.
حتى لأعبي المنتخب لم يزودوه بكرة واحدة عليها قيمة.
اللعنة على الخبث والغباء والتفاهة.
تستاهل البرتغال أن تنقلع من المونديال.
ترويج المثلية ليس الغاية أو الهدف، علينا البحث عن ما وراء هذا الانحرف، عن وراء الأكمة.
هل هذا المروج لهذا النسق في التفكير، إنساني كما يدعي، يهمه الإنسان ومتاعبه وأوجاعه؟
أم أن الانحراف في البنية ذاتها، المروجة لهذا الانحراف؟
ماذا يريد صانع القرار العالمي، ما هو هدفه، إلى أين يريد أن يصل؟
علينا أن لا نضع أنفسنا في موقع المتهم، أن لا نقبل أن يضعونا في موقعهم ويجعلوننا ندافع عن أنفسنا.
هذه الانحراف مصطنع، ليس بالضرورة أن صانع القرار العالمي مقتنع به، أنه عدة الشغل لديه، أن يدخل في عقل الإنسان يخربه، ويضعه في موقع الممزق المهزوم القاصر.
هذا شغله، شغله أن يخرب كل شيء، الأدب والفن والمسرح والسينما والموسيقا ليخرج علينا إنسان لا إنسان
صانع القرار العالمي، بناء متكامل، يشتغل على التكوين النفسي للإنسان، أن يخلخله من داخله.
هناك مثليين في الحياة، لهم الحق في التعبير عن ذواتهم، لكن المثلية الحقيقية، الانحرافية هي في ذات وتكوين بنية النظام الذي يمثله صانع القرار العالمي.
هذا الصانع هي مؤسسات عالمية، لديها أجندة، شغل مستمر حول كيفية إبقاء البشر تحت هيمنتهم أو سيطرتهم.
جمال هذه الحياة أو لنقل بشاعتها، أننا لا نعرف عنها شيئًا، بيد أنها قادرة على منحنا الحرية والفوضى في ذات الوقت، ترمينا في ظلها، ثم تتركنا في الفراغ، بحيث لا نستطيع تحقيق أيًا من المفاهيم النبيلة التي نحبها ونريدها، بما فيها الحرية .
الحياة كائن تائه، خبط عشواء، مقيدة، لا تستطيع أن تمنح نفسها الأمان، فكيف ستمنحنا شيئًا لا تملكه.
الصراعات الذاتية في ذات كل كائن نابع من هذه الاختلالات، بين ذات هائمة تبحث عن المجهول، وحياة غامضة مضطربة لا تعرف المستقر أو الراسخ.
احيانًا كثيرة اتساءل، ما هو الفرق بين الحقيقة والكذب، بين الواقع الموضوعي والوهم، إذا كان هناك، في الواقع، مليارات الناس يؤمنون بالكذب كحقيقة مطلقة وحقيقية.
وما هو الفرق بين العدم والوجود إذا كان كلاهما مجرد نصوص يحتاجان إلى نص جديد يؤكد صحتهما عبر نص أخر مزعزع، ومهزوز.
المشكلة أن هذا الكون كله يتحول إلى مجرد نص يحتاج إلى إثبات، وهذا الاثبات غير متجذر في العقول كحقيقة موضوعية.
ولدت الشهوة في جسد الإنسان لتحوله إلى كائن حر، نهر متدفق، دافق ومتجدد يجري على الضفتين، متمرد وعاشق دائم للحياة والجمال، في داخله جني مثير دائم البحث عن الجديد.
الشهوة جزء من التكوين الأول، يخرج منه ليلتحم بالحرية.
الكورونا انتشرت في السويد كالنار في الهشيم، ولا يوجد قانون في الدولة السويدية يجبر المواطن على وضع الكمامة على أنفه وفمه، ولا تستطيع أن تجبره أن يفعل شيئًا خارج رغباته وقناعاته.
الدولة تنزل إلى أقل من مستوى المواطن، وتترجاه أن يأخذ الحيطة والحذر حتى لا يعدي غيره أو يمرض.
في الإعلام عم ينبهوا المواطنين أن لا يجتمع أكثر من ثمانية أشخاص في مكان واحد، وأن يقللوا اللقاءات والحفلات العامة والخاصة، وأن يأخذوا الحذر في الحافلات العامة أو القطارات.
الدولة تعتمد على وعي المواطن وحسه العالي بالمسؤولية.
اقصد السويدي تحديدًا، أما الأخر فيستغل القانون ليبقى كمان كان، ولا مشكلة لديه إن مات العالم كله أو مرض مقابل سعادته.
كل هذا العراء والعري الذي نعيشه، وما زال هناك من يتحدث عن الحشمة.
عندما تكون السياسة سيدة النفاق، والجريمة المنظمة، والإرهاب المنظم، وتعطيل القيم الطبيعية، والعلاقات الطبيعية لا يمكن أن يكون هناك فضيلة أو أخلاق متعالية.
إن السياسة منتجة للفساد، وكلنا أولادها، مهما ارتدينا من قشور سميكة أو ثياب ثخينة.
عوراتنا المغطاة بالكثير من الثياب، موجودة، مهما حاولنا أن نخبئها أو نطمس معالمها.
حضارة القناع لا يمكن أن تبني أخلاق أو فضيلة.
الكلمة التي أكتبها أغار منها، أخاف عليها منها علي، أن تاخذني إلى الرغبات، إلى العراء فاتعرى معها وبها ومنها، ومن ذاتي.
إن تفجر في عقلي شغف الانتماء إلى هذا الكون الذي ينفصل عني يومًا بعد يوم.
الكلمة هي التي تبقيني مستيقظًا في سبات هذا العالم البعيد.
الحركة الاحتجاجية في فرنسا أو بلجيكا قبل ست سنوات أو غيرها من البلدان الأوروبية هي حركات تحت السياسة، مطلبية، لا ترقى للسياسي.
منذ أحداث آيار في العام 1968 جرت مياه كثيرة في سواقي العالم، بيد أن الدول في هذه البلدان استطاعت أن تستفاد من هذه الأحداث، فأخذت جرعة عالية في تدجين المجتمع ونزعت عنه السياسة عبر تلبية مطالبه الشكلانية لإبقاء المؤسسات قوية وخادمة أمينة للاحتكارات.
الحركات السياسية التحت سياسة لا تخيف الأنظمة والحكومات لأنها دون المستوى السياسي الرئيسي.
ولإنها دون رؤية سياسية وليس لديها برنامج سياسي أو مشروع سياسي. وليس لها قوى حقيقية ترتقي بها وترفع منسوبها السياسي
إن الغبن الذي يعانيه المجتمع سهل تلبيته ما دام لا يرتقي إلى المستوى السياسي.
لو كان لدينا في سوريا دولة، ومؤسسات دولة كما في فرنسا، لما وصلنا إلى هنا، لأن ما حدث في بداية العام 2011 كانت احتجاجات تحت السياسة، أي المطالبة بالاصلاحات. ولم يكن لها قيادة ولا توجه سياسي واضح. ولم تكن تطالب بالتغيير السياسي الرئيسي.
ولإن من يحكم وطننا همج وثقافتهم ثقافة همج وصلنا إلى هذا الخراب الذي نراه.
لا توجد منظمات إنسانية تعمل بمعزل عن السلطات في هذا العالم. أو عن أهدافهم.
أغلب هذه المنظمات من إفرازاتهم، ويعملون تحت إشرافهم.
لا يخدعنكم الأسماء البراقة.
يجب أن نتذكر أن من يقوم بتدوير الحروب والدمار، نفايات النظام الدولي، وتشتيت حيوات الناس هم السلطات.
وهم من يدفع الأموال لهذه المنظمات لتبييض صورة النظام، وإعطاء صورة أن هناك من يدافع عن حيواتهم.
إنهم الوجه الأخر للعملة، ينفخون على النار المشتعلة، من أجل تلطيفها.
الذي لا يميز بين السياسة والسلطة والدولة والحكومة, ولا يميز بين مصالح القوى الانتهازية والارتزاقية والله. الله لا يرده. فليذهب ويموت بسعادة تامة, ليقطف بعد هذا, ثمن جهاده, أولاد ابن لادن وأحفاده. والقرضاوي واولاد القرضاوي وأحفاده. وأولاد آل سعود ومشايخ الخليج وأحفادهم.
سيموت المجاهد بسعادة تامة, وستذهب الجنة, الممثلة بالأموال الهائلة إلى خزائن قطاع الاحتكارات العسكرية في العالم.
السلطة مفهوم مجرد في أعلى درجات التجريد, وفعال في المجتمع, ومنسق لتراتبية القوة.
أنا ادعو إلى مفهوم ناظم للمجتمع بعيدا عن السلطة, عن هذه الترتبية التي كرست الانقسام الاجتماعي في كل المجالات, قوي وضعيف, غني وفقير, امرأة ورجل, ابيض واسود, مسلم ومسيحي, صيني وهندي. وهكذا دواليك. اعتقد أن مفهوم السلطة أضحى عاجزا عن انتاج نفسه, وسيتعرى أكثر فأكثر مع الزمن. لقد تعبت البشرية من الحروب, من الفقر, القهر والذل والاستلاب والاغتراب. نحن بحاجة للخروج من هذا النفق الذي أدخل البشر في الامراض المزمنة كالعصاب والهذيان والذهان والوسواس القهري وغيرهم.
أدعو لمفهوم ناضم للعلاقات الاجتماعية بعيدا عن السلطة, وإفرازاتها.
بغياب المفهوم ستبقى البشرية منتجة للقهر, السلطة, الثورة. وندور في دوامة دائمة.
نحتاج إلى مفهوم جديد, لإدارة قضايا المجتمع, والعلاقات الإنسانية, بعد أن استنفذت السلط عبر التاريخ, طاقة الناس, قدراتهم وحيواتهم, بابشع الأشكال والألوان.
وزرعت حالة من الضياع والتشتت والخوف والقلق, والأمراض النفسية المزمنة, في عوالم الناس ومستقبلهم.
كتبت هذا النص العام 2013، أفرحوا, أخذكم النظام إلى ملعبه, التسلح والطائفية. وارقصوا وغنوا. واخرجوا نتنات التاريخ من أعماقه على انها فضائل وضعوها نصب اعينكم. واقتلوا بعضكم إلى أن تجف الدماء في عروقكم.
يبدو الحماس موجود عند كل الأطراف, الداخلية والخارجية. والجنون أخذ الجميع. ولا يبدو أن هناك عقلاء لدى الطرفين يريد ان يوقف هذا الخراب والموت والتشرد الذي ضرب المجتمع والناس في بلدنا.
يذكرني بايدن بالمرحوم ليونيد ايليتش بريجينيف, البلادة السياسية ذاتها, الخمول ذاته. الذي أدى في نهاية المطاف إلى ما وصلت إليه روسيا اليوم.
مشاعر الإنسان الرقيق دائمًا مستيقظة تفسح المجال للعقل أن يتخيل، ويتعمق في جداول الجمال والحرية.
ولا يمكن الانفكاك ما بين الجداول والرقة
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟