أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - لا تشغلك -صاد عن صاد- فكلها سهام ثاقبة وخناجر مصوبة الى القلب والفؤاد !















المزيد.....

لا تشغلك -صاد عن صاد- فكلها سهام ثاقبة وخناجر مصوبة الى القلب والفؤاد !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 16:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن واحدة من درر شرح الأشموني على ألفية ابن مالك في كتابه المعروف بـ "منهج المسالك الى ألفية ابن مالك "هو ذلكم البيت الشعري الرائع الذي قرأته عشرات المرات ولكنه وفي كل مرة يغمرني بعصف ذهني،ويزيدني بمضمونه ودلالاته إبهارا وكأنني أسمعه واقرأه لأول مرة .
هذا البيت الشعري الذي يصف الذئب"أبو سرحان"وكيف ينام ويغفو بعين فيما يراقب ويتابع ويرصد عن كثب كل ما حوله بأخرى، وذلك في رمزية واشارة الى الإنسان الذكي النبيه الحاذق ليس بالخب ولا الخب يخدعه،الانسان الذي لا يلدغ من جحر واحد مرتين ، الانسان الذي لا يشغله شيء مهم جدا عن شبيه ومناظر لايقل أهمية عنه البتة ، البيت الشعري يصف الذئب بالآتي :
يَنَامُ بإحدى مقلتيه ويتقي ...بأخرى المنايا فهو يقظان نائم
وبالقياس على ما تقدم أقول "على المتلقي العربي في أيامنا المعاشة تلك أن لا يشغله صاد عن صاد إطلاقا" بمعنى أن لا تشغله وبرغم أهميتها القصوى التي لايختلف على اجرامها اثنان ،ولا يتناطح في هولها وفجورها ومجونها كبشان ، صاد - صيدنايا - عن صاد "ص.ه.ي.و.ن" وقد إزداد عبثا وتجبرا وغيا وعلى بعد كيلو مترات قليلة من الأولى حيث مجازره في القطاع قد ارتفعت وتيرتها هولا وبشدة وعلى نحو متسارع وغير مسبوق بالمرة ، أما في سورية فإنه لم يبق مطارا ولا مصنعا ولا منشأة عسكرية سورية لم يسوها بالارض من خلال التجريف الجوي العنيف وبمختلف أنواع الذخائر الامريكية المحرمة ما أسفر عن " تدمير 2700 دبابة +500 طائرة حربية + 45 قطعة بحرية عسكرية وذلك خلال هجومه المباغت الذي شنه عبر 350 غارة جوية على 26 مطارا في طول البلاد وعرضها اضافة الى ميناء اللاذقية، زيادة على قضمه وابتلاعه لأراض جديدة وتغوله وتوغله لمسافات شاسعة داخل العمق السوري ليحقق بذلك حلمه المريض الشهير "من النيل الى الفرات "وقد أصبح على مشارف نهر الفرات فعليا، كل ذلك بظرف 48 ساعة فقط لا غير وبما لم يتسن له فعل ذلك من قبل خلال الحروب الثلاث مجتمعة "حرب 1948 ، 1967 ، 1973"،وسط صمت مطبق للأمم - الضعيفة المنبطحة المستأنسة ،تقابلها الدول الاستدمارية الكبرى المتغولة المتمددة - والمسماة زورا بالأمم المتحدة " بلا متحدة بلا بطيخ ، وأخبار فضائح اجرام الدول الكبرى بالصغرى وصل الى المريخ "،ونظيرها مجلس - العفن- الدولي، ومنظمة -التهاون - الاسلامي ،كذلك "الجامحة"العربية ، المسماة جزافا بالجامعة العربية ،علاوة على أم - العهر والشر - ريكا ، ومنظمة "الهشك بشك والتذبذب وعدم الارتكاز" الشهيرة بدول عدم الانحياز ، وبما بات واضحا بأن الكيان اللقيط يخشى تماما من وقوع هذه الترسانات وإن كانت قديمة وتقليدية ومتهالكة بيد النظام الجديد في رسالة صارخة وواضحة وضوح الشمس وبما لا يحجب بغربال وعلى الجميع أن يقرأها جيدا ومفادها "لا جيش قويا من حولنا وبالقرب منا البتة "وكان الأولى بنظام الصنم الزائل أن يستخدم كل هذه الترسانة أو بعضها على الأقل ولو لمرة واحدة في حياته ضد الكيان الغاصب بدلا من استخدامها ضد الشعب السوري المغصوب ،ولكن هيهات أن يفعل فترساناتنا الشرق أوسطية وكما يعلم القاصي والداني مخصصة للشعوب المغلوبة على أمرها من جهة ،ولمحاربة بعضنا بعضا من جهة أخرى،وليس لأعدائنا على الإطلاق !
وأن لا تشغله الـ "صاد " الأولى برغم فظاعاتها ولا إنسانيتها عن "صاد"صِدام الجماعات والقوميات والأقليات العنيف حاليا شمال شرقي ،وشمال غربي سورية وبما يعد بمثابة الخطوة واللبنة الأولى وخط الشروع لتقسيم الشام ضمن مخطط خارطة الشرق الأوسط الجديد ، والتي تعد امتدادا لخارطة " برنارد لويس " عن الصادين الأوليين قيد أنملة !
وأن لاتشغله صاد ملهاة "صبايا" السوشيال ميديا والفن والإعلام الهابط وقد زيد من تسليط الأضواء على هرائهنَّ وأجسادهنَّ بشكل مكثف ومريب للغاية لحرف الأنظار عن الصادات الثلاث السابقة .
وأن لاتشغلك الصادات الأربع السالفة عن الصاد الأخطر المتمثلة بما يسمى بـ شعار"صبر استراتيجي"و ديباجته على الدوام هي "نحتفظ بحق الرد وسنرد في المكان والزمان المناسبين" وقد كررها إعلام الأسد على مسامعنا عشرات المرات من دون أن يرد لا في الزمان ولا في المكان المناسب ، لأنه وعلى قول سعد زغلول "مفيش فايدة يا صفية ..غطيني !" أو وعلى قول المثل الشعبي الدارج مع بعض التحريف " أسمع كلامك أصدقك ...أشوف فراشك ولحافك وأسمع غطيطك و شخيرك وضرا - طوووط - الذي يصم الآذان أستعجب" .
أما عن الصاد السادسة والمتمثلة بـ"صمت النخب"إزاء الأحداث الجسام بزعم البعد عن صداع الرأس،والنأي بالنفس عن كل ما يعكر صفو أمزجتهم مؤثرين العيش داخل شرنقة الطوباويات واليوتوبيات الحالمة المنفصلة عن الواقع وعن الديستوبيات المعاشة كليا ، بل والفرار من الجماهير المعذبة تماما بزعم الزهد في الحياة والتفرغ بدلا من ذلك للعطاء الأدبي والفكري والنضالي مفضلين التغريد خارج السرب والسباحة عكس التيار والهرب.
كذلك الحال مع الصاد السابعة المتمثلة بـ "صخب الدهماء" الغارقين بمستنقعات الإثنيات و الطائفيات مشفوعا بترديد الإشاعات والخزعبلات كالببغاوات،إثارة الفرقة والنعرات كالعجماوات،النفح في تنور الفتن الصماء العمياء وبقية الانحطاطات والسفالات !
وأن لا تشغلك الصاد الثامنة المتمثلة بـ" صنم السلطة الزائل" عن "صنم العدوان الأجنبي الخارجي الصائل" ولكل صنم ولا غرو أجنداته وبروباغنداته ومخططاته لتخنيع الشعوب وتركيعها وتجويعها وإفقارها واذلالها وتضليلها بهدف تدجينها ونهب ثرواتها وتهريب خيراتها،محو قيمها وهويتها ، طمس مثلها وأخلاقياتها ، تمزيق نسيجها وتقطيع أوصالها و وشائجها .
وباختصار وحتى لانطيل وإن كان بودي أن أطيل وأطيل وأطيل وبما يتماهى مع حجم الظلم والندب والرثاء والنعي والعويل، وأقول أيها المشاهد والمتلقي العربي، أو بالأحرى أيها "المُلَقَن العربي"الذي يصنع الإعلام الموجه وعيه بقوة استنادا الى علم النفس الاجتماعي الذي وصفه أحد حمقانا يوما متهكما بـ" علم النَفَس والأركيلة "فيذكي جانبا منه فيما يخدر الآخر منه وفي ذات التوقيت ، لايختلف في ذلك أمي أو جاهل إلا ما رحم ربك ، وبما يحلو لي تسميته بـ " عملية التخدير والإذكاء السياسي المزدوج ..أو التنويم والإيقاظ الإعلامي الشبيهة بالاضطراب النفسي ثنائي القطب"،وأرجوك راقب المشهد الداخلي بعين وابك إن شئت أو نم بها، ولكن اتق بالأخرى مؤامرات ومخططات الأعادي وكن يقظا كالذئب حتى في نومه وأثناء فترة سكونه وهجوعه، وإياك وبأي حال من الأحوال أن تذهل أو أن تغفل أو أن تنسيك مأساة عربية لاحقة لنظيرة لها سابقة ، أو أن تمحو فاجعة اقليمية هائمة من قائمة اهتماماتك شبيهة لها يحاول الإعلام تعميتها وغض الطرف إزاءها وحرف البوصلة عنها مع أنها ما تزال قائمة، وأنصح وكلما تابعت مأساة سجن صيدنايا وأمثاله من سجون الطاغية المخلوع،أن تستدعي وعلى الفور وأن تقرنها بمأساة سجون الكيان البشعة وأخص منها سجن جلبوع، وعليك أن لا تنسى في خضم ذلك كله البحث الدؤوب والتقصي والكتابة عن بشاعات وفظاعات بقية السجون في جميع الدول من حولك وفي كل الربوع وجلها عبارة عن مسالخ بشرية وعن باستيلات شرق أوسطية مظلمة لم يحن أوان كشفها " ص.ه.ي.و امريكيا "بعد الى أن يحين دورها تباعا و بحسب الحاجة والطلب ،يديرها إما جلاد سادي مفزوع ،أو سفاح دموي جربوع ،أو حمار بشري خنوع ، واياك أن تتبنى ما قال المتنبي يوما لظروف وطريقة حياة تخصه وحده :
أنام ملء جفوني عن شواردها ..ويسهر الخلق جراها ويختصم



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تلوموا الشعوب إذا ثارت ولوموا حكامها وحكوماتها إذا ظلمت و ...
- بعض الترتيب المكتبي والتنقيب يكشف عن كل نفيس وعجيب!
- مقصرون ولكن ما يزال أمامنا فسحة !
- حديث الذكريات..كتاب جديد عن سيرة الدكتور صالح مهدي السامرائي
- لفت الأنظار الى فوائد الذكاء الاصطناعي وكم المخاطر والأضرار
- يا ذيول بمبة كشر اقتحموا أو افتحوا المعبر !
- احذروا حكومة ال بعوض الترامب - ماسكية الرأسما ديكالية!
- إذا كنت ثوريا أو قاصا ..فلا تغادر !
- مقاطع يعلوها الشجن في عصر الكوارث والفتن !
- أعلامُ العراق يؤبنون الداعية العراقي الكبير البروفيسور أنيس ...
- صدور العدد الأول من -مجلة توقد-الفكرية الثقافية
- السجون الشرق أوسطية والعصا السنوارية وسندويش-أبو الغيط - !!
- كلب الهرم وتامر حسني وشائعات الفيس وكوهين!
- أطفئوا شموع-مينوراه-الكيان الصهيوني السبع الشريرة !!
- الاختراقات الجاسوسية.. نزوات غرائزية أم هفوات استخبارية أم إ ...
- بناء الأفكار وتشكيل الوعي وغرس القيم مع الاستاذ علاء ياسين
- أمريكا تَصنَع والكيان يَبلَع والشعوب تموت وتُفجَع
- ليلى وسيمبسون والجامعة العربية والطوفان!
- لابد من تأديب الكيان البعبعي وإذلال حكومة النتن وأفيخاي أدرع ...
- كي لايشوه-الاتجاه المشاكس-وسائل إعلامنا ويصيبها بمقتل ؟!


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - لا تشغلك -صاد عن صاد- فكلها سهام ثاقبة وخناجر مصوبة الى القلب والفؤاد !