أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - عندما يهرب الأسد














المزيد.....

عندما يهرب الأسد


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 15:39
المحور: كتابات ساخرة
    


دعونا بداية نرنِّم مع تلك الفتاة البريئة المفجوعة بتخلِّي حبيبها عنها، بكلمات تلك الأغنية السورية المعبِّرة ( ....ضرب الخناجر ولا حكم النازل بيَّا) لعلَّنا نخفف عنها بعض الشي، شدة الوجع الذي تعانيه وهي تفتقد ذلك الحب الذي أمَلَتْ فيه بحياةٍ سعيدةٍ طالما حلمت بها.
هذه هي حال سوريا وشعبها اليوم مع فارق مهم وهو أن ذلك الحبيب المنتظر كان قد جاء بصورة أسدٍ مخادع وجبان. ولم يكن يسكن غابة قط، بل حديقة ورود وأزهار عبقة فاح رحيقها ليملأ الفضاء كله، لكنه حوَّلها إلى غابة، ومنح خيراتها لكل أنواع وأشكال الحيوانات لتنهب وتسلب ما تريد. وعندما انكشفت الحقيقة الجارحة، ولم يبق له ما يأكله، هرب في ليلة ظلماء وترك حبيبته البريئة، التي طالما تغنَّى بجمالها كذباً وافتراءً، فريسة لكل عابر سبيل.
لم ينسَ الأسد الهارب أن يحضِّر بدائله المفترضة ليحارب بها منذ ماقبل ثورة الحرية السورية، وذلك على الطريقة التي ابتدعها والده السابق (حفار القبور) لتكتمل القصة بتراجيديا الجولاني حاسراً رغم سريان الجائزة المعلنة أمريكياً بعشرة ملايين دولار لمن يأتي بمعلومات للقبض على الإرهابي المطلوب. وها أنا أبلغ السلطات الأمريكية بوجوده اليوم في قصر الشعب بدمشق مستلقياً على سرير الأسد الهارب. وأحتفظ بحقي في الجائزة المرصودة لأمنحها للأمهات الثكالى كبعض التعويض عن الآلام التي عانتها طوال سنوات من ضياع أي أثر لفلّذة أكبادها الأبرياء.
وصل الجولاني أخيراً على رأس قواته الجهادية التي لم نعد ندري تسميتها الرسمية اليوم وهل هي القاعدة أم الدولة الإسلامية في العراق والشام أم في الشام وحدها أم جبهة النصرة أم هيئة تحرير الشام وضمنها كل التسميات الأخرى التي بشَّرتنا بالخير القادم بتطبيق الشريعة ومحاربة الكفر والكافرين في كل مكان.وذلك بعد أن وضع عمامته الشرعية على الرف ناسياً حلاقة ذقنه، لكنه لم ينسَ أن يهدي نصره إلى الأمة الإسلامية المنشغلة بذاتها، بدلاً من إهدائه إلى الشعب السوري المنتظر منذ أكثر من نصف قرن لشمس الحرية. وكأنه بهذا يعيدنا إلى مربعات الشموليات المتعددة من الطبقة البروليتارية وعمال العالم والأمة العربية الواحدة، وغيرها من الشعارات التي لم تجلب لمردديها إلا الأوهام والمآسي.
لقد عمل الجولاني أو أحمد الشرع!!!! لا فرق، كل ما طُلِبَ منه وما زال. وإن هرب حاميه ومشغِّله الأول فقد عثر أحمد الشرع اليوم بحلته الجديدة على مشغِّل آخر يشبهه بكل شيء، ويستخدمه في كل شيء يخدم كلاهما. فتحت شعار محاربة الإرهاب ووحدة وحرية الشعب السوري، كما فعل دائماً الأسد الأب ووريثه الهارب، يمكن لك تنفيذ مآربك وغاياتك التي لا تجرؤ على التصريح بها علناً.
سوريا بدها حرية، نعم وبالتأكيد. ولكن ليس على الطريقة الجولانية ولا الإخوانية ولا الأردوغانية، مهما تبدلت الأزياء والأسماء والشعارات. ومهما تعدد الهاربون.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المضامين الإنسانية في ملحمة كلكامش
- السريان الآشوريون: القدر التاريخيّ وثورات الحاضر
- المطران المُغيَّب في عيد ميلاده الـ75
- سؤال المصير ورؤية برهان غليون في مناهج الحداثة والممانعة وال ...
- البطريك لويس ساكو... إن لا ماصت تاوت ككوا...!!
- معارضة البيانات والترقيع في ظلال ربيع التطبيع
- عندما يغادرنا مبدعٌ كالموسيقار جورج جاجان
- كلمة ورد غطاها
- حكاية حفار القبور وابنه والوضع السوري
- المعارضة السورية وفقدان البوصلة
- أمير المؤمنين بشار بن أبيه يتحدث....
- الحرب العالمية الجديدة
- خطاب الكراهية وسبل مواجهته
- عودة الحاج رامي مخلوف
- عطب الذات أم عطب المنظومة...؟ قراءة في كتاب الدكتور برهان غل ...
- كردستان التي تأخرت مائة عام
- (غودو) الحل السوري
- الحرية طليقة والأحرار معتقلون
- العرس في فيينا والطبل في حرستا
- الدب الروسي في معرض الزجاج السوري


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - عندما يهرب الأسد