أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محفوظ بجاوي - رأي شخصي حول العلمانية الديمقراطية كسبيل للوحدة والتعايش في سوريا














المزيد.....

رأي شخصي حول العلمانية الديمقراطية كسبيل للوحدة والتعايش في سوريا


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 21:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في ظل التحديات التي تواجهها سوريا اليوم، لا بد من البحث عن حلول تضمن الاستقرار والعدالة لجميع مكونات المجتمع السوري، بغض النظر عن العرق أو الدين أو المذهب. ومن بين هذه الحلول التي أثبتت فاعليتها في العديد من الدول المتقدمة، تبرز العلمانية الديمقراطية كنظام يمكن أن يكون الأساس لبناء دولة حديثة ومتجددة، تحترم حقوق الجميع وتضمن حرية الاختلاف.

الأساس في العلمانية الديمقراطية هو المساواة التامة بين جميع المواطنين، وهو ما يعزز مفهوم المواطنة بعيدًا عن أي تمييز ديني أو عرقي. ويشمل ذلك إنشاء دستور علماني يضمن المساواة في الحقوق والواجبات لجميع من يعيش على الأراضي السورية، مع الاعتراف بجميع اللغات التي يتحدث بها السوريون، مثل الكردية والسريانية والآشورية، باعتبارها لغات رسمية ثانية بجانب العربية. مثل هذا الدستور يضمن أن الجميع يمكنهم ممارسة حياتهم بحرية ودون التعرض لأي نوع من التهميش بسبب لغاتهم أو هوياتهم الثقافية.

المساواة في الحقوق السياسية مضمونة أيضًا في النظام العلماني الديمقراطي، حيث يُمكن لجميع المكونات السياسية في المجتمع المشاركة في الحياة السياسية بشكل متساوٍ، بعيدًا عن الهيمنة الدينية أو المذهبية. هذا يعني أن كل مواطن سوري، بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو انتمائه العرقي، يملك نفس الفرصة في المشاركة وصنع القرار في الشأن العام. لا مكان في هذا النظام لفرض الدين على السياسة أو العكس، مما يضمن تداول السلطة بطريقة سلمية وديمقراطية.

العلمانية الديمقراطية لا تقتصر على الحقوق السياسية فقط، بل تشمل أيضًا الحقوق الاجتماعية والمدنية، مثل الزواج والإرث، حيث تضمن المساواة بين جميع المواطنين في تلك الحقوق، بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم. هذه المساواة جزء لا يتجزأ من تعزيز الاستقرار الاجتماعي، كما أن العلمانية تمنح الحرية الدينية للأفراد، فكل شخص حر في أن يعتنق ما يشاء من الأديان أو يغير دينه أو حتى يترك الدين تمامًا دون أن يُحاكم أو يُقيد.

لقد أثبتت العلمانية نجاحها في العديد من المجتمعات التي تبنتها، حيث ساعدت في قطع الطريق أمام النزاعات الدينية والمذهبية التي تعيق التقدم. في تلك الدول، تحققت الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتم القضاء على الصراعات الطائفية التي كانت تستهلك المجتمع وتُهدد وحدته.

من هذا المنطلق، فإن بناء سوريا الحديثة يتطلب تبني العلمانية الديمقراطية كأساس للحكم، لأن هذا النظام سيكون قادرًا على تحمل التنوع العرقي والديني في سوريا، ويُسهم في تشكيل مجتمع قوي ومتحد، خالٍ من النزاعات الدينية والمذهبية. لقد فشلت الأنظمة التي كانت تعتمد على الشريعة الدينية في إقامة مجتمعات متماسكة، حيث كانت تلك المجتمعات، على مر التاريخ، مسرحًا للعديد من المذابح والصراعات الداخلية باسم الدين.

نأمل من أعماقنا أن تكون العلمانية الديمقراطية هي الحل الذي يقود سوريا إلى الاستقرار والتقدم، وأن تساهم في إعادة بناء المجتمع السوري على أسس من التعايش والسلام بين جميع مكوناته. نحن في شمال إفريقيا، وخصوصًا نحن الأمازيغ في الجزائر، نتمنى لسوريا ولشعبها العزيز أن يتجاوز محنته وأن يلتئم جراحه، وأن يكون المستقبل مفتوحًا أمامهم ليعيشوا معًا في سلام واحترام متبادل.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف المصطنع : لعبة الأنظمة بين الإسلاميين والإستبداد...
- الهوية بين الأرض والدين: كيف شكّل الإستعمار العقائدي معالم ا ...
- التحرر الحقيقي والمصالحة مع الذات الوطنية


المزيد.....




- ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
- الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة ...
- بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
- مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم ...
- بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا ...
- النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
- الثورة السورية تسقط الدكتاتورية بعد 13 عاما من النضال


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محفوظ بجاوي - رأي شخصي حول العلمانية الديمقراطية كسبيل للوحدة والتعايش في سوريا