أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - ماذا فعلتَ بنور الله يا بشار؟!














المزيد.....

ماذا فعلتَ بنور الله يا بشار؟!


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 19:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الخائفين على سوريا اليوم أتفهمهم فالوضع خطير... لكنه ليس بأخطر من النظام الساقط الذي أطال المحنة السورية ل13 عاما فكان التقتيل و التفقير و التعذيب و التهجير و كان أن نال المرأة السورية خاصة ما نالها من انكسار و هوان هي المعروفة برفعة أخلاقها و حسن اعتناءها بنفسها و ببيتها و بعائلتها في كل تفاصيلها. و كم أحببناها في المسلسلات الاجتماعية فأحببنا حتى نميمتها اللاذعة مع جارة لها أو صديقة ضد جارة أخرى أو سلفة أو قريبة و كم استلطفنا حيلها البارعة المهضومة مع الزوج الشديد و الحماة القوية أو خاصة مع الضرة المُرّة.
نساء سوريا الخَلوقات الدافئات التي تقطر ألسنتهن كلاما حلوا طيبا، تشرّدن، بالملايين، بعد 2011 في كامل أصقاع الأرض و صرن بسبب النظام الممانع أحيانا متسوّلات!!
لقد كان قلبي يقطر دمعا و ألما على الشابات السوريات اللاتي كنت أراهن طيلة هذه السنين، يفترشن الأرصفة أو أمام الإشارات الضوئية هنا في تونس يبعن المناديل و هن محاطات بأكثر من طفل ورضيع و بلافتة مكتوب عليها: عائلة سورية تحتاج للمساعدة.
لطالما تحدّثت إليهن و سألت عن ظروفهن فيجبنني بتلك اللهجة الشامية المحبّبة إلى قلبي و بأدب كبير إلى اليوم لا أجده في غيرهنّ!!
لا أنسى أبدا طفلة في عمر العشر سنوات، كانت أمها جالسة على الرصيف و بيدها رضيع في ساحة باستور بالعاصمة في يوم ربيعي بارد.
و عندما توقفت بالإشارة الضوئية مدّت لي البنت كيس المناديل فأبهرتني بنور يشع منها يقذف في القلب شمسا تدفئ الروح و الوجدان.
كانت ترتدي فستانا طويلا من القماش المخملي الأخضر الغامق و كانت تضع على رأسها حجابا أسودا جعل وجهها الوضّاء يبدو كالقمر المنير في حلكة الليل.
سألتها عن اسمها و كانت الإشارة قد تحوّلت خضراء فحرّكت السيارة و قبل أن أنطلق رأيتها تقول: اسمي نور...نور الله.

ماذا فعلتَ بنور الله يا نظام خائن جبان و ماذا فعلتَ بأهل الشام حتى يتطاول عليهم الأنذال فيقول ذلك المواطن التركي الذي أطلق النار على طفل تركي، أزعجه لعبه في الشارع، مدافعا عن نفسه: ظننتُهُ ʺسوريًاʺ!!
أيّ نظام أبشع من نظام هذا الإبن و أبيه و قد أذاق السوريين مُرَّ القهر و التعذيب و المهانة و التشريد...
أهذا نظام يستحق أن يستمر؟؟؟
نعم...و يا للأسف!! مازال في العرب من يريد بقاءه على أساس أنه كان مقاوما لاسرائيل !!
متى كان مقاوما و كيف يا ترى كانت المقاومة؟!
لقد خجل لوحده من نفسه فأطلق على نفسه نظام الممانعة و كان الأجدر أن يقول أنه نظام الممايعة و المقايضة و انعدام الشرف و الحياء.
و اسألوا عنه تاريخ البطل السادات الذي تحاور مع العدو بوجه مكشوف من أجل صنع السلام.
كان السادات حريصا على السلام بعد الانتصار في الحرب لأنه كان حريصا على كرامة و رفاه شعبه و ليس رفاه طائفته الصغيرة و إرضاء ملالي الجيران.
أسألوا معاصري السادات و ستعلموا أنّه أسَرّ لأحدهم بالثمن الضخم الذي قبضه حافظ الأسد من اسرائيل مقابل التفريط في الجولان و قد تسلّمه وقتها نيابة عنه شقيقه المجرم الكبير رفعت الأسد!!
لا يليق اليوم بالخائن ابن الخائن الذي كان ألعوبة في يد محرّكيه إلاّ ذلك المنفى الثلجي في صقيع روسيا و زمهريرها الكاوي.
لقد استمعت لقائد المعارضة السيد الجولاني فوجدت رجلا رصينا أنضجته المحنة.
إني أراه عطية الله لسوريا الجريحة...
عن تلك المدينة السورية التي أهلكها قبل أربعين عاما حافظ الأسد، و دائما بأيدي أخيه رفعت القذرة، قال الجولاني عنها بعد أن فرّ جيش بشار منها: إنّ حماه تتطهّر اليوم من جراحها.
صدق فيما قال فمن يظن أن الجروح العميقة تلتئم بسرعة لا يعرف ما يفعل الجرح المنغلق على نفسه بقلب صاحبه: يظل يكوي و يئن و لا يهدأ و لا يطمئن إلى أن يحين وقت المحاسبة فإما القصاص و إما المسامحة و الغفران.
ذهب بشار إلى منفاه بلا محاسبة و لا مساءلة فليذهب ملتحفا برداء الخزي و العار و لتغلق صفحته الأليمة ليبدأ السوريين مرحلة البناء من أجل الصحة و التعليم و الأمن و السلام بعد أن مضت بهم مرحلة الحرب الكاذبة إلى طرق ملتوية و مسدودة.
قلبي مطمئن لمستقبل أرض الشام...
وجه ʺنور اللهʺ لم يفارقني طيلة كتابة هذا المقال...
المرأة السورية التي هُجّرت قسرا ستعود لأرضها و مع نساء الداخل الصامدات، هنّ من سيُعمّرن الديار بعد طول هذا الدمار.
قلبي اليوم يخبرني أن كل ما يحدث الآن هو لخير سوريا و كذلك... فلسطين!!
ليس لأن المتآمرين يفكرون في مصلحة أهل الأرض بل لأن سوريا تستحق و لأن فلسطين هي الحق.
و الحق، و إن طال الزمان، يبقى هو الحق.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة قالتها سوزان نجم الدين...
- و كأنّي به يخشى الدخول لسجن النساء!!
- زُرتُها بعد سنين و استشعرتُ خيبة المُرْتَشِين!
- حبر الأُم... و مشيئة القلم!!
- كنت سأكون...*و انتظرتُ يوم يعزله الرئيس*!!
- كنت سأكون...*لعنة المطبخ أم لعنة المنصب الجديد*!!
- كنت سأكون... *عندما قال: لسن إلاّ ʺكمشة عاهراتʺ*(ح ...
- كنتُ سأكون...*محمود لا يخون*(ح3)
- كنت سأكون زوجة للدكتاتور(ح2)
- كنتُ سأكون زوجةً للدّكتاتور(ح1)
- عن الحكيم الذي رفض رئاسة دولتهم!!
- إلى أبهى الثوّار... إلى يحي السنوار:
- لماذا يحبّون الحرب و يحاربون دين الحبّ؟؟؟
- قبل أن تولد القسوة...في البدء كان، في القلب، الحنان!
- ذَهَبَ ʺنزارʺ يَا بيروت... فَمَنْ غَيْرُ ʺنزا ...
- إلى ʺالحداثيينʺ المحتارين في تونس:هذا كلامي بعد ال ...
- و مازال الشّق المحتار يبحث في ʺالحداثيينʺ عن زعيم! ...
- تونس مُهندسة العالم و مُداوية جراحه...
- لهذا الرّجل، الذي سمع وعدُ قلمي في عام الدّم، أُعْطِي صوتي.
- كيف حال الشِّعر بعدي؟


المزيد.....




- قوات الدعم السريع تقتل الصحفية السودانية حنان آدم
- اليمن: عشر سنوات من المأساة
- ما نصيحة رائدة أعمال إماراتية بمجال العافية للنساء العربيات ...
- عائلة امرأة تركية أمريكية قتلتها إسرائيل ستلتقي بلينكن
- أطعمة طبيعية لتسكين آلام تعاني منها النساء
- نساء كركوك يقدمن مسرحية صامتة عن زواج القاصرات
- اسمه باتمان ولم تغنه 20 زوجة عن اغتصاب بنات 9 سنين.. الحكم ب ...
- الشرطة الكينية تفرق احتجاجات ضد ارتفاع حالات قتل النساء.. مس ...
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة لعام 2024 وشروط التقديم ...
- بعد زيادة قيمة منحة السياحة حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - ماذا فعلتَ بنور الله يا بشار؟!