كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 17:31
المحور:
الادب والفن
كنت ليلتها اتابع تطور الاحداث من شاشة العربية الى ساعة متاخرة من الليل حتى غلبني النوم .
كانت الفصائل المسلحة قد دخلت ريف دمشق فيما اكد النظام السوري بانه اقام جدار صد يصعب اختراقه .
ربما نمت ساعة لاصحو على صوت المذيع يقول ( لمن فاته متابعتنا ان بشار الاسد قد فر لجهة مجهولة ).
في البصرة باحداث متشابهة كنت اسكن دارا وسط المدينة , على يساره يقع بنك على بعد امتار وعلى اليمين على بعد قريب تنتصب بناية الامن شاهقة ما نسميه محليا بالليث الابيض .
قالوا لاتذهب , ليلا سنقتحم البنك قلت افضل ان ارى دخول الدبابات البريطانية من منطقتي القريبة من تجمعهم وغادرت .
هكذا تمكنت في صباح اليوم الثاني من مشاهدة طلائع الدبابات البريطانية تتوجه الى وسط المدينة .
كنا غاية الفرح ونحن نشهد سقوط النظام غير متوقعين ما ينتظرنا.
وحين رايتهم يحتفلون في ساحة الامويين هاتفين(ارفع راسك فوء انت سوري حر ) تذكرت احداث البصرة المتشابهة معهم .
كان بلهجة لبنانية يصيح بالناس مع الرتل البريطاني من عجلة مكشوفة ( ايها العراقيون هذه املاككم املاك الدولة فاغتنموها ) .
وهو ما حدث .. رايتهم ينهبون فرحين , رايت اقتتال العصابات وهي تقتحم البنوك .. رايت الدوائر كيف تحرق .
لكن اكثر ما استوقفني في دمشق مشهد الناس وهم يرمون بالاوراق الرسمية من موقع مرتفع من سجن صدنايا , وصراخهم وهم يحاولون فتح الابواب السرية .
عايشت هذا الموقف في البصرة فكان اكثر مكان تواجدت فيه هو مديرية الامن ( الليث الابيض ).
كنت اشاهد البعض يرمون الاوراق وهي تهبط متارجحة من الطوابق العليا وسالت نفسي وانا ابحث باية زنزانة اودعوني ؟ .
في يوم السقوط بدمشق توجهت عصابات الى البنك ,مثلنا بالضبط مثلنا ,ذات النظام وذات القمع وذات ردود الافعال .
واليوم ينتشر السلاح بكل بقعة في سوريا واسرائيل استهدفت 300 موقعا مهما بما فيها الطائرات التي استوردت مؤخرا , واحتلت المنطقة العازلة وجبل الشيخ واصبحت على بعد خمسة وعشرين كم عن دمشق.
لقد تدفق المسلحون الملتحون لشوارع دمشق ورغم الوعود فان سوريا المدنية تنتظر المخاض العسير .
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟