أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر سلمان - لا ناقة لنا فيها ولا جمل














المزيد.....

لا ناقة لنا فيها ولا جمل


جعفر سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 17:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن لنا يد في اختيار الحروب التي تجري في المنطقة، ولم تكن لنا كلمة في من يهجم على من، ولا في من يقاتل من، ولا في من يوالي من أو يعادي من، فقرار هجوم السابع من أكتوبر لم يصدر منا، ولا قرار الرد الإسرائيلي ولا قرار فتح جبهة المساندة من لبنان، ولا قرار الهجوم الإسرائيلي على لبنان، ولا قرار خروج الجماعات المسلحة في سوريا من العدم والسيطرة على أراضي واسعة، وأقصد بـ(نحن) شعب البحرين بكل أطيافه وبكل قناعاته السياسية.

نعم هي حرب وإن أردنا الحق، لا ناقة لنا فيها ولا جمل، لسنا طرفًا فيها ولا يجب أن نكون، نعم قد نتعاطف مع ضحاياها، نعم قد نحزن على الدماء المسفوكة فيها، قد نبكي على مآسيها، ولكن لا يحق لأحد أن يستوردها بفتنها إلى بلدنا، ولا يحق لأحد أن يبني هنا نفس الاصطفاف السياسي والطائفي المبني هناك.

مع كل الحزن الذي يملأ القلب على ما يجري في تلك الأقطار العربية، إلا أن الحقيقة أن ما يجري عليهم هو حصاد أيديهم، فالتعصب السياسي والعمى الطائفي والولاءات للخارج لم تكن يومًا قدرًا محتومًا على أحد، إنما هي خيارات تأتي نتيجة العمى والتعصب والجهل والعيش في الأوهام، هي خيارات لا يمكن أن تنتج إلا الفتن والقتل والدمار، ولا يمكن أن يأتي من ورائها شيء يختلف عما نراه أمامنا من فتن وقتل ودمار للبلاد والعباد.

إن الحماقة كل الحماقة ستكون في محاولة استنساخ ما يجري هناك، والسذاجة كل السذاجة ستكون الاعتقاد أن الطريق الذي قاد إلى الفتن هناك، قد يقود لشيء آخر هنا، بينما الغباء كل الغباء سيكون الاعتقاد أننا يمكن أن ندخل وحل الفتنة ذاك ومن ثم نخرج منه سالمين.

لقد بات من الواضح لكل متابع، أن ما يجري في سوريا هو تبعات لما جرى في السابع من أكتوبر من العام الماضي، فالحرب بدأت في غزة وجرى فيها تدمير غزة وإنهاك حماس ودفعها ناحية الحد الأدنى من الحياة، ومن ثم انتقلت إلى لبنان الذي تعرض لصدمة هدمت أركان حزب الله وتركته في وضع يصارع فيه من أجل البقاء، وها هي تنتقل لسوريا، وإن صدق ظني فهي لن تتوقف حتى تتغير خارطة سوريا وربما تتعرض للتقسيم، ولكن النتيجة المستهدفة من كل هذا ستكون قطع التواصل البري بين بقية المحور (إيران والحشد الشعبي) وبين سوريا وحزب الله.

إن صدقت القراءات السياسية للوضع الراهن، فالأمور لن تتوقف في سوريا، فالقادم بعد سوريا سيكون الحشد الشعبي في العراق، وبعده سيكون الحوثي في اليمن، فكما يبدو أن قرار تصفية المحور الذي اتخذ بعد السابع من أكتوبر لا رجعة عنه، وليس من المستبعد أن تكون إيران نفسها هي الهدف بعد الحوثي.

لن يكون هذا التغيير بلا ثمن، فالمنطقة مقبلة على تغييرات جذرية على خارطتها السياسية، والصراعات من حولنا ستنتهك الكثير من الخطوط الحمر التقليدية، وللأسف هذه الأثمان لن تكون إلا مآسي وويلات، والسؤال المهم هنا، لماذا نجر بلدنا ومجتمعنا إلى أتون حرب ليس لنا فيها ناقة ولا جمل؟ لماذا نقسم مجتمعنا بناء على تقسيمات الحرب تلك؟ ولماذا تكون الأولوية للايدلوجيا وليس للوطن والمجتمع؟

قبل فترة كان هناك تصريح مهم لجلالة الملك، وبعده لسمو ولي العهد، ومن ثم عدة تصريحات لمعالي وزير الداخلية، وكلها كانت تصب في نفس الفكرة، وهي وجوب التلاحم المجتمعي وعدم جر ما يجري في الإقليم إلى داخل البلاد، ربما لم تكن حينها الأمور بهذا الوضوح، وربما لعبت الأحلام والأوهام حينها في عقول البعض وظنوا أن الخطاب لا مصداق له في الواقع، إما اليوم فالأمور باتت واضحة، وسبب الخطاب بات جليًا كرابعة الشمس في النهار، فهل هناك من لايزال يشكك في حكمة القيادة هنا؟ هل لايزال من مشكك في صواب خطابهم؟ هل لايزال من مشكك في أن بعد النظر لديهم فاق ويفوق الكثير من مدعي الفهم السياسي هنا؟

همسة للبعض: سفينة محور المقاومة تغرق، الصدمة لاتزال تستحكم عليكم، بر أمان الوطن لا يزال اللجوء إليه ممكنًا، فهل ستقفزون من السفينة إلى بر الوطن، أم ستتمكن منكم الصدمة وتعميكم حتى تجدوا أنفسكم وقد غرقتكم مع السفينة؟ الخيار لكم.



#جعفر_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير الثقافي والفكري لم يعد ترفًا
- النهر لا يسير إلى منبعه
- هل حان وقت الدبلوماسية؟
- الردع الاستراتيجي
- ولاية الفقيه سُلطة الله في الأرض
- الثورة البحرينية ( غياب اليسار )


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر سلمان - لا ناقة لنا فيها ولا جمل