أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار ماضي - حكاية حب دمشقية















المزيد.....

حكاية حب دمشقية


نزار ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 12:14
المحور: الادب والفن
    


أحلى صبايا الشام قد جاءت معي ..سعياً إلى الدنمارك أحلى مرتعِ
مرّت علينا الأربعونَ حميمةً .. خمراً معتّقةً بكأسٍ مترعِ
مازالت الأشواقُ تسري بيننا .. والأربعونَ كأنّها لم تربعِ
في منتدى الآدابِ طافت آيةٌ .. تختالُ بين تجمّلٍ وترفّعِ
كانت إلهً في ثيابِ زميلةٍ .. وحديثُها راقٍ بصوتٍ أروعِ
تزهو بها الآدابُ في قاعاتها .. وصفوفها والمنتدى والمجمعِ
تحلو ابتسامتُها ويشرقُ وجهُها .. فهمستُ همسةَ عاشقٍ متلوّعِ
أنفاسيَ الحرّى تقطّعَ صوتُها .. فكأنّها يا خيبتي لم تسمعِ
فجمعتُ طاقاتي لها وعزيمتي .. وأتيتُ مشتاقاً بكلّ تضرّعِ
صدّتْ وقالت حلَّ عنّي يا فتى .. في لهجةٍ شاميّةٍ بتمنّعِ
فسحبتُ أشلائي ورحتُ ولم أعد ..أخفيتُ ضعفي في شجاعةِ أجدعِ
عدَمي وجودٌ ليسَ هيدجرُ عارفاً .. أنّي انطبعتُ بعالمِ لم يطبعِ
فوجدتُ أصقاعي هناكَ قميئةً .. فصقعتُها لكنّها لم تصقعِ
يا ويلتا إن لم تجدْ بي مطمعاً .. فأنا لعمرُكَ ليسَ بي من مطمعِ
وإذا تصنّعتُ الوجاهةَ والنهى .. فالويلُ كلُّ الويل للمتصنّعِ
جارت مقاليدُ الغرامِ تفاقمت .. طفحَ الهيامُ صدعتَ أم لم تصدعِ
الحبُّ أحلى ما يكونُ زَمالةً .. والفرقُ بينهما ثلاثةُ أذرعِ
يوماً قعدتُ بقربها مترفّقاً .. لأشمَّ ريحتَها بقلبٍ مشرَعِ
هذا زمامي في يديها صهوةٌ .. إن لم نداوم ! في الهوى نتسكّعِ
عبرتْ جبيني نسمةٌ شاميّةٌ .. وسقت كياني من صفاءِ المنبعِ
قلبانِ ملتهبانِ يطفئُ بعضهُم .. في ضحكةٍ أو لمسةٍ من إصبعِ
قد كنتُ في ولَهٍ وحينَ صحبتُها .. طرنا معا نحو الفضاءِ الأوسعِ
منّيتُ نفسي والأماني خصبةٌ .. فرأيتُ في تلك الأماني مصرعي
كنّا صغاراً والهمومُ كبيرةٌ .. ومرامُنا فوق السحابِ ولم نعِ
ها نحنُ نقتسمُ النجومَ مواقعاً .. ونردّها من حيث لم تتشفّعِ
وتعالت الرؤيا تورّدَ جوُّها .. أكرم بحبٍّ بالنجومِ مرصّعِ
بئري وبئرُكِ صافيانِ كلاهما .. والدلوُ دلوي في حديثٍ لوذعِ
أنا أطحنُ الكلماتِ أعربُ حرفَها ..وأعيذها في وزنها المتقطّعِ
من ياسمين الشامِ حادت مهرةٌ .. بيضاءُ يا أختَ الرباحِ النعنعِ
في كلّ معنى معنيانِ وثالثٌ .. نخفيهِ عن قاصٍ وعن متتبّعِ
في الظاهريّةِ قد كتبنا بحثَنا .. مترادفينِ بمصدرينِ ومرجعِ
الوقتُ في الآداب كان مقدّساً .. لم نعتصم يوماٌ ولم نتذرّعِ
سقياً لأيّام الدراسةِ والهوى .. حيثُ الحوارُ مثلّثٌ بمربّعِ
نشتارُ من ألقِ التراثِ جواهراً..ونعودُ نسخرُ من حكايا الأصمعي
إنّ الأساتذةَ الذين عرفتُهم .. هذا بلا علمٍ وذاكَ بلا وعي
ولقد سئمنا من غباءِ مصادرٍ .. كتبِ الخراشي أو شروحِ الزيلعي
بئسَ الدكاترةُ الذين تعفلقوا .. وينقُّ واحدُهم نقيقَ الضفدعِ
نهوى الحداثةَ والجديدُ يهزّنا .. ونتوقُ للمعنى الرفيع المبدعِ
لمّا انتهى درسُ الزعيمِ غمزتُها .. جهّزتُ آمالي وقلتُ لها تعي
في الصالحيّةِ قد شربنا قهوةً .. أدونيسُ ثالثُنا بنهجٍ أرفعِ
ونزارُ قبّاني سميّي حاضرٌ .. وأصالةُ الأشعار من ذي الإصبعِ
وكأنّ نيرودا تجلّى بيننا .. مستصحباً لوركا جميلَ المطلعِ
أصغت إليّ عيونُها في شهقةٍ .. فكأنّها ولدت بحرفي الألمعي
ساءَلتُها فتساءلت وتردّدت .. ثمّ استكانت للجواب المقنعِ
أنا صغتُ بالشعر الجميلِ بهاءَها .. وخلقتُ روحينا بشكلٍ أروعِ
فرأيتُ وجهاً مثلَ دجلةَ سافراً .. أو كالفراتِ جرى بسهلٍ بلقعِ
زهراءُ أسطوريّةٌ فتألّقت .. ... بخياليَ الملتاعِ والمتلوّعِ
يا عنبر المشخابِ جاءَ عبيرُها .. فاشهقْ لذيّاكَ الشذا المتضوّعِ
إنّا سنثبتُ في الحياة وجودَنا .. نستجوبُ الدنيا ولم نتزعزعِ
نلهو ونضحكُ ساخرينَ وبعدَها .. تحلو الرصانةُ في حوارٍ ممتعِ
ماهمّني غلبَ العراقُ الرومَ أم .. غُلبت فإنّ الحبَّ يملأُ مهجعي
أخلاقُنا منّا ونحنُ سراتُها .. لم يلغِ بعضٌ بعضَنا أو نتبعِ
إنّا التزمنا بالأصالةِ والصدى .. لم ننحرف عنها ولم نتنطّعِ
في معبد الحبّ استراحت غيمةٌ .. مازالت الآدابُ تدهنُ أضلعي
الخيرُ فينا والهوى في صفّنا .. حتى الحقيقةُ خامرت ما ندّعي
الاصلُ أصلانِ ابتعدنا عنهما .. لم نتّحدْ في الدينِ أو نتفرّعِ
فكأنَّ أبوابَ العصورِ تفتّحت .. يا مرحباً بالعاشقينَ الخشّعِ
جئنا لتغيير الحياةِ ولم نكن .. بالفعلِ إلّا حالمين بمخدعِ
ننفي ونثبتُ والخيارُ خيارُنا .. لم نتّعظْ منها ولم نتوجّعِ
أنا حدُّها بين السويدا والرحى .. سعياً لركن الدين أشهى موقعِ
معنا تسيرُ قصيدةٌ غزليّةٌ .. عشتارُ تنظمُها بحرفٍ طيّعِ
تحلو قوافيها ويعلو وزنُها .. متأنّقاً في سهلِها المتمنّعِ
تركت صباحُ صلاتَها وتزوّجت ..من ملحدٍ ورمت حجابَ المدّعي
ها أنتِ لي شرعاً ولم يزلِ الهوى .. متدفّقا في موجهِ لم يهجعِ
أهوى حلالَكِ ياصباحُ ولم أكن .. متديّناً إلّا بهذا الموضعِ
يامن جعلتِ لي الحياةَ جميلةً ..من حيث كنّا في زمانٍ مدقعِ
والآنَ في الستين والسبعين ما .. زلنا بها إن لم نرقْ نتصنّعِ
إنّا ابتلينا يا صباحُ ببعضنا .. وأتى الثلاثةُ من سلالةِ تُبّعِ
هاني ودالي ثمّ آسرُ والهوى .. مازال ينبضُ في الأريج الأضوعِ
سرعانَ ما اكتشفت صباحُ ضآلتي .. فكأنّها انخدعت وإن لم تُخدعِ
يا أمَّ هاني أنتِ أنتِ أميرتي .. ومليكتي في عالمٍ متصدّعِ
بدمشقَ أم بغدادَ يزدهرُ الهوى .. لشقيقتينِ وياسمينٍ أينعِ
أفراحُهم تسمو على أتراحِنا .. نحنُ العراقيينَ يطربُنا النعي
ولقد أكلتُ من السياطِ أشدَّها .. لم أدرِ منها أيُّ فرعٍ ألذعِ
في البالِ أسئلةٌ تعالى صوتُها ..أزجيتُها في رحلةٍ لم تنفعِ
وأضعتُ في وسطِ الطريقِ قيافتي .. عانيتُ عبْءَ المستقيمِ المفجعِ
فهجرتُ في ساح التقى أكذوبةً .. وخططتُ في قلب الحقيقةِ مضجعي
في الشام أحوالُ الحياةِ تغيّرت .. إنّا نتابعُها بقلبٍ موجعِ
هذي الكوارثُ قد أتتها بغتةً .. إذ حاصرتها من جهاتٍ أربعِ
وشكت إليَّ بعبرةٍ محمومةٍ .. فأجبتُ : تنقصُنا الكرامةُ والسعي
لمّا قرأتُ قصيدةُ وطنيّةً .. قالت : نزارُ شبعتُ من هذا اللعي



#نزار_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوكبنا الدريّ وداعا
- من يوميات الجحيم2
- من يوميات الجحيم 1
- منطق التاريخ
- تحية إلى الدكتور يوسف زيدان
- اللاميّة 322 بيتا
- غربتان
- ديوان المثاني 3
- ديوان المثاني 2
- ديوان المثاني 1
- اللاميّة
- وداعا خلدون جاويد
- في رحاب وليد جمعة
- الشعر تفسدهُ المشاعرْ
- أحمد الصافي النجفي
- هذيان
- مظفر النواب وداعا
- إنسان
- حنين
- في رحاب الجواهري


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار ماضي - حكاية حب دمشقية