رامي الابراهيم
كاتب، صحفي، مترجم، لغوي، سينمائي
(Rami Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 09:54
المحور:
حقوق الانسان
أنا بصراحة لا أرتاح لهؤلاء الذين يتفاعلون بمبالغة مع الرائج و الراهن في أجهزة الإعلام ( الماس برودكشن) و أنظر إلى هذا الجمهور على أنه "مرعب" و "عدائي" لأنه يتصرف و ينفعل و يفكر ويتفاعل بشكل "قطيعي"! أعتذر للكلمة لكن الإستجابة القطيعية و التفاعل القطيعي عادة ما يكون مرعباً للمثقفين و الافراد.عادة ما تصل مثل هذه الأخبار إلى الجمهور العريض عندما تكون قد فقدت قيمتها و عندما تكون المعرفة بها قد اصبحت عبثية ومع ذلك يبدي الجمهور تفاعلاً "مرعباً" معها! لم أر صور سجن صيدنايا ولا اريد ان أراها لأسباب كثيرة ساقول بعضها. أولا لأنني كنت أشتري مجلات جمعيات حقوق الإنسان من مكتبة الاستاذ عبد الحفيظ الحافظ في حمص و قد كان وقتها الأمين العام لحزب العمال الثوري العربي الدميقراطي و أحد اقطاب إعلان دمشق البارزين. و كان يقول لي في كل مرة " ترا هاي اذا بتنمسك معك فيها سجن من سنتين إلى تلات سنين إذا كانوا "كيوت" معك. لا تعطيها لحدا بتشك فيه وإذا حسيت بخطر اخفيها أو احرقها" كنت أقرأ فيها عن المعتقلات و ظروف الاعتقال و أشكال التعذيب و أسماء المعتقلين و حتى اسماء الممنوعين من السفر. يعني كنت أدفع المال و أعرض نفسي للخطر وكان السوريون وقتها يشاهدون تلفزيون النظام السوري الذي يحدثهم عن معتقل ابو غريب و الانتهاكات الأمريكية لحقوق الإنسان و كانت عامة الشعب تردد كلام أجهزة الإعلام و كانت أحياناً كارثة الكوارث تقع عندما اقول لهم: " لدينا في هذا البلد اللي الله حاميه معتقلات يعتبر أبو غريب بالمقارنة معها منتجعا سياحيا خمس نجوم أو أكثر". و عندما كنت اقول ذلك كان الناس البسطاء ينبحون علي بضراوة كلب مسعور جائع داعس على دنبو وإجرو اليمين تركتور قاطر معو تريلا معباي زبل. بيكفي هاد السبب اما بدكن اكتر؟
الآن قد ياتي من يحدثني عنها وقد شاهدها بينما يفصفص البزر و يدخن الشيشة و قد أقول له: "لا يهمني" فيزاود علي بالوطنية و حقوق الإنسان و قد "ينبح" علي ايضاً نباح كلب مسعور داعس عدنبو و إجرو اليسار تركتور قاطر تريلة زبل! فهمتوا ليش ما بحب الماس برودكشن و المعرفة المتأخرة"؟ لإن عندي رهاب من أي قطيع في العالم حتى و لو كان في مسيرة أو مظاهرة للمطالبة بحقوق الإنسان.
#رامي_الابراهيم (هاشتاغ)
Rami_Ibrahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟