أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - ماذا حدث في سوريا، وماذا ينتظر الطبقة العاملة في المنطقة والعالم؟















المزيد.....

ماذا حدث في سوريا، وماذا ينتظر الطبقة العاملة في المنطقة والعالم؟


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتسارع الاحداث في منطقة الشرق الاوسط او غرب اسيا وفي العالم كله وكل ذلك مرتبط بالصراع المستعر بين الاقطاب الرأسمالية الكبرى. فعدا الاحداث في سوريا، فرضت الاحكام العرفية لساعات في كوريا الجنوبية بهدف الانقلاب على السلطة وهي المحاولة التي فشلت، وقرر الغاء نتائج الانتخابات في رومانيا بعد فوز كالين جورجيسكو المتعاطف مع روسيا والذي يدعو الى انهاء الحرب في اوكرانيا، وتستمر الثورة المخملية في جورجيا واحداث كثيرة اخرى ولكن الحدث الاهم هو سقوط نظام الاسد ووصول جماعات الاسلام السياسي السني الى الحكم، واهمها ما تسمى " هيئة تحرير الشام" وهو اسم جديد لتنظيم القاعدة.
ان الاحداث في سوريا هي نتيجة صراع عالمي اكثر من كونها نتيجة صراع سوري، والاطراف الاساسية هي قوى عالمية ولم تكن جماعات الاسلام السياسي الا اداة تنفيذ.

مما لا شك فيه، ان سقوط نظام بشار الاسد هو هزيمة للقطب الروسي-الصيني قبل ان يكون هزيمة لما يسمى " بمحور المقاومة". كما ذكرت في مقالة سابقة لكل طرف شارك في العملية الحالية ضد نظام بشار الاسد اهدافه الخاصة به ولكن الهدف الاساسي كان الحاق هزيمة بروسيا وخاصة ان الغرب يواجه هزيمة في اوكرانيا اذا لم يحدث تغير جوهري في الوضع الحالي.

احد اهداف الغرب واسرائيل من قلب النظام في سوريا هو هزيمة " محور المقاومة" وعزل حزب الله عن ايران. ولتركيا طبعا اهدافها في تحويل سوريا الى دولة تابعة لها سياسيا واقتصاديا واستقطاع اجزاء منها واعادة اللاجئين السوريين وتوطين كل الارهابيين القادمين من كل بقاع العالم مثل مقاطعة سنجان الصينية واذربيجان وتركمستان والشيشان والبانيا وعشرات الدول الاخرى في سوريا والتخلص من خطرهم وفرض التراجع على القوى الكردية.

ولكن كان الهدف الاساسي من العملية التي اطلقتها الجماعات الاسلامية المدعومة من الغرب واسرائيل وتركيا هو اشعال حرب في سوريا من اجل اجبار روسيا على ارسال قوات الى هذا البلد، وارهاق وتشتيت قوة روسيا وبالتالي اضعافها والحاق الهزيمة بها في اوكرانيا او القضاء على نفوذها في سوريا وحتى خلق لحظة مشابهة لسقوط سايغون وكابل لروسيا.

بعد انطلاق العملية كانت روسيا امام خيارين، اما الدخول بقوة لصالح نظام الاسد او التخلي عنه بشكل كامل والحد من خسائرها. اننا كنا من بين المعتقدين بان روسيا لن تتخلى عن نظام الاسد لما تمثله سوريا من منطقة نفوذ مهمة لروسيا. ولكن بعد تقيم الوضع قررت القيادة الروسية التخلي عن نظام الاسد وعدم ارسال اي قوات الى سوريا وخاصة في وضع لم يكن بإمكان حزب الله من ارسال قوات الى سوريا بسبب الضربة التي تعرض لها والقصف الاسرائيلي، وتبين هزالة القوى الطائفية الشيعية في العراق وقصر يد ايران نفسها. في خضم حالة الارباك التي عصفت بروسيا واطراف مايسمى بمحور المقاومة، وجد نظام حافظ الاسد نفسه وحيدا في مواجهة الجماعات الاسلامية المدعومة بقوة من الغرب واسرائيل وتركيا. من الواضح ان النظام السوري وقواته المسلحة قررت عدم القتال وتسليم المدن الاساسية بما فيها دمشق الى القوى الاسلامية وخاصة انه واجه قوات تتقدم من الشمال والشرق والجنوب. لقد اختفى الجيش السوري، فأما ترك افراد هذا الجيش مواقهم وأسلحتهم او انتقلوا الى مدينة اللاذقية وطرطوس الساحلية.
هناك صمت روسي وايراني مريب حول ما حدث، وهذا ما يثير التكهنات باحتمال وجود تفاهمات ضمنية بقبول روسيا وحلفائها بهزمية في سوريا والخضوع للامر الواقع. ان الانتقال السلمي والسلس للسلطة وبقاء مؤسسات النظام يؤكد هذا الامر ويؤكد وجود تفاهمات معينة بين قوى النظام والقوى التي استولت على الحكم. ان السبب الاساسي لماحدث هو ضعف القطب الروسي في هذه المرحلة في الشرق الاوسط وتلاقي عوامل كثيرة ادت الى تسارع الاحداث بشكل فاجئ الجميع.
بعد سقوط نظام الاسد تقترب الخطة التي وضعتها القيادة الامريكية بعد احداث سبتيمبر 11 باحتلال وتغير النظام في سبعة دول كانت خارج نفوذ الغرب وهي افغانستان، العراق، ليبيا، صومال، سوريا ولبنان وايران من نهاياتها. لم يبقى من تلك الدول الا ايران.

ان ماحدث هو خسارة روسيا لمعركة في حرب طويلة بين القطبين العالميين ستمتد ساحتها الى افريقيا والشرق الاوسط وامريكيا اللاتينية واسيا. لم يكن لروسيا اي دور عندما قرر الغرب شن الحرب على افغانستان وليبيا والصومال والعراق ولكن تغير الوضع واي تدخل من الغرب في اي منطقة في العالم يواجه بمقاومة من روسيا وحلفائها. وسوف يشتد هذا الصراع خاصة بعد انتهاء الحرب في اوكرانيا. فكل الاقطاب الرأسمالية تسابق الزمن لتحسين مواقعها في المواجهات المقبلة.

ان سقوط نظام الاسد على ايدي المجاميع الارهابية، هو ليس حدث ايجابي و لن يجلب اي سلام الى سوريا او المنطقة. فرغم تصريحات القوى التي استولت على السلطة في سوريا حول توحيد سوريا وبناء علاقات طيبة مع دول المنطقة، ورغم ربما وجود نية لتجنب تجربة ليبيا وبداية مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في سوريا وموجه جديدة من الهجرة، الا ان تجربة العراق وليبيا، والصومال وافغانستان والعراق وطبيعة القوى التي هيمنت في سوريا والدول التي تدعمها لا تبشر بخير. ان هذه القوى لا تتوافق مع المجتمع السوري المدني. فعدا القمع الذي يتنظر المجتمع السوري مع ترسيخ هذه القوى لسلطتها، يستبعد ان يتم تحسين الاقتصاد بشكل ملحوظ، وخاصة انه ليس مضمونا ان يرفع الغرب الحصار على سوريا مثل ما حدث مع افغانستان. ويبقى خطر تقسيم سوريا الى مناطق نفوذ وكانتونات وحتى اشتعال حروب داخلية على غرار ما حدث في ليبيا. وسيكون للأحداث في سوريا تأثير على الوضع في العراق. ان بروز دولة تحكمها مليشيات سنية في سوريا تدعمها دول مثل تركيا مع تدخل الغرب واسرائيل سوف يزيد من الانقسامات والصراعات الطائفية في المنطقة وقد ينشط القوى الارهابية في العراق. وبعد حسم السلطة في سوريا لصالح الغرب، قد يتم استهداف العراق واخراجه من تحت نفوذ ايران وتقليم اظافر المليشات الشيعية كما وعدت اسرائيل.
كما ان روسيا التي ستقبل بالهزيمة مؤقتا سوف لن تتخلى عن منطقة الشرق الاوسط وستبدا مواجهات جديدة في هذه المنطقة في المستقبل.

ان الخاسر الرئيسي من هذا الجو الرجعي والكئيب هو الطبقة العاملة والجماهير الكادحة وخاصة النساء. والحل هو ليس بالوقوف مع هذا المحور او ذاك بل فصل الصفوف عن كل هذه الاطراف وبناء جبهة تقدمية تكون الطبقة العاملة عمودها الفقري. ان بناء مثل هذه الجبهة في المنطقة لها امتداد عالمي هو الامل الوحيد لإنهاء معاناة الجماهير في هذه المنطقة بما فيها جماهير فلسطين. امام الشيوعيين و القوى التقدمية في العراق مهام كبيرة للوقوف بوجه السيناريو الاسود الذي قد يطغي على المنطقة والعراق.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويستمر الكابوس الذي تعيشه البشرية!
- عودة ترامب للحكم والآمال الكاذبة!
- حول تشكل الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني!
- يجب فضح حملة الغرب الاخيرة ضد حرية التعبير!
- مشروع -تعديل- قانون الأحوال الشخصية العراقي يعكس إنحطاط الاس ...
- اراء حول محاولة اغتيال دونالد ترامب!
- نيل جوليان اسانج لحريته، دليل على اهمية الارادة و النضال الا ...
- مرة اخرى، حول موقف منصور حكمت من تعدد الاقطاب العالمية!
- لا هي -نيوليبرالية- ولا -كليبتوقراطية-، بل رأسمالية حقيقية!! ...
- لماذا كل هذا الرعب من احتجاجات الطلاب في الجامعات الغربية؟
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- رأسمالية السوق الحر تسلك نفس مسار رأسمالية الدولة!.
- خطاب روشي سوناك، علامة ذعر الطبقة الحاكمة!
- مجاعة غزة، وصمة عار على جبين البشرية!
- قرار محكمة العدل الدولية صفعة قانونية واخلاقية لإسرائيل والغ ...
- استقالة غاي ومقابلة البرغوثي!
- مؤتمر المناخ، -كوب 28-، والانحدار الى الحضيض!
- غلق مضيق باب المندب، محطة تاريخية مهمة!
- الفاشية تطرح نفسها كبديل من جديد!
- نظام الفرص المتكافئة ام النهب والاستغلال!


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - ماذا حدث في سوريا، وماذا ينتظر الطبقة العاملة في المنطقة والعالم؟