أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس الكيخوه - الأديان.... حقيقة أم وهم 2.














المزيد.....

الأديان.... حقيقة أم وهم 2.


فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)


الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتى اوصل الفكرة بطريقة أبسط ….قبل أشهر كنت أقف وأتأمل تمثال غاليليو في شارع Borgo Stretto في مدينة بيزا الإيطالية ، ومن منا لا يعرف تجربته الشهيرة من قمة برج بيزا حول الأجسام الساقطة ..
هذا الرجل الغريب من نوعه ،يعتبر أب العلم الحديث، لما قدمه من مساهمات كبيرة في علوم الفلك والفيزياء والرياضيات والكونيات وحتى الفلسفة ،وله اختراعات عديدة منها تلسكوب متطور يسمح برصد ووصف أقمار المشتري وحلقات زحل ومراحل كوكب الزهرة والبقع الشمسية و سطح القمر…
أعماله وأفكاره ونظرياته سمحت له أن يكون له علاقات واسعة وقوية مع أفراد من النخبة الحاكمة في إيطاليا وشهرة واسعة النطاق في إيطاليا وخارجها..
كان من الممكن أن يعيش غاليليو حياته كلها كأي رجل من نبلاء إيطاليا مادامت أفكاره ونظرياته هذه لا تتعارض مع العقيدة الدينية.ولكن ما كان يدور في عقل غاليليو كان أكبر وأعظم من أن يصمت..
إن تأييده لنظرية كوبرنيكوس حول مركزية الشمس وأن الأرض كوكب يدور حولها وهو ما أحدث نقطة تحول رئيسية في الثورة العلمية.،ألقت عليه أيضاً لعنه أصدقائه المتنفذين في الحكم وبالتالي لعنة الكنيسة ،فالعقيدة الكاثوليكية تبنت نظرية أرسطو حول مركزية الأرض لأنها توافق أفكار الكتاب المقدس ،أما غاليليو و تأييده لفكرة تناقض ما جاء في الكتاب المقدس ،فإن الكنيسة لن تسامحه على هرطقته هذه..وبالفعل تعرض غاليليو لمحاكمتين أمام السلطات الدينية للكنيسة، الأولى كانت عام 1616، والثانية عام 1633، فأُجبر على التراجع عن أفكاره وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية بقية حياته..
كيف تسمح الكنيسة الكاثوليكية وهي التي تؤمن بأن الكتاب المقدس حقيقة مطلقة وخط احمر لا يجب أبدا الشك فيه ،أن يأتي أي شخص حتى لو كان يمتلك علما وفكرا وشهرة غاليليو ويؤيد هرطقة ويزرع الوهم في عقول الناس !
في المحكمة الثانية ،حكم عليه مدى الحياة، ثم تم تخفيض هذه العقوبة لاحقا إلى الإقامة الجبرية الدائمة في بيته بأرتشيتري، جنوب فلورنسا، وأُجبر أيضا على سحب دعمه علنا لنظرية كوبرنيكوس.كما أن غاليليو منع من استقبال أي زائر أو طباعة أي عمل من أعماله حتى وفاته عام 1642…..
إذن نحن الآن أمام نقطتان لا غيرهما ..الحقيقة المطلقة يمثلها الدين،والوهم والهرطقة الذي يمثله العالم غاليليو.. ألسنا متفقين على هذا ؟
مرت عقود كثيرة على (وهم) غاليليو هذا، خلالها قطعاً لم تتوقف الأرض عن الدوران حول نفسها وحول الشمس ،وخلالها أيضاً جاءت أبحاث ونظريات كثيرة تؤيد دوران وكروية الأرض ومركزية الشمس. .في عام 1758، رفعت الكنيسة الحظر المفروض على معظم أعماله التي تدعم نظرية كوبرنيكوس، لكنها لم تسقط معارضتها لمركزية الشمس تماما حتى عام 1835. وفي القرن العشرين، اعترف العديد من الباباوات بالعمل العظيم الذي قام به غاليليو..
ولكن استغرق الأمر 359 عاما حتى عام 1992،حيث أعرب البابا يوحنا بولس الثاني في تصريحات رسمية عن الخطأ وعن أسفه بشأن كيفية تعامل الكنيسة الكاثوليكية مع قضية غاليليو…
ومن جهة أخرى ،العلماء والمفكرين والفلاسفة التي يتفاخر بهم المسلمين اليوم والتي يسمونها بالحضارة الإسلامية زوراً وبهتاناً ،كانوا في حال ليس أفضل من غاليليو ،معظمهم اتهموا بالكفر والهرطقة والزندقة ،منعت وأحرقت كتبهم لأن تعاليمهم وأفكارهم الفاسدة والضالة كما يدعون تعارض مسلمات الدين في التشكيك في الدين والنبوة…
ولا زال الكثير من رجال الدين إلى يومنا هذا ، يؤمنون أن القرآن حقيقة مطلقة ،وأن الأرض مسطحة وأن الشمس هي التي تغرب إلى مستقر لها وتسجد إلى الرحمن كل يوم …تخيلوا!!!!!!
اليوم ،أنا أسأل الجميع ، من يحاول تنوير العقول ومن يحاول تخديرها ؟ من كان على حقيقة ومن كان على وهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا على يقين تام أن معظمنا في نهاية المطاف سوف يقف عند الدين وقفة الحجر،وهذه حقيقة أخرى،لأن السؤال المعرفي الذي يقود إلى الشك في السردية الدينية بحد ذاته مرفوض في الأديان ،لأنه بحد زعمهم يقود إلى الضلال والهلاك، ولأن الوهم الذي يعيشه المؤمن والذي يجلب له الطمأنينة هو أفضل من كل الحقائق والدلائل التي يحس أنها تحاول أن تنتزع منه تلك الطمأنينة التي وضع نفسه فيها…يستمر الوهم...
دعوني أختم بمقولة رائعة للدكتور علي الوردي " إن التجديد في الأفكار هو الذي يخشاه مشايخ الدين لا الأفكار ذاتها فهم لا يخشون كروية الأرض بقدر ما يخشون الجدل الذي تثيره هذه الفكرة في عقول الناشئين ".
لا تنسوا يا اصدقائي أننا أبناء اليوم……..

تحياتي.
الأديان بشرية الصنع والاستيراد والتصدير.



#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديان.... حقيقة أم وهم 1.
- قصة وتعليقات ثم ازدواجية المعايير.
- انتكاسة العقل البشري.
- المشكلة في عقلي أم في ؟
- لا إكراه في الدين.
- الارهاب يعيش بيننا.
- وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ 
- كل مسلم ارهابي ،لو اتبع القرآن والسنة......السيد أحمد القبان ...
- هل صدق الله العظيم....4
- الشخصية المحمدية....في سطور 10
- الشخصية المحمدية....في سطور 9
- الشخصية المحمدية...في سطور 8
- الشخصية المحمدية....في في سطور 7
- الشخصية المحمدية..... في سطور 6
- الشخصية المحمدية...في سطور 5.
- الشخصية المحمدية...في سطور 4
- الشخصية المحمدية...في سطور. 3
- الشخصية المحمدية..في سطور 2
- الشخصية المحمدية...في سطور 1.
- تفاسير القرآن كلها.....باطلة.


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس الكيخوه - الأديان.... حقيقة أم وهم 2.