أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كريم اعا - هذا هو أبي: محمد إعا - شذرات الرحيل الفايسبوكية















المزيد.....



هذا هو أبي: محمد إعا - شذرات الرحيل الفايسبوكية


كريم اعا

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 17:29
المحور: سيرة ذاتية
    


شذرات الرحيل الفايسبوكية
07 أبريل 2024
ترجل عن صهوة الحياة والدي العزيز محمد بن لحو ليلة السبت اﻷحد تاركا في القلب غصة قاتلة وفي الروح جرحا لن يندمل.
سيوارى جثمانه الثرى بأيت موسى وعلي يوم اﻷحد بعد صلاة الظهر.
لن تكفي الكلمات للتعبير عن ألم فراقك وحزن رحيلك لكنها دورة الحياة أيها الطيب.
ستظل في القلب حبيبا وفي العقل نبراسا وفي الذاكرة كنزا.
10 أبريل 2024
كيف يستقيم عيد ولي في التراب قطعة من القلب تستريح.
كيف يستقيم لي فرح وفي الثرى جزء من الكيان يرقد.
كيف يستقيم لنا حبور وأنت غائب عن ناظري، يا أبي الذي كان صديقا وأخا ورفيقا ووالدا.
لن نعيش الغد كما عهدنا وكما علمتنا.
لن تكتمل تركيبة جلستنا الصباحية، ولن تتزين زوايا بيتنا بعذب عطرك، ولن تكون البسمة شهد استيقاظنا.
سنفتقد نشاطك وهمتك وقياديتك وعذب كلامك.
غادرت الزوايا التي بنيتها بصبر وجلد وأنفة وتحدي يليق باﻷحرار.
تركتنا بعد أن أسست لنهج إنساني رفيع ولتاريخ يخلص لقيم العطاء والذوذ عن الحق.
لن تشرق شمس الغد وهي تحمل نور الفرح على بساط الحياة.
آه أيها الشيخ الذي تعدد مريدوه وكثر أصدقاؤه لم عجلت الرحيل!
لن ننساك لحظة ﻷنك تسكننا وتنعشنا وتهدينا.
صوت حكمتك ونصائحك لا يزال يملأ فضاءاتنا.
دمت ذكرا طيبا وذكرى سرمدية يا أبي.
أيت موسى وعلي تبكيك ولن تنفك عن عرض مناقبك وعطاءاتك.
نم مطمئنا يا أيها الطيب الصنديد.
13 أبريل 2024
أسبوع مر على رحيلك يا أبي.
لم تغب لحظة عن مخيلتنا وجلساتنا وسكناتنا وهمساتنا.
لم تمت ﻷن الطيبين لا يموتون وإن رحلوا.
لم تمت ﻷن من زرعوا الخير لا يموتون وإن غادروا.
سطرت وجودا يليق بمرورك في هذا العالم.
استثمرت في النبل والعطاء والفكرة والبيئة وكل ما يعزز رقيك.
هل نستطيع يا أبي الطيب أن نكون أغصانا في شجرة إزهارك العظيمة؟
هل بمقدورنا أن نخلص لنهجك وصبرك وإيثارك وصدق انتمائك؟
أسبوع غياب كله حضور أيها العزيز.
سنظل نرثيك ما حيينا وما بقي فينا نفس وهمس.
13 أبريل 2024
علمتنا يا أبي أن العطاء اختيار ومتعة وامتحان.

13 أبريل 2024
لي أب حملني وسأظل أحمله حتى ينطفئ نور العيون للأبد.
14 أبريل 2024
في عز الحزن وألم الفراق، يحضر العزيز أبي في تمسكه بالثقافة المحلية ونصرته لعاداتها الغذائية.
لم يكن يعشق غير ما تنتجه أرض زيز من نبات وحيوان وطير وألبان وزيوت وفاكهة وغيرها.
كان سباقا لممارسة ما ينادي به أصحاب "البيو" من ارتباط بالطبيعة وتعلق بما تخرجه اﻷرض بدون تدخلات صناعية مبالغ فيها.
كان يعشق الخضرة وينادي باﻹكثار من غرس الشتلات وتحويل الأرض لربوات وأجمات وغابات...
أنت دائم الحضور أيها العزيز ﻷنك زرعت حبك في أفكارنا وأحلامنا وتطلعاتنا وممارستنا اليومية في مختلف تجلياتها.
نم قرير العين أيها الطيب فلن يخفت ذكرك ولن ينخفض منسوب حضورك.
أنت من علمتنا أن العطاء شجرة ماؤها اﻹيثار وتربتها الصدق في القول والفعل.
عمت مساء أيتها الروح الطفولية التي لن تكبر.
14 أبريل 2024
علمنا أبي أن العطاء شجرة ماؤها اﻹيثار وتربتها الصدق في القول والفعل.
14 أبريل 2024
كلما تقاطعت خدمة اﻵخر بخدمة أسرته، كان العزيز أبي دائما ما يضحي باﻷخيرة.
لم أعهده يوما ممن ينتصر لأناه المرضية.
17 أبريل 2024
كان الراحل أبي يحثنا وجميع معارفه على السير منتصبي القامة ومرفوعي الهامة.
لم يكن يستسيغ طأطأة الرأس أو السير منكسرا.
يحدث كثيرا أن يوقفك ويعدل هيأتك ويسوي وقفتك قبل أن يأمرك بمواصلة المسير.
18 أبريل 2024
اعتبر الراحل أبي المظهر اللائق والمتناسق أحد عوامل نجاح المعلم في مهمته التعليمية والتربوية داخل المؤسسة وخارجها. بذلاته وقمصانه وباقي ملابسه تشهد على ذوق رفيع ورفاه مشاعر وعشق حياة.
18 أبريل 2024
ازددت يقينا يا أبي وأنا أرى حرقة معزين لا أعرفهم أن يسراك فعلا لم تكن تعلم ما تقدمه يمناك.
20 أبريل 2024
مر أسبوعان اثنان على غيابك الجسدي أيها العزيز الطيب.
هل أقول سرا إن أكدت أنك لم ولن ترحل.
تربيتك لنا ولغيرنا بالقدوة جعلتك دائم الحضور وخالدا يا أبي.
قطرات المطر التي تبلل أرض حاصرة عبيد البخاري في هذه اللحظات تحمل متمنياتك الخيرة للجميع وشكرك النابع من إيمان راسخ وفرحك بإزهار اﻷرض والحيوان والبشر رائحة التراب تحمل إلينا سلامك الدافئ ووصاياك اﻹنسانية وإرثك الزاخر.
لم نكن نتوقع أن تغادر بهذه السرعة أيها الشهم الطيب لكنها دورة الحياة التي لا ترحم. 
21 أبريل 2024
في كل ركن من أركان البيت تلاقيك قنينة عطر.
كان أبي عاشقا للعطور والروائح الزكية.
كنت وأنا طفل صغير أنبهر بأشكال القوارير وحجمها ولونها وما تختزنه في جوفها من عبق يحرص العزيز على نثره أينما حل وارتحل. معارفه وأصدقاؤه كانوا يهدونه مما يعشق ويحب.
كان أبي يقتني الساعات اليدوية ويحفظها في صندوق يضمنه مقتنياته الغالية.
كنت وستظل عنوان محب للحياة ومقبل على العيش لكن بإيثار وتواضع وفي الظل.
عبق عطورك لن يختفي من زوايانا أيها الغالي الطيب.
21 أبريل 2024
للراحل أبي عدة تشذيب أشجار لم يكن يغفل عنها أبدا.
مغروسات حديقة البيت ووردها كان آخر ما رعت يداه قبل أن يقعده المرض.
كلما تفتحت زهرة أشرقت أيها المعطاء الغالي.
22 أبريل 2024
عمت مساء أيها الطيب الغالي.
كلما لمحت كتابا في زاوية إلا وتحضرني مكتبتك التي كانت، ونحن أطفال صغار تبدو كمغارة كنز ثمين. مع دررها تصالحنا واللغات، عربيتها وفرنسيتها وأنجليزيتها.
كانت بحق خزانة تليق برجل تربية وتعليم: مراجع اللغات والتاريخ والجغرافيا والعلوم واﻵداب والفلسفة والكثير من الشعر والمسرح... تاريخ الثورة الفرنسية ورموزها اﻷدبية كان باذخا في فهرس رفوفك.
تعلمنا كيف نطوع المعاجم ذاتيا وبتقاسم ينهل من التثقيف بالنظير قبل أن ندركه.
أحببنا قراءة الروايات لفطاحلة اﻷدب الفرنسي وحفظ أشعار رواد الملاحم والهجاء والمدح...
تعلمنا مبادئ اﻹنجليزية في محراب عشقك للثقافة اﻹنسانية وسعيك الدائم نحو الانفتاح على ثمارها.
كنت حريصا على تضمين مكتبتك شتى المنابع والتوجهات وتركت لنا حرية التحليق كل وفق إيقاعه وميولاته فأصبحنا ما نحن عليه اليوم اختيارا واقتناعا واستقلالا.
لا أتذكر يوما أنك قدتنا في درب محدد، كنت تصر أن نكثر من القراءة وأن ننفتح على الجميع وأن نحسن استعمال العقل ونخلص لاجتهاداته، وأن تكون خدمة الصالح العام بوصلتنا وألا نسيء ﻷحد كيفما كان.
تركت لنا إرثا ثقافيا سعينا، قدر مستطاعنا اﻹخلاص لرسالتك وتطوير ما يبدو لنا مسارا يليق بنهجك ووصاياك.
كلما قلبت كتابا وفتحت دفتيه تشرق ابتسامتك وحزمك وحرصك أن يقرأ جميع أبناء المنطقة ويجتهدوا ويكدوا. أدركت باكرا أن العلم سفينة أبناء الفقراء للنجاة من عالم الجهل والبؤس فسعيت بما أوتيت من قوة وعزم لتأدية رسالتك التنويرية وتبليغ أمانتك اﻹنسانية.
نم قرير العين أيها العزيز الرائع فما زرعته كلمات قد أينع قصائد. وما نثرته حروفا قد أزهر عقولا تغني كرمك.
مكتبتك يا أبي إرث وميراث لن يندثر مادمنا لنبلك وشهامتك وإيثارك حافظين.
24 أبريل 2024
صباح الخير يا أبي.
زقزقة الطيور الصباحية تحمل شيئا من عشقك للحياة ومن إصرارك على إدخال الطبيعة إلى وجودنا.
اﻷزهار والنباتات التي تصطادها عينك العاشقة لا تزال تزين المزهريات ورفوف الخزانات والمكتبات.
رسوماتك بالقلم الجاف جعلتنا نعشق الطير والزهر، وزادها خطك الجميل والمتناسق جرعة شاعرية إضافية.
ها أنا أقف على الشرفة التي كنت تستقبل فيها اليمامات الفرحة بوجودك، والنور المرحب باستيقاظك. أرقب اﻷفق الذي علمتنا ألا نغفل السير فيه بثبات وعلم وعطاء وخلق.
الصباحات لا يكتمل بهاؤها إلا وصورة ابتسامك تغشاها.
أنت حي في عيوننا وخالد في أرواحنا المهذبة بحكمتك.
صباح الحياة والعطاء والفرح للجميع. نحن من يصنع يومنا.
25 أبريل 2024
كان الراحل أبي يحثنا على الاستيقاظ باكرا مستحضرا قول والده، جدي لحو وموحى جبور: krate hane l gh nim te da t z rri
كانت كل الصباحات بالنسبة لهم فرصة للاستمتاع بالوجود ونافذة لعيش الحياة.
ها نحن أيها العزيز نكافح لنكون على قدر أحلامك وآمالك ﻷنها تعبر عن اﻹنسانية في أعظم تجلياتها.
صباحكم ورد ونشاط وعطاء ونضال أصدقائي، صديقاتي.
26 أبريل 2024
كيف لا تكون الصباحات جميلة وأنا أستقبلها أيها العزيز بعينيك وهما تشرقان وبكلمات: "صباح الخير ألغزال" وهي تخرج من ثغرك عامرة بالدفء والصدق.
كيف لا تكون ملهمة وأنت تؤثثها بحكمتك وهمتك ونشاطك الذي لم يفتر يوما.
أتذكر مثابرتك مع الفجر رغم قساوة الطبيعة في تلك البقعة الجغرافية التي احتضنتك وبادلتها عشقا استثنائيا.
أراك يا أبي وأنت ترمقنا واحدا واحدا، تهدينا بنظراتك وبقدوتك قبل كلامك. تحثنا على العلم والعمل بدون كلل. عملتك الدائمة كانت "قراوا، خدموا، عاونوا، ديروا الخير..." فيا ليتنا نخلص لنهجك أيها الشهم.
عيناك العسليتان لم تنطفئا يوما ولم ينكسر شعاع اﻷمل والتحدي فيهما. كيف لا وأنت من عانى الاعتقال التعسفي في طفولتك رفقة جدي الراحل أيام الاستعمار المباشر فكبرت محبا للحرية ورافضا للاضطهاد والاستبداد.
صباحكم ورد وحب وعطاء شعب الفضاء الأزرق. قراوا خدموا ديروا الخير…
27 أبريل 2024
ها هي الشتائل التي غرستها يا أبي العزيز تستمر في اﻹزهار وتحويل بعض من حديقة اﻹيغرم للوحة تليق بشاعريتك وحبك للأرض.
الزهور المتفتحة تبصم على روعتك وسموك وعلو حسك المعيشي. بتلاتها تحمل كرمك ونضارة روحك ونصاعة قلبك. كؤوسها تختزن الكثير من إرثك الثقافي المتنور وتميز نسيجك العلائقي. أسديتها يا أبي تنتصب حاملة جمال وقوة مرورك في هذا العالم. سيقانها المستقيمة تنطق الكثير عن استقامة وتميز ممارستك. أوراقها المخضرة تنتصر لفلسفتك الحياتية المبنية على العلم والعمل والإيثار. أشواكها تقول لكل المرضى والتافهين سلاما.
هو الورد الذي اشتريت شتلاته من بعيد وحملتها ككنز ثمين لتسكنها قصرك باﻹيغرم. ها هي تصر على الاستمرار وإهدائنا قبسا من نار حبك وحنانك.
صباحاتنا لا تكتمل إلا بذكرك وتذكر نزر مما نثرته في ذواتنا من طيب وحسن معاملة وتعامل.
صباح الورد الناصع لكل من يدرك إنسانيته ويصقلها ويصونها. صباح اﻷمل للجميع. قراوا، خدموا، ديروا الخير


28 أبريل 2024
21 يوما مرت على وفاتك يا أبي لم تغب عن أعيننا خلالها للحظة وعن قلوبنا نبضة واحدة.
لتسعد يا أبي فأشجار الزيتون التي عشقتها حد العبادة أزهرت وردا أبيض ناصعا كقلبك المحب للأرض وللخير.
أسراب النحل التي تتغذى على رحيق كؤوس زهرها تسبح باسمك وتشكر لك صنيعك. عرصة أمردول التي خططت صفوفها على ورقة أينعت، وها هي تعترف لعرقك بالفضل ولجدك بالجميل ولتضحياتك بالوجود.
أتذكر أيها العزيز كيف كنت تحث الجميع على غرس شتلات الزيتون ورعايتها حتى تزهر وتثمر. أرى اللحظة صورة الأكياس التي تصلك من تعلالين وإكرامن وهي تحمل "تكوسين" تسكنها الأرض في طقوس تعبدية تليق بناسك.
أستعيد دهشتك وأنت ترى بعضهم يقتلع في العتمة ما غرسته أو يسلط عليه محراثه أو دابته. كنت تطلب لهم الهداية وتتمنى أن يدركوا أهمية الغرس والاستثمار في المغروسات.
لم ترحل أيها العزيز حتى أشبعت عينيك وروحك من خضرة ما غرست وزرعت، ورويت ظمأك من ماء اﻵبار التي حفرت، وأكلت من ثمار ما حلمت وأملت وخططت وبرمجت.
هو الإيغرم الذي حملك وحملته بعمق. الأرض التي عشقتها فاحتضنتك وأزهرت فيها.
لا يأس مع الحياة يا سادة.
29 أبريل 2024
إنها تمطر يا أبي في اﻹيغرم.
مع كل قطرة نسمع صوتك وأنت تردد "ارويها ارويها الكريم ما هنا براني".
فرحة اﻷرض بالمزن تنطقها عيناك ويغنيها مديحك وشكرك.
كلما سمعت صوت الميازيب وهي ترعى الماء المتدفق نحو مجاريه تحمد وتثني وتفكر بالإزهار floraison الذي تراه في كل اﻷشياء الحية وأولها اﻹنسان.
بدويتك كانت راسخة في عشقك لرائحة التراب ونسيم الإشراقات وبهاء الربى وسمفونية الطيور ورونق الفراشات وبذخ الزهور وزلال الماء وابتسامة الناس...
بدويتك أخذت من اﻷرض كل مقومات الحياة ومن ثقافتك فن العيش بكرم وعزة وكرامة.
لم أعهدك يوما ممن يركعون أو ينحنون أو يلعقوناﻷحذية. وصيتك أن كونوا رجالا ولا تتشبهوا بالمنبطحين لا تزال تلهمنا وترشدنا وتؤطرنا.
هو المطر الذي يحملنا إليك ويحملك إلينا كلما زار إيغرمك وروى اﻷرض التي احتضنتك لتنبتك إلى ما لا نهاية.
استمتع أيها العزيز الطيب بالندى ورطوبة اﻷرض فلا شيء ينسينا وجودك رغم الغياب.
30 أبريل 2024
صباح الخير يا أبي الطيب.
صوت العود على أمواج اﻹذاعة يجعلنا نعيش معك نشوة اﻷلحان الجميلة ومتعة الكلمات المعبرة.
كنت عاشقا للفن الجميل وللطرب اﻷصيل.
كم تغنيت بعبد الوهاب وفريد.
صوتك وأنت القاعد في فراش المرض وهو يردد "عش أنت إني مت بعدك، وأطل إلى ما شئت صدك" كان آخر ما أسمعتنا قبل أيام من غيابك.
تحضرني آلة "الوتار" صاحبة اﻷوتار الثلاثة التي اقتنيتها من ايتزر أواسط ستينيات القرن الماضي وكيف كنت تروضها بأصابعك الكريمة. كيف كنت تصدح بالناي ألحانا شجية أبهرتنا ونحن أطفال صغار. كنت فنانا يحسن استعمال عديد آلات موسيقية دليل روح شاعرية وسمو مشاعر ورقي فن عيش.
لم تكن تفوت فرصة تشنيف مسامعك بما حلا من الألحان والأشعار.
كنت تلقي المتنبي وفطاحل المعلقات في خشوع لا يوازيه إلا جلساتك الصباحية لقراءة الحزب ومسايرة الفقهاء وهم يتلون اﻵيات في مناسبات لا تعد ولا تحصى.
كنت تحمل الشاعر والعابد في تناسق جعلنا ننمو باختيار حر واستقلال تفكير ووفرة عرض.
كنت يا أبي تعيش إيمانك لنفسك وتعمل لغيرك في إيثار قل نظيره.
جعلت الفن يسري في عروقنا والشعر يسمو في فكرنا؛ وأدركنا أن الحياة عطاء وبذل قبل أن تكون أخذا وتملكا.
كلما سمعنا صوتا جميلا يصدح تحضر أيها العزيز فأنت وجمال الروح وحدة. أنت وسمو الفكرة وجهان لعملة واحدة.
استرح أيها الرائع فما بذلته من جهد قد أزهر وأينع، وما زرعته من حب وتضحيات قد استوى وارتوى.
كان الراحل جدي ينعت آلة الوتار ب"أغنجا ن الذلة" ورغم ذلك ملكها أبي قبل أن يقرر ذات صيف التخلص منها للأبد.
30 أبريل 2024
"مزاح" اﻹيغرم لا يشبه "مزاح" باقي الأمكنة. يتأخر في أن ينضج ويحلى.
ما أروعك يا أبي إذ غرست ورعيت وسعدت.
إننا نستمتع بك وأنت في أشجارنا وورودنا ولوحات ما أبدعت يديك.


01 ماي 2024
مع كل أذان تحضر يا أبي.
كنت لا تفوت صلاة إلا لعذر قاهر أو عندما أقعدك المرض الشديد.
كنت تمارس شعائرك التعبدية بأناقة وأمانة لا تستحضر نفاقا ولا رياء.
المصاحف المبثوثة في كل الغرف تشهد لك بالقراءة المسترسلة والترتيل المنتظم. السجادات المتعددة اﻷلوان واﻷحجام تنطق بحبك الشديد لمعتقدك. كثرة سؤال المسمعين والحفظة عنك تشي بمدى عشقك ﻵيك.
أتذكر كيف كنت توزع ال 12 جزءا من المصحف عليهم واحدا واحدا وكيف كنت تختم قراءة 60 حزبا في "صدقة" واحدة. بريق عينيك والمدعوون يرفعون أكفهم للسماء كان حافزا لك وشاهدا على صدق سجيتك.
لم تكن تتخلف عن صياح المؤذنين صباحا رغم البرد القارس والرياح المولولة.
مكانك المحفوظ خلف اﻹمام لا يزال يحتفظ بطيب حضورك.
فقيه اﻹيغرم يذكر مبتسما كيف كنت تحمل أعواد الطيب المشتعلة إلى بيت العبادة كل جمعة وكل ليلة قدر وكيف كنت ترش العطور التي تعشقها على كل المصلين. كيف كنت تأتي بالشاي والسكر وقنينة الغاز لتحضير كؤوس الشاي للمستريحين ممن يقيمون ليلة 27 من رمضان.
أسوار مسجد اﻹيغرم تردد اسمك وتشهد لك بما قدمته في صمت وما آثرته على نفسك حتى يكون للمكان بيت عبادة يليق بأهله وبعابري السبيل.
ما هذا أيها الطيب إلا نزر قليل مما قدمته لمحيطك؛ دليل نضج فكري متفتح وحس إنساني رفيع.
لن تكفي الكلمات لعرض جزء من عطاياك وإسهاماتك، وما خفي منها لا يعلمه إلا أنت.
كنت يا أبي ابن إيغرمك وعشيرتك وقبيلتك لكنك ربيتنا على حب الناس والدراسة والعمل وفعل الخير وعدم الانحناء للذل والغطرسة.
نحن نراك في كل ما زرعت وغرست وبنيت وربيت.
كنت مربيا بالقدوة والحكمة ولا تتأخر في الاعتراف بالخطأ إن حصل وإصلاح ذات البين.
مسيرتك ومسارك مدرسة يا أبي العزيز فكيف لا نكون فخورين بك.
03 ماي 2024
ها نحن أيها الطيب متحلقون حول شاشة التلفاز نتابع نزالا في الفن أو الرياضة النبيلة كما كنت تحب تسميتها.
نستحضر حماسك والمتلاكمان يتبادلان اللكمات بخفة وقوة.
معك عرفنا محمد علي كلاي ومقولته الشهيرة حول الحركة كالفراشة والضرب كالنحلة. معك سمعنا الضربة القاضية واستوعبنا ما الضرب تحت الحزام يا أبي.
حتى وأنت تعيش أيامك اﻷخيرة كنت تتابع بعض النزالات؛ وكثيرا ما كانت حركات لاإرادية تخرج من ساعديك.
كنت يا أبي العزيز عاشقا للرياضة ولا تتوقف عن الحديث عن مشاركتك في المسابقات المدرسية وكثيرا ما رفعت إبهام يدك اليسرى لترينا آثار كرة طائرة لم تحسن ترويضها. معداتك الرياضية التي لا تزال تؤثث جزءا من غرفتك تشهد على رقي فكر وحس صحي متقدم.
كم حاولنا رفع كلل الحديد أو جر الخيوط البلاستيكية الستة دون نجاح.
كنا ننبهر لقدرتك على حمل اﻷثقال واستعمال الحبل بخفة وانسيابية تليق بمحترف.
حبك للرياضة طال تلامذتك في ايتزر أواسط الستينات، وجميع المؤسسات المدرسية التي أشرفت على تدبيرها.
كم كانت فرحتك كبيرة وأنت تستقبل الفرق المدرسية المتنافسة في مسابقة محلية، وتصبح أعظم حين يتفوق تلامذتك ويتحصلون المرتبة اﻷولى.
الكؤوس والدروع التي تعرضها في مكتبك وتحرص على إغنائها كل سنة ﻻ تزال تغني تضحياتك وتشجيعك للرياضة وإزهار أبناء بلدك.
لم تكن تمنعنا من ممارسة رياضاتنا المفضلة طالما آداؤنا التعليمي في المستوى المطلوب.
شكرا يا أبي الغالي أن أذقتنا من الفكر ومن فن العيش ما يجعلنا اليوم نتطلع لنحقق إنسانيتنا كاملة.
نزالات الملاكمة اﻹنجليزية صارت بالنسبة لنا أنت وأحلامك وآمالك.
05 ماي 2024
صباح الخير يا أبي.
ها قد حل الخامس من أيار ولم أسمع تهنئتك لي بعيد ميلاد جديد.
كنت حريصا على تذكيري كما بقية إخوتي بأعياد ميلادنا رغم أننا لا نحتفل بها ببهرجة أو طقوس خاصة.
أيام ميلادنا جميعا ظلت محفورة في ذاكرتك حتى آخر يوم من حضورك الجسدي.
كنا كنز جدتي التي طالما حلمت به وتمنته وأنت وحيدها الذكر وسط بنات ثلاث.
كنت تذكرني دوما بأن عبد الكريم من عائلة العبادلة، وكنت دائم اﻹحالة على أحد أسلافك عبد الجبار الموساوعلوي الساكن بقصر تغجدت كما يحلو لك أن تنطقها. تعرج على أسمائنا واحدا واحدا وتشرح دلالاتها وأسباب نزولها ومن أعجبوا بها فأطلقوها على ذريتهم.
تذكرني بميلادي في حاضرة عبيد البخاري ذات 1972 ورحلة الحمل مع مدام حجوي بقبة السوق، وكيف تحول بيتنا ببرج مولاي عمر لمكان لقاء للمعارف والعائلة التي قدم بعضهم من اﻹيغرم لحضور "السيبع" وإقامة طقوسه في قلب هضبة سايس وكأنهم في أيت موسى وعلي، ولزيارة الشيخ الكامل ومولاي ادريس.
تحكي عن فرح الراحلة جدتي عائشة نايت الحادج، والدتك، وكيف ترقص سعادة بميلاد من تسميهم إخوتك وليس أبناؤك.
تسرد قصة ذهابك ﻷحواز مكناس التي كانت كلها جنانا وتتدفق عيونا سلسبيلا لاقتناء كبش أقرن يليق بثالث أبنائك. تصر على حكي قصة خالي عسو وكيف اصطحب معه نفرا من أيت موسى وعلي خلق الحدث عندما حل بحاضرة عبيد البخاري. تتحدث بنوستالجيا عن تجربتك هناك وكيف عدت إلى البلدة إرضاء لوالديك المسنين والمصرين على رحلة العودة. كنت تسترجع مقولة جدتي "إياك أن تضيع قبري يا ولدي" في إصرار على عيش ما تبقى من العمر بأرض اﻷسلاف وبين حفدتهم. نوستالجيا أشبعتها عندما عدت إلى مكناس سنة 2008 وسكنت البساتين التي طالما حكيت عن خضرتها ومائها وغلالها، والتقيت بعضا ممن جايلتهم فيها فترة السبعينيات من القرن الماضي.
كنت لا تفوت صلاة بالمسجد حيث تتذكرون ما مضى وتسعدون بما أنتم فيه.
ها قد حل خامس مايو آخر أيها العزيز لكنه بطعم الفجيعة، وأصبح بداية تأريخ لحقبة رحيلك وحضورك الثابت في الغياب.
نحن أيها الطيب نستحضر ميلادنا وأنت واقف على باب الزمن وراع ﻷحلامنا وموجه ﻵمالنا. فقد عشت معطاء وبسيطا في الظل وفي صمت، لا تريد أضواء ولا بهرجة وكذلك نأمل أن نكون.
07 ماي 2024
اليوم ينقضي الشهر اﻷول لغيابك الجسدي يا أبي الطيب.
حضورك هو نور الصباح وإشراقة الشمس ونسيم البشائر.
ليتك صبرت قليلا لنزيد ارتواء من حكمتك وحكمك، واستمتاعا بظلك وسحر حضورك، لكنها دورة الحياة أيها الشهم رغم قساوتها ووطأتها القاصمة.
سنظل نكافح لنكون كما حلمت وأملت وتمنيت يا أبي العزيز.
"نمياواضن سبيح مش ران"، إحدى مقولاتك عندما يشتد الجدال أو الصراع مع طرف ما. كانت دليل مجابهة وكفاح وعزة نفس.
09 ماي 2024
مساء الخير يا أبي العزيز.
إنها المدرسة التي احتضنتك وأنت في سنوات طفولتك اﻷولى فبادلتها حبا وعطاء لما يزيد عن ثلاثة عقود.
مدرسة ايت موسى وعلي التي رأت النور في غرفة اقتطعها القايد عدي من مسكنه وأفرد لها بابا خاصا يلجه التلاميذ منذ سنة 1947 قبل أن تنتقل لموقعها الحالي.
مدرسة درست فيها سنوات الابتدائي اﻷربع قبل أن تذهب لاجتياز الشهادة الابتدائية في مجموعة مدارس الريش التي كانت المركزية الوحيدة بالمنطقة.
أتذكر أيها الطيب كيف كنت تحدثنا عن حزم المدير أوجيت أمقران محمد وهو يزور المدرسة ويتفقد اﻷقسام، وكيف كانت سيارته الويليس تجوب وديان وشعاب الريش والنواحي لحدود أسيف ملول قبل أن يغادر في منتصف الستينيات ويخلفه ذ. الزياني.
تحكي لنا قصص شغفك بالمطالعة وحبك للورق ورائحة المداد.
خطك الجميل والمتناسق دليل مسار دراسي شحذ بالاجتهاد والتضحية والعمل المضني يا أبي.
رحلت عن مدرستك في نهاية خمسينيات القرن الماضي ثم توجهت بعد إكمال السلك الابتدائي لثانوية العياشي بميدلت بداية الستينيات وتحصلت هناك على CES شهادة الدروس الثانوية لتنجح في امتحان ولوج مركز تكوين المعلمين بالرشيدية، والذي تخرجت منه موسم 1963-1964 وأنت فخور بشهادة إحدى مدرساتك التي ما أن نطق اسمك في حفل إعلان النتائج حتى صاحت قبل أن يعلنوا نتائجك: ."c est mon élève"
بدأت مشوارك التعليمي ولم تكمل عقدك الثاني بعد يا أبي ﻷن في عنقك أمانة والديك وأهلك ومحيطك الضيق والواسع.
بضع سنوات نقلتك مرة أخرى إلى مدرسة أيت موسى وعلي التي صارت منذ 1968 مجموعة مدارس ايت موسى وكلف بإدارتها ذ.بوزيان.
أمضيت بضع سنين وأنت تدرس ها هنا أبناء بلدتك وتحثهم على الاجتهاد والعمل لعلهم يتقدمون تعليميا واجتماعيا، قبل أن تشد الرحال نحو حاضرة عبيد البخاري: مدينة مكناس.
عدت لمدرستك مرة أخرى في بداية ثمانينيات القرن الماضي لكن مديرا ومسيرا ومدبرا بعد بداية تجربتك اﻹدارية بأموكر.
تغيرت تسمية المؤسسة من م.م.ايت موسى وعلي لم.م. مولاي اسماعيل بعد موجة الزحف على مسميات الجغرافيا والتاريخ المحلي.
أمضيت يا أبي الطيب أزيد من ربع قرن هنا في أرضك وبين أهلك.
حاولت بما أوتيت من حكمة وقوة أن تعيد للمدرسة وهجها وشيئا من العرفان لما قدمته لك.
كنا يا أبي نستيقظ لنتوجه لمدارسنا بالريش فنجدك قد غادرت نحو جبهتك.
كانت الاستقامة والعمل ثم العمل دستور نهجك ومنهاجك.
كن مطمئنا فما بدأ في عهدك وعهدتك بذرة قد أينع، وما انطلق فكرة قد صار بنايات وبشرا لم يعد يعيش معاناة ما ترك في جيلكم ندوبا أنضجتكم باكرا.
حضورك يا أبي الطيب في كل مكان.
يكفي أن اﻷشجار التي غرستها في ساحة المدرسة ورعيتها تبايع قلبك الطيب مع كل هبة ريح.
ما أعظم ما أسهمت فيه يا أبي الرائع من أشياء جميلة قدت بالحديد والنار.
12 ماي 2024
طاب نهارك يا أبي العزيز.
وأنا أرقب مسيرة سياح أجانب يسوقون مقطوراتهم حضرني حبك للسفر والتجوال والمغامرة.
تذكرت كيف كنت أيها الطيب تجوب الجبال في ريعان شبابك وتتسلق هاماتها في همة ونشاط يليقان بمستكشف.
أراك رفقة معارفك من الرحل بزيدات، وقد صرت السي المدير تفحص آثار "البرتغاليين" كما يتصور الناس هنا، وتصعد الأوتاد المثبتة في الصخر لتصل كهف الحراسة أو ما كان.
أسمع صيحاتك وأنت فرح بسكون الجبل ونسيم الهواء وسكينة الروح.
أعيش مع حكيك خضرة وصفاء تيسليت وإيسلي بإملشيل، ورهبة أخيام التي جعلتنا نتصور كهوفها كأنها خارجة من فيلم أسطوري.
جعلتنا نعشق الرعاة من قصصك حول كرمهم وتقاسمهم القليل الذي يملكون مع الزوار.
عرفتنا بأنواع اﻷسماك التي تحرس بحيرات أعالي اﻷطلس ووديانه. سيلرة لاند روفر علي وأختار تحولت في ناظري من وسيلة نقل لسفينة زمن ترحل بالمغامرين نحو عالم عجائبي.
لم تترك مزارا بالمنطقة إلا وشربت من مائه وأكلت من كرمه واستمتعت بينعانه.
كنا كلما سألناك كيف تتوجه كل هذه الوجهات وأنت لا تقصد معارف ولا عائلة تجيبنا بيقين وفرح: "فينما مشى عبد الله يلقى الله".
لم يحصل يوما أن خانك حدسك أو تخلى عنك حظك.
كنت تعود في كل رحلة بقصص عجيبة وآثار تسكنها مكتبتك لكنك كنت ترجع بعلاقات إنسانية جديدة تستمر ولا يتعبها الزمن.
كم كنت أيها الطيب بشوشا وحلو المجلس ويعول عليك.
الصور الفوتوغرافية لرحلاتك ستبقى دليل انفتاح ومغامرة واستشراف وحفر في الوجود يا أبي، لكن ما تختزنه ذاكرتنا عن حكاياتك وعبرك ودروسك إرث جعلنا ما نحن عليه وفيه اليوم.
شكرا أيها الغالي أن جعلتنا ندرك رحابة العالم باكرا وضرورة السباحة في بحره الغني لعلنا نحقق إنسانيتنا.
كم أنت رائع يا أبي بأسلوب عيشك المبدع والراقي.
13 ماي 2024
عمت مساء أبي العزيز.
ها أنت تحضر دائما وتمعن في جعلنا نؤمن أكثر أنك حي لم تمت.
أراك تدخل البيت وأنت تحمل شيئا جديدا كعادتك.
أخرجت كالساحر سندان إسكافي من وسط مقتنياتك، وبدأت تبحث عن قطعة خشبية تصلح قاعدة له. سحبت مطرقة و سكينا وساحب مسامير وعلبة تحمل مسامير من أحجام مختلفة من صندوق أدواتك، وبسرعة قياسية صرت إسكافي البيت؛ وبعده قد تداوي أحذية بعض أفراد العائلة أيضا.
كنت يا أبي الطيب متعدد الاهتمامات والمواهب.
الغرفة التي جعلتها مرآبك تشهد لك بإتقان النجارة وتطويع الخشب.
أدوات البستنة التي اقتنيت بعضها في سفرياتك نحو البيضاء أو حاضرة عبيد البخاري طالما عزفت وإياك لحن قلب التراب وزرع البذور، وتشذيب الشتلات وتهذيب قدودها.
حين يتطلب اﻷمر إصلاح الأسقف أو تسوية بعض الشقوق والحفر كنت تبين عن معرفة بفنون الهندسة والبناء. كثيرا ما رسمت تصاميم لما تريد أن تراه بناء أو زينة، وكثيرا ما استرشدت بمعارفك الحسابية والهندسية لتوجيه عمالك ومساعديك.
كنت أعجب لمشاركتك العمال في حمل اﻷثقال وكل أشغالهم الشاقة قبل أن أدرك وأنا أقرأ عن الاستغلال والاضطهاد أنك كنت ابن طبقتك ولم تغادرها حتى وإن تحسنت وضعيتك الاجتماعية ذات وظيف.
لم تلوثك الأنانية البرجوازية ولم تفسد روحك الجماعية ولا حسك اﻹنساني.
أبدعت في صنع لعبنا كالمقاليع والطائرات الهوائية وسيوف الخشب وسكاكينه... كانت أدوات عملك متنوعة وغنية تنافس بها أدوات مهنيين محترفين، رغم أنها كانت عرضة للضياع في بعض اﻷحيان بفعل فاعل لم تكن توليه كثير اهتمام.
كنت تعلمنا أن نكون مستقلين فكرا وعملا ومعيشا.
التربية الشاملة كانت عماد منهجك وعمود نهجك. كيف لا وأنت دائم الاستشهاد بإميل دوركايم وجون جاك روسو وآخرين.
معك أيها الطيب اكتشفنا أن الفرد طاقة لا حدود لها، وأن المرء بإمكانه استكشاف جميع الميادين والمجالات طالما توفرت اﻹرادة والمعرفة والعمل.
أنت يا أبي لم تكتف بسرد مبادئ التربية ونظرياتها علينا بل علمتنا ومحيطك بالقدوة فكنت صادقا في ما تصدع وتقول.
سنظل أيها الطيب نسترجع مناقبك لعلنا نكون الحلقة التي ستخلد إرثك وتطوره وتغنيه. كنت لنا أبا وأخا وصديقا ولهذا كان حدث فراقك جللا أيها الشهم وسيبقى.
18 ماي 2024
طاب صباحك أبي العزيز.
وأنا أتابع اللغط الدائر حول عيد الذبح العظيم حضرني عشقك لحفلات الشواء وحبك لما تنتجه المنطقة من لحم حيوانات وطيور.
أتذكر مداومتك على "الوزيعة" رفقة الراحل عمي بيهي الذي يعشق الحياة ويعيشها. وكيف كنت تشتري الجديان التي طالما ركضت في جبال بوحميد وأسامر كي تحتفل وتنتعش. كيف كنت تحرص على ذبحها وسلخها وإعدادها لجلسة تتحول لسمر ليلي باذخ. أراك جالسا حول الطاولة الخشبية وأنت تشحذ سكينك وتنظم أدواتك في تسلسل وحدك تعرف غائياته.
لا تنفك تحثنا على الاعتماد على النفس في أمورنا الحياتية واكتساب الخبرات التي تجعلنا في حل عن التبعية لشخص ما أو لجهة كيفما كانت.
منك تعلمنا بلغة موليير أسماء أعضاء الحيوانات وأطرافها، ووضعتنا على درب فهم تركيبتها البيولوجية وكيف تؤدي وظائفها. كانت كل جلسة وإياك أيها الشهم درسا في اللغة والعلوم والتاريخ والجغرافيا والثقافة العامة... كثيرا ما أوقفت أحدنا عن إكمال وجبته لتطلب منه البحث عن معنى لكلمة أو قاعدة لظاهرة بصرامة معلم لا يقبل إلا اﻹتقان.
كنت محبا للتجمعات يا أبي الطيب. ويكفي أن يخاطبك اﻷصدقاء "خاصك تكرمنا أسي محمد" لتحول البيت لمضافة يملؤها الزملاء والأقرباء والمعارف ومن يعشقون اﻷكل من مائدتك.
كانت عادة متأصلة أن تعد "أبلبول دوغو" كخاتمة للوليمة مهما تنوعت أطباقها وتعددت. كان ذلك ختما على ارتباطك باﻹيغرم وترابه وما يختزنه ويخرج منه.
كان بيتك محجا للجميع وزادته ابتسامتك وتلقائيتك رحابة أيها الطيب.
صرت توجهنا في أعمالنا وتفتح لنا مجال المحاولة والفشل، ثم المحاولة حتى أصبحنا ما نحن عليه اليوم.
لا أنسى أيها العزيز لازمتك "اكرمتينا الله يكرمك ويخلف عليك" كلما ازدردت طبق شواء مما كنت تهواه وتستلذه.
عشت نبيلا وراقيا ووفيا لجذورك وطبقتك يا أبي.
يعز علينا كثيرا أن نقول بموتك ﻷن ما زرعته لا يموت ولا ينتفي.
21 ماي 2024
مساء الخير أبي الطيب.
وأنا أقلب صفحات كتاب أثارني غلافه الذي بدأ يفقد صلابته وأوراقه التي تسرب إليها الوهن فبدأت تخرج من مكانها في غير نظام.
وقفت أمامي بحزم صانع تقليدي يعشق عمله ويهيم به قبل أن ينظر لعائده المادي.
أراك واضعا نظارتيك وممسكا بعدتك: مقص، أغلفة بلاستيكية، غراء، لصاق بلاستيكي، خيط، إبر، شيفرة، قطع ثوب، ورق مقوى...تسوي أدواتك فوق الطاولة وتأتي بالكتاب المعتل لتفحصه وتزيل عنه أثر الزمن والاستعمال بغير رفق.
تغرق في عملك يا أبي كأنك تعيد للحياة كائنا ولج مرحلة الموت.
تثبت اﻷوراق في مكانها، تستعين بالغراء أو بالخيط إن استعصت الحالة، تقوي الغلاف بورق مقوى إن تأكدت أن اﻷصلي قد رشي وتآكل.
تختار قطعة ثوب تليق بعنوان الكتاب ومضمونه. تلبسها جسم اﻷخير وتعدلها كمصمم أزياء. تثبتها ثم تدثرها بغلاف بلاستيكي تتقن مقاساته كمهندس ديكور.
تقلب الكتاب بين يديك يا أبي وفي عينيك بريق انتصار.
تطلق العنان ﻷوراقه كي تلمس النور وتداعب الريح.
تضمه إلى صدرك قبل أن تنتقل لعلاج كتاب آخر.
المصاحف بالبيت يا أبي لا تزال تحمل آثار تدخلاتك الجراحية والوقائية.
كتب مكتبتك مغلفة وصامدة وستعيش لعقود أخرى ﻷنك حصنتها ضد نوائب الدهر.
أتذكر أيها العزيز كيف كنت تأخذ عدتك وتتوجه بها نحو مسجد اﻹيغرم كلما لاحظت كتاب آي قد بدأ يتلاشى ويتضرر.
كنت حريصا على حفظ الكتب أيها الرائع ﻷنك أدركت باكرا قيمة القراءة والمطالعة. أولست من أخبرنا أنك وأنت يافع كنت تسوق حمارك عندما يفرغ حمله في البيدر وأنت تطالع رواية أو ديوانا تاركا له مهمة العودة نحو الحقول.
عشت محبا للورق واﻷقلام والكتب والدفاتر فغرست فينا شيئا من شغفك وولعك، كما نثرته في المدارس التي ساهمت في تدبيرها وتسييرها وفاء لبلدتك وحبا ﻷبنائها الفقراء.
كلما رأيت حامل ثقافة تحضر صورتك، كتابا، مجلة، لوحة، شريطا غنائيا، مسرحية، مباراة رياضية...يطل طيفك.
أنت سر كل ما هو جميل في حياتنا وأحلامنا يا أبي.
29 ماي 2024
صباح الخير أبي الطيب.
كاذب ودجال من ادعى أن الزمن ينسيك اﻷحبة ويطفئ حنين القلب لحضورهم.
كل ما في يومنا ينتهي إليك.
كل ما يشكل نهاراتنا ينطلق منك.
كل ما نحلم به يحمل شيئا منك وعنك.
أنت من علمتنا كيف نفكك شيفرة الكلمات.
أتذكر أيها العزيز كيف قرأت أغنية "جاري يا جاري" في إحالة لصراع الجارين السياسي، وكيف أدركت حينها أن اللغة حمالة أوجه ويتوجب تفكيك طلاسيمها.
علمتنا يا أبي ألا ننخدع بظاهر اﻷشياء وألا نكتفي بتحسين مظهرنا دون عمق كبير يسنده ويعطيه معنى.
لم يكن يعنيك اكتناز ولا مراكمة أرصدة بل كنت داعي عمل وبذل وحركة وعطاء.
حاولت جعل معارفك المتنوعة مدخلا لفهم الحياة والاستمتاع بالنزر القليل وعدم الالتفات للمبالغة في الاستهلاك.
كثيرا ما تحيل على مقولات علماء وأدباء وفلاسفة وأنت ترشدنا إلى اكتساب رؤية عيش ومضمون حياة يليق باﻹنسان.
أنت اليد التي شذبت أميتنا وجهلنا ورعت صوت العقل في ذواتنا فنبت أسئلة وقيما وعطاء.
ليس سهلا يا أبي أن تكون حالما وفنانا ونبيلا في أوساط ما قبل التاريخ لكنك كنت رائدا ومروضا ومرضيا.
01 يونيو 2024
صباح الخير يا أبي.
أتذكر بسطك معنا كلما أتى واحد منا موقفا لا يعبر عن همة وشموخ. "باو عليك أبو يكوران".
لم تكن لتقبل غير ما يثبت إنسانية ونبلا وسموا.
أراك يا أبي تجابه نوائب الدهر والبشر وأنت تبني حلمك وتشيد عالمك.
حزمك المبني على متمنياتك لتلامذتك بأن يحققوا ذواتهم ويساهموا في تحسين أوضاعهم وأحوال عوائلهم يشفع لك كما جيلك في تدريسكم.
نادرا يا أبي ما أتذكرك غاضبا وخارج طوعك. كنت لنفسك مروضا ولذاتك ممرنا.
أبتسم وأنا أستحضر مستملحاتك التي كانت جسرا لدروس حياة وعبر وجود.
02 يونيو 2024
طاب نهارك يا أبي العزيز.
كلما قرأت عن محنة أحد المواطنين مع المرض والتطبيب والصحة إلا وحضرت، وحضرت فلسفتك في التعاطي مع الحياة ومنعرجاتها ومنها المرض.
أتذكر كيف كنت تحرص على إبقاء عدة إسعافات أولية حاضرة دوما أينما حللت وارتحلت. مرهم ومعقم وضمادات ولصاق، مقص وملقط وقطع ثوب بيضاء كانت تحتل علبة تحضر عند كل طارئ.
كنت لا تتساهل مع الجروح وحريصا على علاجها حتى تلتئم.
كنت تحدثنا عن التراكوما وكيف صار مرهم العينين وتعهدهما بالنظافة الدائمة نداءك الدائم.
تحكي عن قصتك مع حصى الكلي وآلامها المبرحة وأنت في ريعان شبابك، وعن رحلاتك لمولاي يعقوب وسيدي حرازم وحامات م.هاشم. تروي بمرارة من عاد من حرب استنزفت قدرته على الصمود والتحمل. تتنفس الصعداء وأنت تتذكر كيف مرت تلك اﻷزمة إلى غير رجعة رغم بعض اﻵلام التي كانت تزورك بين الفينة واﻷخرى.
كنت يا أبي تكره المستشفيات ولا تحب التعامل معها رغم ثنائك على أطبائها وممرضيها وبنائك لعلاقات اجتماعية راقية معهم. كيف لا ومنهم تلامذتك ومن مروا في قاعة درسك أو في مدارس كنت مشرفا عليها.
كان لك يقين أن الطب لن يطيل عمرا بلغ حده ولن يرمم جسدا استنزف طاقته.
في إحدى أزماتك الصحية كنت توصينا وتأخذ تعهدات منا ألا ندع مشرطا يلمس جسدك الطيب أيها العزيز فكان لك ما أردت. لم يسمح قلبك للمشرط أن يتدخل ليصلح ما حل بالجسد من علة.
كنت مؤمنا بقدرك ولم تكن تخشى أجلك.
صرت تصرح أنك عشت ما كنت تحلم به وتتمناه، وأن كل مبتغاك أن تكمل مسارك في بيتك وبين أهلك وفي سكون وسكينة وكذلك كان.
لم نتصور يا أبي الشهم ألا تطول رحلتك معنا أكثر.
لم نستحضر للحظة أن الفراق يمكن أن يدق بابنا.
لم يكن لقاموس الموت مكان في لغتنا وأحاديثنا.
كنا نأمل أن يظللنا وجودك لسنوات أخرى؛ أن نغرف من نصائحك دروسا جديدة؛ أن نحس باكتمال مفهوم العائلية لردح آخر من الزمن لكنها الحياة أيها العزيز.
أنت دائم الحضور يا أبي. أنت فينا وبنا ولنا.
لا تنسوا أن اﻷحبة قد يرحلون في أي لحظة؛ فاستمتعوا معهم قبل أن تستمتعوا بذكرهم وذكراهم.
05 يونيو 2024
غدا يكتمل الشهر الثاني لرحيلك يا أبي العزيز.
ستون يوما من خفقان القلب كلما أشرقت شمس يوم جديد.
ستون يوما من بكاء الروح كلما طير شذا أو عصفور غنى.
ستون يوما من الشوق كلما برعم أزهر أو ورد تفتح.
ستون يوما يحملك فيها صياح المؤذنين بالليل والنهار.
ستون يوما من الذكر والذكريات واﻷذكار التي ترتل مناقبك.
أنت يا أبي الطيب كتاب فتح لكنه لن يغلق.
كتبت بمداد الخلود مسارك في هذا الوجود.
كنت إنسانا ما استطعت. ومن عاش إنسانا لن ينسى يوما في عالم اﻹنسانية المفتوح أيها المعلم.
ستمضي أيام أخرى وشهور وسنين لكنك ستكون وقودنا لنعيشها كما تمنيت أنت، وكما ربيتنا أنت، وكما كنت أنت.
06 يوليوز 2024
صباح الخير يا أبي العزيز.
اليوم تنقضي أشهر ثلاث على غيابك الجسدي أيها الطيب.
تسعون يوما مرت وأنت تزين زوايانا وتملأ فضاءاتنا وتداعب وجداننا.
تسعون يوما وأنت حديثنا الذي لا ينقطع إلا ليبدأ.
نراك في كل ما هو جميل يا أبي، وتحضر في كل ما هو نبيل أيها الشهم، وتتراءى في كل ما هو إنسان.
جعلت من مرورك القصير في هذا العالم معلمة ومنارة تهدينا.
تذكرنا بالقيم الرفيعة واﻷعمال الجليلة التي تتم في صمت وبدون رياء.
كنت البارحة موضوع لمة أصدقاء وزملاء لليلة كاملة.
مصاحفك المبثوثة في كل أركان البيت ذكرتك وتذكرتك.
لكل واحد منهم معك قصة أو حكاية جعلتك خالدا يا أبي.
تذكر أحدهم كيف عدت إلى الحياة بعد حادث سخان الماء اللعين، وكيف كانت أولى كلماتك وأنت لا تزال في شبه غيبوبة "وإن شكرتم ﻷزيدنكم".
كنت مؤمنا بما تفعل وموقنا أن العمل بعيدا عن اﻷضواء لابد وأن يثمر ويزهر أيها المعلم.
أنت اﻵن أيها العزيز تحرس تراب اﻹيغرم الذي عشقته حد الهوس.
تحس بالندى وهو يغطيك كل فجر.
تستمتع بوصلة الطيور التي تحفظ أسماءها بعلم عجيب.
تشم رائحة الزهر والورد الذي تعلقت بغرسه ورعايته في جلد لا يصدر إلا عن قلب عاشق.
اطمئن أيها العزيز فكل ما حلمت به صيرته حقيقة؛ وكل المنى أن نأتي نزرا مما كنته وبنيته.
رحيلك أيها الرائع زعزع كياناتنا لكنه دق جرس التحدي لنواصل مسيرك اﻹنساني الحافل.
كم هو ثقيل حمل رسالتك يا من آمن باﻹنسان واﻷفكار واﻷرض والعمل والأمل والحلم.
هي الحياة يا أبي رغم عمق الجراح وهول الفراق.



#كريم_اعا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو أبي: محمد إعا - شذرات من الذاكرة
- أستاذ من المغرب يدق أبواب الشهادة.
- مفاهيم فلسفية تسائلنا.
- شيء من بأس اللغة.
- ميثاق اللاتمركز المتمركز.
- الأونروا، -صفقة القرن- وتصفية الحق الفلسطيني.
- فلسطين التاريخ، فلسطين المستقبل.
- مستجدات مشروع القانون - الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة الت ...
- في راهنية ثورة أكتوبر.
- لفائدة من يتم تدمير المدرسة العمومية؟
- العمل المنزلي والعبودية المقننة.
- الظلامية الدينية وعرقلة تحديث التعليم بالمغرب.
- التعليم والعولمة.
- مصادرة حق الإضراب باسم الديمقراطية البرجوازية.
- الشغيلة التعليمية وضرب حقها في الشغل القار.
- بؤس في بؤس
- الانتهازية وخطر تسميم النضال الجماهيري.
- لا وفاة لمن أوفى.
- الوعي الطبقي للعمال وهجوم الرأسمال.
- النظام التعليمي بالمغرب (6).


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كريم اعا - هذا هو أبي: محمد إعا - شذرات الرحيل الفايسبوكية