أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - نراهن على عراقة الشعب السوري وانتمائه لعروبته














المزيد.....

نراهن على عراقة الشعب السوري وانتمائه لعروبته


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شيء يميز معادن الشعوب أكثر من التحولات التاريخية في مسارها، ونحن هنا نتحدث عن الوعي الجمعي وكيف يتصرف في الأوقات الصعبة. ومما يشار إليه بالبنان على هذا الصعيد، ما يُعرف بالتجاوز، أي التعالي على الصغائر والأحقاد الثأرية والنزعة الانتقامية، من أجل الأهداف الأسمى وفي مقدمها الحفاظ على وحدة الدولة وتماسكها.
من التعليقات على ما جرى ويجري في الشقيقة سوريا، أتوجه إلى الكثير من الصديقات والأصدقاء بضرورة التخلي عن عقلية داحس والغبراء، والنأي بالنفس عن البكاء على الأطلال.
شخصيًّا لم أفاجأ بما حصل في سوريا العزيزة، ولدي أسبابي وهي كثيرة وليست موضوع هذه العجالة على كل حال. هذا الذي حصل بتفاصيله لم يهبط فجأة من كوكب زُحل، بل له مقدمات وأسباب تراكمت عبر عقود من الزمن، تأدت إلى ما نرى ونشاهد على الشاشات. لا شيء في السياسة يأتي من فراغ، ولا شيء معلقًا في الهواء بمعايير التاريخ ومنطقه. كل شيء يبدأ في الواقع بأبعاده الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وينتهي فيه متأثرًا به ومؤثرًا عليه. من هنا باجتهادنا يُفترض أن ينطلق النقاش، ويبدأ الحوار لإدراك ما جرى ويجري وتوقع مآلات الأمور. آن الأوان أن يرتقي العقل العربي بأنماط تفكيره، وهذا يشمل المدارس الفكرية كلها من دون استثناء. التكلس الفكري والجمود عند كليشيهات نظرية تقادمت وتجاوزها الزمن، أكثر آفات الفكر العربي بؤسًا في القرن الحادي والعشرين.
ولهذه الآفات تجلياتها بالطبع، ومنها ربط الدولة بشخص الحاكم أو الأسر والعائلات الحاكمة. هذا الربط ينهض دليلًا فاقعًا على عدم نضوج فكرة الدولة بمفهومها الحديث في الذهنية العربية، حيث الزمن للمتزمن فيه والمكان للمتمكن فيه، كما كرَّست الثقافة العربية ذلك عبر العصور. وعليه، لا غرابة ولا عجب أن مناهجنا الدراسية في مراحل التعليم المختلفة ما تزال حتى يوم الناس هذا متمسكة ب"أسرنة" الدولة على منوال الدولة الأموية...العباسية، دولة البويهيين، ودولة السلاجقة، ودولة المماليك...!
ومن آفات أنماط التفكير في واقعنا العربي اليوم في القرن الحادي والعشرين، تسييس الدين وتديين السياسة، ومطاردة وهم بناء دولة دينية. ليس مهمة الدين بناء الدول، ولا هذا دوره ولن يكون. ولم يشهد تاريخنا قيام دولة دينية أصلًا، بل ما حصل في تاريخنا السياسي وما تزال تبدياته شاخصة، هو توظيف الدين في خدمة أهداف السياسة لجهة تثبيت العروش وكراسي الحكم. الدين نصوص يتعبد بها المؤمن، مكانه دور العبادة، والكتب المقدسة ليست مؤلفات في السياسة وكيفية بناء الدول وتطويرها. وما اختلط الدين بالسياسة إلا وكانت النتائج كارثية. ولا أظننا بحاجة إلى إيراد ما يؤكد ذلك، لأن الأدلة معلومة أفاد منها ذوو الوعي والإرادة لبناء الدول الحديثة وتعلموا.
ولا أدري على أي أساس يسارع بعض الصديقات والأصدقاء إلى وضع سوريا، بعد التطورات الأخيرة في المعسكر الصهيوأميركي؟!!!
وهناك من سارع إلى حسم موقفه لجهة أن الكيان اللقيط دوره فاعل في كل ما حصل. هنا، لنا أكثر من قول، أولها أن كل من يغزل على هذا النول إنما يخدم الكيان ودعايته ويقع طائعًا في شباك حربه النفسية علينا. الكيان ليس خارقًا ولن يكون، وحتى أقرب أصدقائه وأهم داعميه بدأوا يدركون ذلك بعد السابع من أكتوبر ولا يخفونه بالمناسبة. وعلى فكرة، من يسارع إلى حسم موقفه بكلام من هذا القبيل تسبقه عواطفه، إنما يدين النظام الذي أصبح سابقًا، أراد ذلك أم لم يُرِده. باختصار، إذا الكيان تحقق له في سوريا هذا الحجم من الإختراق، فماذا كان يفعل النظام السابق على مدار 53 سنة هي مدة حكمه لسوريا؟!!
من الطبيعي أن يهتم العدو بتفاصيل ما يجري في دولة مثل سوريا، وكذلك القوى الإقليمية والدولية. ولكن ليس من الحِكمة ولا من الوعي الناضج، بل من السطحية والسذاجة تصوير كل ما يجري وكأنه بمشيئة الكيان اللقيط. للتذكير، حتى هذه اللحظة وبعد مغادرة رأس النظام سوريا، اللاعبون الأساسيون على الساحة السورية ليس أميركا داعم الكيان الرئيس، بل روسيا أولًا، وتركيا ثانيًا، وإيران ثالثًا. فلماذا التعامي عن حقائق فاقعة كهذه، على سبيل المثال لا الحصر، والقفز عنها إلى النفخ في دور الكيان؟!!!
بالمناسبة، القارئ لتاريخ سوريا، لا بد سيصل إلى نتيجة أن هذه الدولة العربية الشقيقة كانت ملاذًا لأحرار العرب في مختلف العهود، وبغض النظر عمن يحكمها. نراهن على الشعب السوري، وما يميزه من تمسك بعروبته وانتماء لأمته، وعلى عراقته في التاريخ وعلى مسرح الجغرافيا.
لا مستقبل لسوريا، إلا بوجهها العروبي المناهض لأعدائها وأعداء أمتها. ولا مستقبل لسوريا، إلا بالديمقراطية وجوهرها التبادل السلمي للسلطة السياسية، وبالعالمانية، وعمادها إخراج الدين من ملعب السياسة والتدخل في شؤون الإجتماع الإنساني نهائيًّا.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يحن بعضنا لزمن الخلافة العثمانية البائس؟!
- هل كان المسلمون الأوائل يقدمون الدين على السياسة؟!
- مرجعيات الإبادة العرقية في السرديتين الغربية والتوراتية الصه ...
- من وحي كابوس يحدث على الأرض !
- في ضوء ما يجري في حلب وادلب
- هل من أساس لشرعية دينية للحاكم في الإسلام؟!
- ما أصعب الحياة من دون نصفنا الآخر !
- متى يتخطى الإعلام الأردني أسلوب الفزعة؟! حادث الرابية مثالًا
- الكيان يعربد ويقتل لكن هزيمته ممكنة
- هكذا هم الأقوياء يا بني قومي !
- وهمُ الدين الصحيح !!!
- الاسلام السياسي في تركيا وعند العرب
- المقاومة تفرض إيقاعها
- يخافون اسرائيل أكثر من عزرائيل !
- قمة الضعف وقلة الحيلة
- ليبيا تعلن فرض الحجاب !
- الإحتجاج بالنص الديني دليل أزمة وجودية
- قراءة في كتاب -الحرب- (4) والأخيرة. عرب يدافعون عن اسرائيل ع ...
- حكماء العرب
- قراءة في كتاب -الحرب- (3) من المسؤول عن جرائم الإبادة في غزة ...


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - نراهن على عراقة الشعب السوري وانتمائه لعروبته