عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 17:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لسببين رئيسين، الأول، إخفاق العرب في بناء دول حديثة لكل مواطنيها. الدولة العربية القائمة اليوم رسم حدودها الاستعمار البريطاني وشقيقه الفرنسي، وفي حالات عدة قررا من يحكمها. الاستعمار يستحيل أن يعبث بالجغرافيا لصالح ضحاياه، بل لما يخدم مصالحه. وها هي الأيام تثبت أن تمزيق الجغرافيا العربية قد جرى لصالح الكيان الشاذ اللقيط، الذي كانت بريطانيا الأنجلوساكسونية تخطط لزرعه في فلسطين. صمم الاستعمار الدولة العربية بحيث تكون ولَّادة أزمات، لتظل تتخبط فيها عاجزة عن إيجاد حلول ناجعة لها، وخاصة على الصعيد الاقتصادي. وهذا هو الأساس الأول لتكريس تبعيتها الكاملة للغرب، وتهافتها لاحقًا لاقامة علاقات استسلام مذلة مع "اسرائيلهم". أليس هذا ما يحصل اليوم؟! يعني سايكس وصديقه بيكو كانا يعلمان جيدًا ما يتوجب عليهما فعله، وقد برعا في تنفيذ المهمة الموكلة إليهما على أكمل وجه.
السبب الثاني، فهم الدين بالعواطف والمشاعر والغرائز، وهذا ما تعمل على تكريسه المناهج التعليمية في المدارس والجامعات، وقبل ذلك الأسر ووعاظ السلاطين، والمؤسسات والقوى السياسية الإسلاموية.
في المجتمعات المتقدمة علميًّا، وبالضرورة عقليًّا، يدرسون الأديان بمعايير العلوم الحديثة، وبشكل خاص علم الأديان المقارن والفينومينولوجيا وتاريخ الأديان، ولا ننسى الفلسفة بمختلف مدارسها. مقصود القول، المتقدمون يدرِّسون الدين بما يعزز تقدمهم وبشكل خاص ضمان سيطرة الإنسان على الدين وليس العكس. وكما سبق لنا القول في منشورات عدة، سيطرة الإنسان على الدين تعني فهمه بمعايير العلم وشروط العقل في سياقاته التاريخية، وليس بِعَدِّهِ عابرًا لمراحل التاريخ ومتعاليًا على الخبرة الإنسانية.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟