بايدن و نتنياهو يعلنان إيقاف إطلاق نار في لبنان ... ثمّ يكشّران عن أنيابهما الدامية
شادي الشماوي
2024 / 12 / 5 - 21:28
يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 ، أعلن جو بايدن الرئيس " الإبادي الجماعي " و الوزير الأوّل الإسرائيلي بنيمين نتنياهو ( نتن – النازي ) إيقاف إطلاق نار بين إسرائيل و حزب الله اللبناني ، وهو منظّمة أصوليّة إسلاميّة رجعيّة تدعمها إيران. و قد كان الإثنان يتقاتلان منذ 8 أكتوبر 2023 حينما أطلق حزب الله هجمات بقنابل الروكات ضد إسرائيل ردّا على شنّ إسرائيل إبادتها الجماعيّة في غزّة . و أتى الردّ الإسرائيلي بضربات بصواريخ و تاليا بهجوم شامل في 17 سبتمبر من هذه السنة . (1)
و إطلاق النار الذى دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر ، يدعو إسرائيل و حزب الله إلى إيقاف هجماتهما . و على الجيش الإسرائيلي الذى غزى جنوب لبنان أن يتراجع في غضون ستّين يوما . و على حزب الله الذى هيمنت قوّاته على و تحرّكت في جنوب لبنان ، أن يتحرّك حوالي 18 ميلا شمالا ، بعيدا عن الحدود اللبنانيّة مع إسرائيل . ( و لا تُطالب إسرائيل بتحريك قوّاتها بعيدا عن حدودها مع لبنان . ) و الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتّحدة و بعض قوى الأمم المتّحدة سينتشرون في المناطق الحدوديّة لجنوب لبنان بمهمّة منع حزب الله من العودة . و ستشرف الولايات المتّحدة و إسرائيل على تطبيق الإتّفاق ن إلى جانب فرنسا و بلدان أخرى .
إيقاف إطلاق نار حفاظا على المكاسب و إعدادا لفظائع أكبر حتّى :
يحتاج الناس في لبنان بصفة إستعجاليّة إلى وضع نهاية للمذابح التي تقترفها إسرائيل التي قتلت ما يناهز الأربعة آلاف لبناني و جرحت أكثر من 16.500 و أحدثت دمارا هائلا . غير أنّ نتنياهو و ملاحظات بايدن جعلا من الواضح أنّ " إيقاف إطلاق النار " هذا لا صلة له لوضع نهاية لفظائع الحرب في لبنان أو أيّ مكان آخر في الشرق الأوسط .
العكس بالضبط . يرمى إيقاف إطلاق النار إلى إصباغ الشرعيّة على المجازر الكبرى التي إرتكبتها إسرائيل و الحفاظ على مكاسبها العسكريّة في لبنان ، و التقدّم بإبادتها الجماعيّة في غزّة و التطهير العرقي للضفّة الغربيّة و – بشكل مشؤوم – تعبيد الطريق لمزيد الحروب للولايات المتّحدة – إسرائيل و إرتكاب الفظائع عبر المنطقة .
يقوم بايدن بمراكمة الهراء بينما يمضى نتنياهو إلى الأعناق :
عقب دفاع تاجر حروب في الدفاع عن إسرائيل و إدانة حزب الله ، نطق بايدن ببعض الكلمات المخادعة عن " الأمل " ، مصرّحا بأنّ إيقاف إطلاق النار هذا " يذكّرنا بأنّ السلام ممكن . لنقل ذلك مجدّدا : السلام ممكن . "
في إسرائيل ، لم يقلق نتنياهو نفسه ب " خطاب سلام ". مضى مباشرة إلى الأعناق ، مصدرا نداء دمويّ مرعب للإسرائيليّين أن يستغلّوا هذه اللحظة من الهيمنة العسكريّة ليوسّعوا " حرب التعويض " على الجبهات السبع عبر المنطقة ، و قد شرح لماذا " إيقاف إطلاق النار " هذا كان مفتاحا في القيام بذلك . (2)
+ وعد نتنياهو بمواصلة الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة في غزّة و بأن " يزيل من الوجود " حماس ، و بالتصعيد في التطهير العرقي الإسرائيلي للضفّة الغربيّة كذلك ، مصرّحا : " نحن نطارد إرهابيّين ، نحن ندمّر بنية تحتيّة إرهابيّة و نحن نتحرّك في كلّ معاقل الإرهاب . ما من مكان لا يمكن أن نصل إليه ".
+ هلّل لقتله [ قيادات و مقاتلين من ] حزب الله و قصفه بالقنابل بشكل عشوائي للمبانى و قتله للمدنيّين اللبنانيّين ، معلنا : " لقد دمّرنا العشرات من أماكن تنشأة الإرهاب في ضاحية بيروت . و الأرض في بيروت تهتزّ ".
+ و مدح هجمات إسرائيل على إيران و العراق و سوريا و اليمن . (3)
الأسباب الإجراميّة الثلاثة لنتنياهو :
ثمّ عرض نتن – النازي لثلاثة أسباب لإيقاف إطلاق النار هذا الذى سيحقّق أكثر أهداف إسرائيل من الحرب في المنطقة (بما فيها أنّه إذا حاول حزب الله إعادة تسليح نفسه ، ستهاجمه إسرائيل – كما فعلت بعدُ في عدّة مناسبات سابقة ):
+ " السبب الأوّل هو التركيز على التهديد الإيراني ، و لن أتوسّع في الموضوع " .
قبل لحظات ، كان نتنياهو قد نعت إيران بأنّها " رأس الأخطبوط " – المصدر الأساسي لمعارضة إسرائيل و الولايات المتّحدة في المنطقة . " أنا مصمّم على القيام بكلّ شيء نحن في حاجة إليه لمنع إيران من الحصول على سلاح نوويّ . لقد كان هذا التهديد على رأس أولويّاتي و هو أكثر حتّى اليوم ... بالنسبة إلي ، التخلّص من هذا التهديد هو المهمّة الأهمّ لضمان وجود و مستقبل دولة إسرائيل . "
بداية ، ينبغي أن نلاحظ أنّ إسرائيل بعدُ هي القوّة الوحيدة المسلّحة نوويّا في الشرق الأوسط . و رغم رفضها أن تؤكّد أو تنفي ذلك ، يُعتقَد أنّ إسرائيل تملك عموما بين 100 و 200 سلاح نوويّ .
و أهمّ حتّى من ذلك ، هذا الموقف يعادل تهديدا مشؤوما جدّا ، خاصة إعتبارا لكون هذه السنة ، لأوّل مرّة ، إسرائيل و إيران قاما بهجمات مفتوحة و مباشرة على بعضهما البعض . و الآن قد شلّت إسرائيل قوّتين مسلّحتين عوّلت عليهما إيران كحاجز ضد إسرائيل – حماس و حزب الله – و يمثّل هذا طريقا أوضح بكثير للتصعيد الكبير ضد إيران ، إن إختارت إسرائيل ذلك. و علينا أن نلاحظ أيضا أنّ تاريخ إسرائيل في الإستفادة من " الفترات الإنتقاليّة " بين إدارات رئاسيّة مختلفة للولايات المتّحدة لشنّ عدوان كبير .
+ و " السبب الثاني هو تمكين قوّاتنا من الراحة و ملئ مخازن الأسلحة ". و قد تحدّث عن تأخير في " تسليم الأسلحة و الذخيرة " وهو أمر سيحلّ سريعا ، ما يعطى إسرائيل " المزيد من قوّة توجيه ضربات لإتمام المهمّة ".
بكلمات أخرى ، سيساعد إيقاف إطلاق النار إسرائيل على الإعداد لتصعيد حرب إقليميّة أوسع هي بصدد خوضها .
+ و " السبب الثالث لإيقاف إطلاق النار هو فصل الجبهات و عزل حماس ".
قرار حزب الله بالموافقة على إيقاف إطلاق النار – عقب إقتراح إبقائه هجماته بقنابل الروكات طالما أنّ إسرائيل تهاجم غزّة – يعنى أنّ إسرائيل الآن أكثر حرّية في مواصلة حملتها من الإبادة الجماعيّة في غزّة و بالتوازي قتلها العنيف و تطهريها العرقي في الضفّة الغربيّة .
" وعدتكم بالنصر ، و سنحقّق النصر " ، صرّح نتنياهو . " في السنة الماضية ، قلبنا الطاولة . هوجمنا من جبهات سبع و كان ردّنا قويّا . إنّنا نغيّر وجه الشرق الأوسط ".
هذا تحذير و ليس مجرّد
خطابة . إنّه إعلان عنف كبير و رجعي تعدّ إسرائيل لإطلاقه – بدعم كامل من الولايات المتّحدة – في محاولة للإطاحة بأيّ عراقيل و المضيّ بهيمنة الولايات المتّحدة – إسرائيل على الشرق الأوسط إلى مستوى آخر جديد تماما – هيمنة مفتاح للقوّة العالميّة و سير رأسماليّة – إمبرياليّة الولايات المتّحدة ، و لإستقرار إسرائيل و هيمنتها الإقليميّة .
بايدن يلعب دور عرّاب الإبادة الجماعيّة التي تقترفها إسرائيل و جرائمها الكبرى و طموحاتها الإقليميّة :
و بايدن من جهته مرّة أخرى بدّد أيّ أوهام بأنّ إمبرياليّى الولايات المتّحدة ليسوا يقفون تماما وراء الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة في غزّة ، و هيجانها المجرم في لبنان ، و هجماتها على إيران و حلفائها ، و مخطّطاتها لإعادة تشكيل المنطقة.
+ أدان بايدن كمنظّمة " إرهابيّة " في مناسبات سبع متباينة بينما مدح الحملة الإسرائيليّة للإرهاب التام لملايين اللبنانيّين. ( 4 )
+ و رحّب بايدن بحملة الإغتيالات العشوائيّة الإسرائيليّة ضد قادة حزب الله ، قائلا بشكل غولي ، " كم عدد القادة الكبار لحزب الله ماتوا ، بمن فيهم قائده لوقت طويل نصر الله ؟ "
و دعا بايدن إلى مواصلة تحقيق أهداف حرب الولايات المتّحدة – إسرائيل ، معلنا أنّ حزب الله " لن يُسمح له بتهديد أمن إسرائيل مرّة أخرى ". و بجلاء أعطى تصريحا لإسرائيل – في ظلّ إيقاف إطلاق النار هذا – بالقيام بهجمات داخل لبنان إذا شعُرت بأنّ الإتّفاق يجب خرقه .
+ و زعم بايدن بأنّ صفقة إيقاف إطلاق النار " تنادى ببداية جديدة للبنان " . وهو يقصد دفعا كبيرا من الولايات المتّحدة و إسرائيل للتقليص من قوّة أو تحطيم حزب الله المدعوم من إيران ، و جعل البلاد تحت سيطرة القوى الموالية للولايات المتّحدة و الموالية لإسرائيل . و يشمل هذا بناء الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتّحدة ( و الذى حصُل على 3 بليون دولار كمساعدة عسكريّة من الولايات المتّحدة منذ 2006 ) ليلعب دورا مفتاحا . ( 5 )
بوب أفاكيان : " ما الذى تحتاجون أيضا إلى معرفته لتقولوا إنّه يجب الإطاحة بهذا النظام اللعين برمّته ؟! "
إيقاف إطلاق النار هذا و ملاحظات نتنياهو و بايدن – مع التهديد الصريح بحرب أسوأ حتّى تحت خطاب " السلام " – يؤكّد إستعجاليّة تحذير القائد الثوري بوب أفاكيان في رسالته على وسائل التواصل الاجتماعي، الثورة عدد 99 على @BobAvakianOfficial:
" الآن توسّع هذا الدعم لإسرائيل في تنفيذها لمذابح عشوائيّة ليشمل لبنان و بلدان و شعوب أخرى في الشرق الأوسط – بمن فيها إيران . و هذا يصعّد من خطر حرب أوسع و حتّى أكثر تدميرا .
و ما من شكّ أو خلط حول هذا : مسؤوليّة التصعيد الجدّي للنزاع العسكريّ في الشرق الأوسط ، و مهما إنجرّ عنها من نتائج ، تقع على إسرائيل – و حكومة الولايات المتّحدة التي تواصل دعمها الكامل لإسرائيل .
ما الذى تحتاجون أيضا إلى معرفته لتقولوا إنّه يجب الإطاحة بهذا النظام اللعين برمّته ؟! "
هوامش المقال :
1- الهجوم الإبادي الجماعي لإسرائيل ضد غزّة أتى إثر الهجوم الرجعي لحماس في 7 أكتوبر 2023 و الذى خلّف مقتل ما يقارب 1200 إسرائيليّا ، معظمهم مدنيّين ، و جرح العديد الآخرين ، و أخذ 254 شخصا أسرى . و تعهّد حزب الله بمواصلة هجماته طالما ظلّت إسرائيل تهاجم غزّة . و قد أحدثت هذه الهجمات بعض الضرر ، إلاّ أنّها كما يقدّر لم تعرقل قدرة إسرائيل على إنزال الإرهاب على الفلسطينيّين و الفلسطينيّات في غزّة . عموما " الحرب " بين إسرائيل و حزب الله في الشمال كانت عرضا جانبيّا – إلى أن صعّدتها إسرائيل إلى حرب شاملة في 17 سبتمبر 2024 .
2- عند إعلان إيقاف إطلاق النار ، نتن – النازي دعا الهجمات الإسرائيليّة على القوات التي تدعمها إيران ب " سبع جبهات ... حرب إنتقام ". لقد كان يتحدّث عن الهجمات الإسرائيليّة على القوى في اليمن و لبنان و سوريا و العراق و إيران ذاتها. و ضمّن كجبهتين من هذه " الجبهات " المذابح الإباديّة الجماعيّة في غزّة و مناطق الضفّة الغربيّة من فلسطين .
3-Binyamin Netanyahu, Address to the Nation on a Prospective Israel-Hezbollah Ceasefire Agreement, November 26, 2024
4- و أيضا صعّدت إسرائيل من هجماتها على سوريا و الآن القوى الجهاديّة الإسلاميّة ، و بعضها قد تلقّت قبلا مساندة من حلفاء الولايات المتّحدة في المنطقة ، يشنّون هجوما جديدا ضد نظام أسد السوري ، وهو حليف لإيران . تابعوا موقع أنترنت revcom.us من أجل تغطية للأحداث .
5- Remarks by President Biden Announcing Cessation of Hostilities Between Israel and Hezbollah, White House, November 26, 2024.
6- و تحدّث بايدن كذلك عن أهداف أخرى لإمبرياليّة الولايات المتّحدة في الشرق الأوسط ، بما فيها إنشاء تحالف مناهض لإيران بين إسرائيل و الولايات المتّحدة و العربيّة السعوديّة .
www.revcom.us
Posts by issue number/Posteos por número de la edición
Issue number
Language
Apply Reset
Articles in this issue (scroll down´-or-click to read article below):
• BOB AVAKIAN REVOLUTION #105: NO: Accepting, and Refusing To Resist, This Trump/MAGA Fascism, Will NOT Make Things “OK!”
• -Update-#17 from the National Campaign to Get @BobAvakianOfficial Everywhere
"It is time to look seriously for solutions outside and beyond this system."
• Reports from the Field
NATIONAL CAMPAIGN TO GET @BOBAVAKIANOFFICIAL EVERYWHERE
Real-Time Leadership for Real Revolution In This Time
• National Campaign to Get @BobAvakianOfficial Everywhere
What People Are Saying
• VIDEO:
Andy Zee on Why “We Need and We Demand, A Whole New Way to Live, a Fundamentally Different System”
• Trump’s Cabinet: Forging a Fascist Machine
Part 2: Public Health—“Belief” and Prayer vs. Reality-Based Science
• Ukraine: U.S. and Russian Imperialists Lurch Closer to -dir-ect Conflict, Increasing the Danger of Nuclear War
• If Israel’s Netan-Nazi and Gallant Are War Criminals—and They ARE!—What Does That Make Those Who Fund, Arm, and Defend Those Crimes?!?
By Alan Goodman
• International Criminal Court Issues Arrest Warrants for Israel’s War Criminals
• VIDEO:
The Democrats Called Trump Fascist. Now They Are Aiding His Transition. What Gives?
• Israel Targets Lebanon—Killing Civilians, Children, Health WorkersThese Are War Crimes and the U.S. Is Backing Israel All the Way
• An Israeli Holocaust in Gaza: What Are WE Going to Do Now?
by Alan Goodman
• From the Paul Street Report:
Nine Lines of Bullshit
Digging into Dangerous, Stupid, and False Takes on the Fascist Election
By Paul Street
• Some Key Principles of Socialist Sustainable Development
• Speaking out against Israel s genocide in Gaza worldwide
• BOB AVAKIAN REVOLUTION #2: When has the USA been a "great country"?
• Creative and Collective Fundraising Across the Country to Get @BobAvakianOfficial Everywhere
• BOB AVAKIAN REVOLUTION #104: How can I talk seriously about a revolution when the fascist Trump just got elected?
• BOB AVAKIAN REVOLUTION #103: Why Democrats are aiding and facilitating fascism, what this shows about this system, and what decent people need to be doing
• BOB AVAKIAN REVOLUTION #102: "Two Countries" Within This Country—And The Whole Damn System s Got To Go! This is not a time for demoralization and despair—it is a time for righteous anger and revolutionary determination.
• FASCISM AND THE WHOLE SYSTEM
Why the “Mainstream” Representatives of This System Cannot Fight the Fascists the Way They Need to Be Fought—and Why This Fight Needs to Be Waged as Part of Fighting to Abolish This Whole System
by Bob Avakian