: وجهة نظر:: الإلتزام بالثواب المبدئية ولا حياد عنها


نجم الدليمي
2024 / 12 / 5 - 07:55     

ان الماركسي -- اللينيني هو من يعتمد في عمله ونشاطه السياسي والايديولوجي على النظرية الماركسية اللينينية وقانونية الصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا والتضامن الاممي ،وبعكس ذلك لم يعد ماركسيا لينينيا بل اصلاحيا -- ليبراليا بامتياز.

ان الماركسي الحقيقي هو من يقر ويعترف بقانونية الصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا في عمله ونشاطه السياسي والايديولوجي سواء كان حزبا شيوعاً او عضوا في الحزب الشيوعي وبعكس ذلك لم يعد ماركسيا لينينيا وبهذا الخصوص اكد ماركس على ان (( اقامة ديكتاتورية البروليتاريا تعني الظفر بالديمقراطية)). ولا يمكن بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي بدون ديكتاتورية البروليتاريا وهي تعد احد اهم الشروط الرئيسة لبناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي.

ان الماركسي اللينيني هو ذلك السياسي الذي يرفض التقديس والتأليه للنظرية الماركسية--اللينينية وهذا يتعارض مع جوهر الديالكتيك الذي يقرر بالتطور وبهذا الخصوص اكد زعيم البروليتاريا لينين العظيم (( نحن لا نعتبر إطلاقاً إن نظرية ماركس هي شيء كامل ولا يجوز المساس بها ،بل العكس ،فاننا على ثقة من إنها وضعت حجر الاساس في صرح العلم ،الذي يجب على الاشتراكين المضي قدماً في تطويره بجميع الاتجاهات ،اذا ارادوا ان لا يتخلوا عن الحياة)).

يلاحظ ان بعض القيادات المتنفذة في بعض الاحزاب الشيوعية واليسارية تخشى من ذكر ديكتاتورية البروليتاريا وقانونية الصراع الطبقي...وهذه اسس ،ثوابت لا يمكن التخلي عنها والتي تعد احد شروط بناء المجتمع اللاطبقي، المجتمع الاشتراكي وبهذا الخصوص يشخص لينين العظيم إلى ان البعض (( يخشون من ذكر ديكتاتورية البروليتاريا --والتي هي شكل خاص من التحالف الطبيعي بين البروليتاريا طليعة الشغيلة والفئات العديدة غير البروليتاريا من الشغيلة...وهو التحالف الذي يهدف الاسقاط التام للراسمال والقمع التام للبرجوازية ومحاولاتها)).

يشير انجلس إلى ان (( منذ ان اصبحت الاشتراكية علما ،تطلب معاملتها كعلم ،اي ان تدرس)). وكذلك اشار فلاديمر لينين ((...ان الاشتراكية بكونها ايديولوجيا الصراع الطبقي للبروليتاريا ،انها تبنى على مادة المعرفة البشرية كلها ،تفترض تطوراً عاليا للعلم ،وتتطلب عملا علميا)).

يؤكد لينين العظيم (( ان علاقة اللامبالاة بالنظرية والمراوغة اتجاه الاشتراكية يصب حتما في مصلحة الايديولوجية البرجوازية)) .ثم يشير انه (( يستحيل وجود اشتراكية مظفرة لا تحقق الديمقراطية الكاملة)) وكما يؤكد ايضا ان من(( واجب الشيوعيين هو عدم السكوت عن نقاط الضعف في حركتهم ،بل انتقادها علنا من اجل التخلص منها بمزيد من السرعة والجذرية)) وكما اشار ايضا زعيم البروليتاريا لينين العظيم (( ان دفاعنا عن المركزية ،انما ندافع عن المركزية الديمقراطية)) ثم وضح لينين على ((اننا نقف إلى جانب المركزية الديمقراطية ،وينبغي الادراك بوضوح ،كم هو بعيداً الفرق بين المركزية الديمقراطية ،وبين المركزية البيروقراطية من جهة اخرى وبينهما وبين الفوضوية من جهة اخرى)).

يؤكد الرفيق ستالين (( من اجل اجتناب الخطا في السياسة ،يجب ان يكون الإنسان ثوريا)) وكما اكد ايضا (( لا ينبغي اخفاء تناقضات النظام الراسمالي ،بل ينبغي ابرازها وعرضها ،ولا ينبغي الخوف من الصراع الطبقي ،بل ينبغي القيام به إلى النهاية)) ثم اشار واكد (( اذا تخلينا عن البروليتاريا الثورية ،فنحن سوف نهلك ،فاذا لم نزيل او نستأصل من صفوفنا ضيقي الافق والتفكير والخاملين ،فان هذه القضايا والمسائل هامة في عملية البناء الاشتراكي)).

في 25-6-1925 التقى الرفيق ستالين بطلبة جامعة سفردلوفسكيا السوفيتية وطرح سؤال له من الحضور:: هل توجد امكانية الارتداد ( الردة) في الاتحاد السوفيتي ؟.
اجاب ستالين ،اذ قال هناك ثلاث مخاطر جدية تواجه السلطة السوفيتية وهي ::

الخطر الاول -- هو خطر ضياع المستقبل الاشتراكي ،وقضية بناء وطننا وبالتالي خطر وجود التصفية ( المقصود القضاء على الاتحاد السوفيتي).
الخطر الثاني -- يتمثل في خطر ضياع المستقبل الثوري على النطاق العالمي وبالتالي مواجهة خطر النعرات القومية.

الخطر الثالث -- يكمن هذا الخطر في ضياع القيادة الحزبية ،بحيث يمكن ان ينبع من ذلك خطر تحول الحزب إلى ملحق بجهاز الدولة.

وفي ايار من عام 1941 حذر يوسف ستالين الحزب والسلطة السوفيتية (( إلى ان المهمة الرئيسة لأعداء الشعب السوفيتي هي تقويض النظام السوفيتي واقامة الراسمالية وسلطة البرجوازية في الاتحاد السوفيتي ،ومن خلال ذلك سوف تتحول البلاد ملحقا للغرب وبلدا مصدرا لمواد الخام الاولية وان الشعب السوفيتي سيتحول إلى عبيدا للامبريالية يرثى لحاله)).ثم اكد (( ان المكانة الهامة في خطط اعداء الشعب السوفيتي تكمن بالدرجة الأولي في تقويض القوة الاقتصادية والعسكرية للاتحاد السوفيتي والتهيئة العسكرية من اجل الحاق الهزيمة العسكرية للاتحاد السوفيتي والاستيلاء على السلطة... بالاستناد على العناصر من الاوباش والمجرمين والمنسلخين من طبقتهم والذين يمثلون قوى الثورة المضادة ( اي عملاء النفوذ والطابور الخامس والليبراليون والاصلاحيون...) ان هؤلاء الحقراء والسفلة والخونة والاذلاء عازمين قبل كل شيء التخلي عن الملكية الاشتراكية وبيعها وتحويل الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج إلى ملكية خاصة راسمالية...وسوف يتم تصفية السفخوزات ( مزارع الدولة) وكل الكلخوزات ( التعاونيات الزراعية)...
وكما حذر يوسف ستالين من الاخطار التي تواجه عملية البناء الاشتراكي إذ قال (( كلما تتقدم بلادنا في السير نحو الاشتراكية اكثر فاكثر فإن مقاومة الخصوم تتعاظم وتشتد)). ان هذه التنبؤات قد حدثت في حكم الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد للمدة 1985--1991، تحت غطاء ما يسمى بالبيرسترويكا الغارباتشوفية الفاسدة شكلا ومضمونا.

في عام 1959 القى تشرشل خطابا في مجلس اللوردات البريطاني بمناسبة الذكري ال 80 لميلاد ستالين إذ قال (( انها لسعادة كبيرة لروسيا وفي ظروفها الصعبة والقاهرة من ان يظهر لها قائدا يقودها ويتمتع بالذكاء والدهاء قائدا لا يعرف التردد ،قائدا حازما مثل يوسف ستالين....وكان ستالين يمتلك المنطق والفطنة ولم يلازمه الذعر ،وكان صادقا ومستحيل التفوق عليه،وكان دائما يجد الحلول خلال الاوقات الصعبة والحرجة للقضايا التي ليس لها حلول...وانه كان متماسكا ولا يذعن او يستسلم للاوهام..)). ويقول الرئيس الفرنسي ديغول (( لقد تمتع ستالين بهيبة ونفوذ واحترام كبيرين ليس في داخل روسيا فقط ،بل حتى لدى اعدائه ونجاحاته اكبر من خسائره)). هذا باعتراف خصوم ستالين وخصوم الاتحاد السوفيتي وخصوم الاشتراكية في حين بعض المدعين والاوباش والذين لم يعرفوا الكثير عن ستالين يرددون ما ينشره الإعلام البرجوازي الغربي الاصفر ضد ستالين والإتحاد السوفيتي والاشتراكية...فهولاء خدم للرجعية والامبربالية وهم ادوات طيعة ومنفذة لمخطط قوى الثالوث العالمي.

ان الإلتزام بالنظرية الماركسية --اللينينية والثواب المبدئية والوطنية..،تعد ثوابت لاحياد عنها وبغض النظر عن الظروف..،وان تطوير النظرية الماركسية اللينينية وفهم قانونية الصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا هي مسؤولية الشيوعيين واليساريين الحقيقيين في كافة شعوب العالم وان يتم فهم النظرية وفق المنطق والعقل والواقع الملموس والموضوعي بعيداً عن التقديس والتأليه...وان النظرية الماركسية اللينينية هي نظرية لجميع الشيوعيين واليساريين في العالم وهم المسؤولين عن الإلتزام بها والدفاع عنها وتطوير ها واغنائها.
ان الاشتراكية هي مستقبل البشرية جمعاء وان الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية كما اشار البروفيسور المجري توماس سانتوسن (( ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة لتطور المجتمع البشري)) فلا تفرحوا بالانتكاسة المؤقتة التي حدثت في الاتحاد السوفيتي للمدة 1985--1991وتحت غطاء ما يسمى بالبيرسترويكا الغارباتشوفية الفاسدة والمخربة والتي مثلت مشروع الحكومة العالمية.

كانون الاول -2024