أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - العامل الضبع ومدير ديوانه الديك منتفخ الكرش














المزيد.....

العامل الضبع ومدير ديوانه الديك منتفخ الكرش


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

(Alaa Kaid Hassab)


الحوار المتمدن-العدد: 8176 - 2024 / 11 / 29 - 16:49
المحور: الادب والفن
    


في غابة جبلية نائية، حيث الأشجار تتشابك مع السحب وتخفي وراءها حكايات طويلة من الفوضى، كان الضبع يتربع على عرش مملكة حيوانات ضائعة. ضبعٌ مسؤول، لكنه في الواقع لم يكن أكثر من رمز للفشل والإهمال. كان يتصرف كما لو كان قائدًا حكيمًا، لكن سرعان ما ظهرت هشاشة سلطته مع كل مشكلة تواجه المملكة. فبدلاً من معالجة الأمور بشكل حقيقي، كان الضبع يفضل أن يختبئ وراء الأشباح ويعلق كل ما يحدث من سوء على القوى الغامضة التي لا يرى أحد سواها. لم يكن يستطيع الاعتراف بفشله، لذلك كان دائمًا يوجه أصابع الاتهام إلى كل شيء آخر، متهماً الأشباح، الرياح، أو حتى الحظ العاثر.
لكن خلف هذا الضبع الكسول كان هناك خادمه المخلص: الديك منتفخ الكرش، الذي بدوره كان يعتقد أن الصوت المرتفع والكلمات الفارغة يمكن أن تعوض عن غياب الفعل الحقيقي. كان يتنقل بين الأشجار في الغابة كأنما هو زعيمها الحقيقي، مطلقًا أوامر لا يسمعها أحد سوى الرياح التي كانت تهرب بعيدًا عن صياحه. لم يكن أكثر من تابع أعمى يسعى لإرضاء سيده الضبع، بينما يعجّ الصمت حوله بالكلمات الفارغة التي يرددها لتبرير فشل الضبع المستمر. وبالرغم من أن الحيوانات كانت تراقب هذا التسلط الزائف بسخرية، إلا أن الديك كان يظن أن سلطته المستمدة من تضخم كرشه وصوته العالي، يمكن أن تقنعهم بأن كل شيء على ما يرام في المملكة.
في الوقت الذي كانت فيه الغابة تعاني من الفوضى والخراب بسبب تقاعس الضبع وديكه، كانت الحيوانات على استعداد للانتظار طويلاً لرؤية هذا النظام الزائف ينهار. فعين واحدة كانت ترى في الضبع مجرد كائنٍ مختبئ خلف الأشباح، وعين أخرى كانت ترى في الديك مجرد أداة فارغة تتنقل بلا هدف. كانت الغابة بحاجة إلى قائد حقيقي، لا إلى ضبع يلوم كل شيء من حوله، ولا إلى ديك يعتقد أن صوته يمكن أن يملأ الفجوات العميقة في سلطته الفاشلة. كانت الحيوانات تحتفظ بموقفها الصامت، متسائلة متى سينتهي هذا العبث ويعود النظام الطبيعي للغابة، بعيدًا عن أوهام الضبع وصياح الديك.
الديك، الذي ملأ ريشه المنتفخ وصوته المرتفع بما يظن أنه هالة من السلطة، لم يتوقف عن توزيع الأوامر الفارغة والتصريحات المتعالية. كان يظن أن صياحه يمكن أن يعوض عن عجزه في إدارة الأمور، في حين كانت الحيوانات تحتقره وتراه مجرد تابع أعمى لضبع فاشل. أما الضبع، فاستمر في إلقاء اللوم على كل شيء، من الأشباح إلى الظروف العصيبة، تاركًا الغابة تغرق في الفوضى. وبينما كانت الغابة تعاني تحت وطأة هذا العبث، كانت الحيوانات تراقب المشهد بعينين ملؤهما السخرية، وتنتظر اللحظة التي ينهار فيها هذا النظام الزائف، ليعود النظام الطبيعي للغابة التي فقدت هويتها بين صياح الديك وأوهام الضبع.



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)       Alaa_Kaid_Hassab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا استغل أخنوش منصبه كرئيس حكومة لنهب خيرات المغاربة عبر ش ...
- أخنوش.. رئيس الحكومة الذي جعل مستقبل الشباب المغاربة في عرض ...
- العراقي علي الدراجي ورحلة الأصالة.. نقطة ضوء في عالم الموسيق ...
- الفنان العراقي علي الدراجي و معركة الانتصار للموسيقى الأصيلة ...
- في حوار حصري قبل وفاته.. المناضل المغربي علي بوشوى: الوطن فو ...
- المغرب بعد ثلاث سنوات على مقاطعة قطر
- عزيزي مرتضى القزويني.. تبا للميكروفون الذي جعل صوتك السام مس ...
- -دواد أولاد السيد.. من الفوتوغرافيا إلى السينما-.. إصدار جدي ...
- الحقوقي في وطننا.. من السجون و المعتقلات إلى المطاعم الراقية ...
- رواية -هوت ماروك- للشاعر و الروائي -ياسين عدنان-: كوميديا سو ...
- الفنان الملتزم صلاح الطويل ل-الحوار المتمدن-: محاصرة شكل من ...
- ثلاث ساعات في جحيم الدائرة الأمنية الخامسة بساحة جامع الفنا ...
- ثلاث ساعات في جحيم الدائرة الأمنية الخامسة بساحة جامع الفنا ...
- عند مدخل المدينة الشرقي.. صوت الكمان
- الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش: فرنسا و م ...
- درويش و ماركيز و هتلر و شمشون
- للاستئناس و المؤانسة: -خونا الحشرة-
- سعيدة آيت جامع الدويري.. حين تحلق الريشة خلف أنامل القيد
- القنوات التلفزية المغربية خلال رمضان: قنوات للعذاب النفسي و ...
- قرارك أيها الملك: قرار جائر


المزيد.....




- السرد المزدوج بين عمر وغابرييل.. رواية جون وايت -غزة: هذه ال ...
- بريطانيا.. القبض على نجمة -نتفلكس- بتهمة تهريب 40 كغ من المخ ...
- المرآة تتصدر قائمة أفضل الكتب مبيعًا في نيويورك تايمز
- فلسطينيون في شمال قطاع غزة: نعيش -فيلم رعب حقيقيا-
- -كُتاب المغرب-يستنكر -التشويش-على عقد مؤتمره الوطني الاستثنا ...
- في اليابان.. الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان يعزز جسور التباد ...
- “سجل الآن“ اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون 2024 بالجزائر و ...
- الحب كحلم بعيد المنال.. رواية -ثلاثية- لأديب نوبل يون فوسه
- المسرح الروسي يزين مهرجان قرطاج
- الممثل اللبناني نيقولا معوض يتحدث بالتركية.. ما القصة؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - العامل الضبع ومدير ديوانه الديك منتفخ الكرش