بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 8176 - 2024 / 11 / 29 - 16:21
المحور:
الادب والفن
هذا المكتوب يصعب أن نقول عنه قصيدة إنه بكل بساطة لا يتنزل تحت أي غرض، ربما هو مجرد خواطر... هو فقط نص قديم كتب في جانفي 1978 وذلك ما دفعني لنشره.
ــــــــــــــــــــ
هل نسيتِ بقايا الآدمي في عظامي
هل نسيتِ أين تقفين
وذلك العصفور الذي يناديك
نعم ذاك الذي يقف على شبابك كل صباح يناديك
هل نسيته أيضا
ذلك العصفور حبيبتي لا وطن له
ارضه أرض الله الواسعة
إنه يشبهني تماما
هو أيضا يحب أن يشوى لحمه
وتتيبّس جثته
إنه مثلي تماما
غريب
يتيم
بلا أم
كان يوما ما يزهو بريشه وينفشه علك تراه
كان يعتقد ذلك
فقط يعتقد
ولكن صار لا يحب إلا أن يزقزق بعيدا
لقد فهم أن الله معلق أيضا في الأبدية
يبحث عمن يصدق بعريه الأبدي
سيدتي
هل نسيت كل هذا
هل نسيت أنه هو أيضا يحب أن يشوى لحمه
أنه كان يوما ما يزهو بريشه وينفشه علك تراه
هل نسيت أنه كان كما العنقاء
كما الخل الودود
هل نسيت كل هذا
هل نسيت
يقولون النسيان نعمة
ويقولون تنسى كأنك ما جئت يوما للوجود
فجواز سفرك مرفوض
وعبورك مرفوض
سيدتي
هل نسيت
أنا لم أنس
أن الجميع ماتوا
مات المدافعون ومات المهاجمون
وطلعت الشمس
طلعت من مكان آخر
واحترق الرسول
ولم يأت الصبح
وأغمي على الجميع وسط الضباب الأحمر
والعاصفة الصفراء
سيدتي الشقراء
هل نسيت
هل ينسى كل هذا في لمح البصر
هل نسيت تلك الجباه الصفر التي حدثتني يوما عنها وقلت إنها لأبناء سيزيف
للخريف
تلك الجباه سيدتي لا تنسى
إنها انتحرت فقط
انتحرت في باب الجديد في باب الخضراء
في الملاسين
أين يسير ذلك المعقوفة هامته
نعم هو ذلك الشرطي البائس
حتى هو سيدتي احترق
ولم يبق سوى ذلك العصفور ينفش ريشه علك تراه
ولكنه هو أيضا نسي أنهم اقتلعوا عينيك برغم كل شيء
....
جانفي 1978
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟