أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم النجار - عكّازة سهير التل














المزيد.....

عكّازة سهير التل


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 22:11
المحور: سيرة ذاتية
    


سليم النّجّاار
أكانت الدنيا صغيرة... أم كانت الدنيا كبيرة!
فهي بالنسبة لي دنيا غريبة... لا قدرت أن أفهمها وأنا صغير، ولا فهمتها عندما كبرت.
وضعت الأوراق جانباً، بعدما تزاوجت مع أفكاري بشكل كاثوليكي، وبعدما أصابتني بدوار قاسٍ.
كنت بحاجة لزيارة سهير التّلّ يوم أمس ٢٣/ ١١/ ٢٠٢٤، في بيتها في الشميساني لأخرج من الحالة التي تركتني فيها أوراقي وأفكاري اللعينة.
وكيف لي أن أتخلّص من هذه الأوراق. التي صارت أشبه باللعنة في حياتي! فما عدت مشدوداً لسهير، ولا عدت أرى غيرها فيما ذكرت بعد ذكرياتها.
ذهبت إلى لمطبخ لتلبية طلبي عمل قهوة بدون سكر، ولها نسكافي مع حليب.
قالت أمي: طاردوها كذئاب مسعورة. كمن أحست بلسعة: ماذا ستفعل بها ذكرياتها عندما أنهت الثانوية العامّة وذهبت ليوغسلافيا لإتمام تعليمها الجامعي، بعد وعدها حزب الفقراء - الحزب الشيوعي الأردني بتوفير منحة لها، انتظرت طويلاً، ولم تأتِ أوراق الترشيح، كأنّ أوراقها دار مهجورة، في بداية الأمر لم تجرؤ على السؤال، ومع مرور الوقت اكتشفت أنّها دخلت عالماً لا تعرفه. نهضت أمي؛ وقبل أن تصل إلى خزنتها لتناول باكيت دخان، نفثتْ: (ما علاقتنا نحن بهذه الذكريات المهجورة... الآن أيامنا تجاورها، يظنوننا حرَساً عليها؟ ذكريات الشؤم هذه).
شعرت كمن انتُشل من البئر، قبل ارتطامه بقعره، فها هي تُبدي رغبة في الحديث عن الدار المجهورة- أي ذكرياتها.
نظرت إليّ نظرة طويلة وبعيدة، تخترقني ثم ّردّت نظرتها إلى عينيّ، وقالت: "اكتشفت أنّ الحزب كذب عليّ ولم يقدِّم أوراقي للحصول على المنحة الجامعية، وقتها لم أعرف السبب، وطلب والدي رحمه الله العودة إلى عمّان، لبّيْت نداء والدي، وصلت مطار عمّان، وتمّ حجز جواز سفري، كان هذا السلوك قبل الانفتاح الديمقراطي. وانتهاء الأحكام العرفية في العام ١٩٨٩" .
صمتت، هتفت: " أكملي." قالت لي: "تحتمل ما سأقول!"
كنت أغصّ في داخلي.. فقلت: "جربيني"
تمهّلت قليلاً، ثمّ أكملْت: "كنت في الكويت مع زوجي محمد كعوش نعمل في الكويت في الصحافة، وبالمناسبة انا تتلمذت على يده هذا الأستاذ الكبير، وتعلّمت منه فنون الصحافة، وقتها كان هناك عُرف في الكويت أنْ يتمّ خصم ٥% من راتب أي موظف فلسطيني، وعندما سألتني إدارة الجريدة توافقين على هذا الخصم، على اعتبار أنّي بنت التل، تعجّبت من هذا السؤال الغريب، ووافقت على الخصم رغم مرارة السؤال، المفاجأة استنكر أهل زوجي لماذا توافقين على الخصم؟ وقتها عرفت وتأكدت أن فلسطين ليست ملكية خاصة".
ما عدت قادراً على المتابعة، وأنقذني منها، ابتسامتها ابتسامة الأم التي اعتقدت أنّها أثقلت عليّ.
أما هي فما انقطعت عن الخروج إلى السؤال وبدون مقدِّمات متى تنتهي حرب الإبادة على غزّة، لم أعد أحتمل مشاهدة هذه الجرائم التي تُرتكب في حقّ أهلنا في غزّة، قرّرت ألّا أكون شاهدة زور وأشاهد الفضائيات، وقاطعتها؟
كانت كلماتي مكتظّة، والخطّ متعثر، كأنّ يداً مرتجفة، تساءلتُ هي التي كتبت أم أنا؟
فكّرت، إن أخرجت ما في داخلي إلى الورق قد أرتاح! فبدأت كتابة هذه الكلمات، يوم أغترب في الزّمن، لا أعرف من الزمن كم مرّ قبل أن تخبرني أنّ سبب عدم حصولها على المنحة الشيوعية، موقفها من الحزب إذ كانت مع الدكتور يعقوب زيادين، الأمر الذي فهم أنّها، ضد التيار الذي أخذ اسم "الكادر الليني"، والصورة لم تكن هكذا، إلّا أنّ ثقافتنا السياسية السائدة ليومنا هذا أما تكون معي أو ضدي!
كلّ ما علمته، ينتهي عند حافّة الكلمات الأخيرة "أنت عكّازة سهير التلّ" وهذا الوصف له قصّة، وليس الآن الوقت المناسب لذكر تفاصيلها.
ليس لعكّازتنا إلاّ درب واحدة... تُحضر القادمين إليها، وتنأى بالذاهبين منها...



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الفلسطينية المعاصرة ٨- قليل من التجديد كثير من ...
- تستيقظ الذّكريات في -1970- ل صنع الله إبراهيم
- سهير التّلّ بوصفها والدتي
- الهندي في مجموعته القصصية- فاطمة حتى التعب- الفلسطيني التائه ...
- لعبة التأملات بوصفها رواية في -تراب الماس-
- الاستيطان الإسرائيلي- تقويض لحقّ تقرير المصير للشعب الفلسطين ...
- الشخصية الفلسطينية المعاصرة -٧
- كسرةٌ من روح -قصص من قلب الغربة
- فالس الغراب - للقاص يوسف ضمرة
- رواية باب رزق
- شارع سقف السيل
- إدوارد سعيد.. إشكالية المكان وصراع الهوية
- الطبل أول جريدة ساخرة في الوطن العربي
- مجموعة قصصية / الجمل الإنجليزي
- رواية فارس وبيسان
- حياة أخرى للنساء وروايتان قصيرتان
- رواية شجرة العروس
- يتيم أسرة تشاو
- رواية همسات من خلف الأسوار
- جريدة الطبل الفلسطينية كابوش في جوف الهاوية


المزيد.....




- إدارة بايدن تعمل على تأمين وقف إطلاق النار في غزة بعد إعراب ...
- استطلاع: نحو 79% من مواطني روسيا يثقون بالرئيس بوتين
- دراسة: تلوث الهواء الناجم عن الحرائق يسبب أكثر من 1.5 مليون ...
- ما السر وراء زيارة وزير الدفاع الروسي إلى كوريا الشمالية؟
- مفاوضات أوروبية إيرانية في جنيف قبيل عودة ترامب إلى البيت ال ...
- إسرائيل تحظر انتقال السكان اللبنانيين جنوبا وتلوح بـ-حرب شدي ...
- وزير الدفاع الروسي بيلاوسوف يتحدث عن أهداف اتفاقية الشراكة ا ...
- -الوطن-: مقتل 4 مدنيين جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية بالقذ ...
- وثيقة إلزامية للسياح قبل زيارة مصر.. مقترح جديد من مجلس الشي ...
- الوكالة اللبنانية: الجيش الإسرائيلي يطلق النار على مدنيين في ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم النجار - عكّازة سهير التل