محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 18:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في يوم ما، سوف يقول قائلهم أننا انتصرنا على العدو الصهيوني واوقعنا به هزيمة استراتيجية نكراء وكبّدناه كذا وكذا من الخسائر الجسيمة ! ثم ياتي آخر ويعدّد لنا المكاسب والانجازات التي يُقال انها تحقّقت في حرب غير متكافئة من جميع النواحي. والويل لنا إذا ذكّرناه بان اكثر من خمسين ألف فلسطيني قتلوا في غزة وضعف هذا العدد من الجرحى والمصابين وأكثر من مليون بين لاجيء ونازح ومفقود ما زال تحت الانقاض إلى يومنا هذا. أضافة إلى الخراب والدمار الهائل الذي طال ثلثي المباني والمنازل والبنى التحتية والمؤسسات التعليمية والدينية والاجتماعية. وان مشاهد المأساة التي حلّت بنا ستبقى عالقة في أذهان اجيال وأجيال من البشر حول العالم. وليس في اذهاننا فقط.
لقد استطاعت دويلة اسرائيل أن تنتزع اتفاقا "على هواها" ملزما للطرف الآخر وايس ملزما لها، تحتوي جميع بنوده كلّ شروطها كما أرادت هي ومعها "ماما" امريكا الحنونة.
أن اتفاق وقف إطلاق النار، بين حزب الله واسرائيل، فيه الكثير من التفاصيل المليئة بالشياطين، تمكّن الكيان الصهيوني من الالتفاف عليه والقيام بردّة فعل أكثر دموية ممّا فعل حتى الآن. اذا رأى ذلك "ضروريا" ولا حاجة به إلى الاستماع الى النصائح من أصحاب النوايا الحسنة ان وجدوا في هذا الزمان.
واذا صمد هذا الاتفاق، الذي وضع حزب الله في وضع لا يحسد عليه، فإن دويلة اسرائيل ستكون لها اليد الطولى في التفرّغ لبقية "الساحات" ابتداءا من جماعة الحوثي في اليمن. إضافة إلى التركيز، باستخدام مفرط للقوة، على تحييد حركة "حماس" ومعها الشعب الفلسطيني بطريقة وحشية. وتجدر الاشارة هنا الى ان حركة " حماس" أعلنت عن استعدادها التام للتوصّل إلى اتفاق مع دويلة اسرائيل. وبكل تأكيد سيكون الاتفاق مع " حماس" نسخة طبق الأصل من الاتفاق المبرم مع حزب الله اللبناني.
ومن خلال قراءة دقيقة لبنود الاتفاق الذي توصلا إليه حزب الله واسرائيل وبرعاية امريكا، لا نجد فيه سوى الانكسار ولا اقول (الهزيمة أو الاندحار) لحزب الله. بل إنه فخ محكم لعزله عن بقية ساحات المقاومة الأخرى. خصوصا أن حزب الله كان أكثر الاذرع "الايرانية" المؤثرة في المنطقة.
أن انتشار الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى على طول الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني يعني أن حزب الله سيكون مرغما على أخذ إجازة مؤقتة، إذا جاز النعبير، أو ما يمكن وصفه باستراحة محارب في حقل من الألغام. ولكن اجل هذه الاستراحة لا يعلمه إلا الله..
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟