محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 22:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما مات المصريون ذهنياً وأعلنوا كراهيتهم للكتاب، وبُغضَهم القراءة ، لم يبقَ على النعي والعزاء غير حملهم فوق رؤوسهم الحذاء القديم للحاكم!
من الصعب الحديث الجدّي والثقافي مع المصري، فالحوار لن يخرج عن الشخصنة فيسألك عن قضايا وطنية وسياسية، لكنه لا يفصح عن اسم كتاب قرأه، وتزيح الحِكم الدينية من أمامكما أي إشارة تُغضب السلطة!
في مصر يستخدم المصري كلمات السماء لخداع أهل الأرض حتى يصل إلى المنطقة الآمنة له وهي الحديث في الدين ظنا منه أن أبواب الجنة ستفتح تلقائيا فور الاستشهاد بآية قرآنية أو حديث نبوي !
حتى رئيس الدولة يمارس نفس الخدعة ولا يخجل إذا كذب على الشعب وعلى الله فيوحي للساذجين بأن خالق الكون يتحدث معه على انفراد، ويُخطط معه للخروج من الفشل والدخول إلى السقوط مع الاحتفال أمام الغوغاء بالانتصار بغير معارك!
يعيش المصريون مع حاكمهم خارج الزمن في حماية الخوف المحاط بالمقدسات الدينية، وخلال خمسين عاما بعدما أصيب الشعب بلوثة عقلية ساهم فيها صراصير المنابر الدينية من شيوخ وخطباء ومعاقين ذهني!
إذا لم يعترض أحد على بصقة الحاكم على وجوه أفراد الشعب أو ذبحهم،
سيعترض عليك أكثر المصريين إذا حاولت أن تمسح البصقة من وجوههم فالحاكم في حماية البركة التي وعده الله بها.
قال لهم أنه سيكتفي بولاية حُكم واحدة ثم مدّها مرتين وهو يعلم أن الشعب أصيب بالخرس والرعب والهوس المقدس، فالخائفون في حماية الخائفين!
إذا أحصيت الخائفين منه وهم أضعف من عنكبوت يموت ستجدهم يخفون الوشاية ضد بعضهم !
وإذا تحسست سراويلهم الداخلية ستجدها مبللة، خاصة إذا ذكرت اسم الرئيس على مسمع منهم!
هل خلق الله الأرانب قبل المصريين؟ أعني هنا مصريي عهد الرئيس الحالي!
أكتب هذا الكلام المؤسف والحزين، لكنه الحقيقة المُرة!
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟