أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة- هل ما تزال ورقة رابحة؟














المزيد.....

الحرب على غزة- هل ما تزال ورقة رابحة؟


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 15:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


يقول "ثيودور هيرتزل" الأب الروحي للحركة الصهيونية حول إنشاء مشروعه الخاص المتمثل ب "الكومنولث اليهودي " في كتابه "الدولة اليهودية" الذي أطلق عليه اسم كراس :
"يتطلب مشروعي استخدام قوة دافعة وموجودة بالفعل...ما هي هذه القوة؟ إنها محنة اليهود".
ويقصد "هيرتزل بمحنة اليهود تعرضهم للاضطهاد حول العالم، وقد تحدث في كراسه المذكور آنفا عن تصورين للمسألة اليهودية أحدهما ينطوي على تقييم جديد لظاهرة "العداء للسامية"، أي استغلالها لأنه اعتبرها آنذاك "نافعة للخلق اليهودي".
وعندما سُئل عن طبيعة الخروج الجماعي، بمعنى كيف ستجبر الآلاف من يهود الشتات على الهجرة إلى فلسطين حينما استقر الاختيار عليها كوطن لهم، أجاب بصراحة "لن يشعر أحد بالاقتلاع لأن التربة بأكملها سوف تذهب بمعية الخارجين".

أما عن كيف ستتم عملية الاقتلاع وبأية ذريعة، فالحل عنده كان سهلا، وتمثل باستغلال العداء للسامية وإشعال فتيلها، وبهذا الشأن يقول "سوف يصبح أعداء السامية أفضل أصدقائنا المقربين، والبلدان المعادية للسامية من حلفائنا".

ومن هنا نفهم بأن دور "العداء للسامية" شكل ل "هيرتزل" الورقة الرابحة التي سترغم اليهود على إيجاد وطن خاص بهم هربا من الاضطهادات المخطط لها والمتفق عليها من قبل الحركة الصهيونية والدول الأوروبية.

ويُذكر بأن "هيرتزل" وبعد أن تبلورت فكرة مشروعه، انتقل عام ١٨٩٥ إلى لندن ليجتمع "بإسرائيل زانغويل" من أجل أن يعرض ذلك المشروع على "نادي المكابيين" وهو جمعية أصدقاء تأسست في لندن عام ١٨٩١ ضمت عددا من المثقفين والفنانين والكتاب وأصحاب المهن اليهود. نتج عن هذا الاجتماع تنظيم رحلة عام ١٨٩٧ إلى فلسطين، أطلق عليها اسم "مكابية" تمهيدا لاستيطانها.
كما اجتمع "هيرتزل" في لندن ب "صموئيل مونتاغو" وهو مصرفي يهودي روسي، انضم إلى حركة "أحباء صهيون" وكان قد تقدم بالتماس للسلطان عبد الحميد الثاني من أجل السماح لليهود باستعمار شرق الأردن، بعد أن تذرع بعض المتعصبين والطلاب من اليهود الروس بالاضطهادات التي يتعرضون لها من السلطات القيصريه.

وامتدت نشاطات "أحباء صهيون" إلى أوروبا الغربية تدعو إلى الهجرة إلى فلسطين وإقامة وطن خاص بهم بعيدا عن الاضطهاد
.
وفي لندن اجتمعت الأطماع اليهودية والمسيحية للاستيلاء على فلسطين.
فلسطين التي لا تمت لهم بصلة ولا هم يمتون لها بأية صلة، ادعوا بأنها المهد القديم الذي لم ينسوه وأن مجرد اسمها يجتذب جماهير الطبقات اليهودية الدنيا إليها بقوة، ونسي "هيرتزل" الأرجنتين وغيرها من البلدان التي كانت ضمن برنامجه في البداية كمقترحات لوطن لليهود وفضل فلسطين واستغل الدين وهو العلماني الذي لا يعترف به.

واليوم وبعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء دولة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" ووزير دفاعه السابق "يوآف غالانت" بسبب ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، من عمليات إبادة
جماعية وحصار وتجويع واضطهاد وغيرها من الجرائم، نجد "نتنياهو" وغيره من قادة الاحتلال قد أدانوا هذا القرار واتهموه ب "معاداة السامية".

وقال "نتنياهو" في بيان صادر عن مكتبه أن "القرار المعادي للسامية الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية يمكن مقارنته بمحاكمة "دريفوس" وسينتهي بالطريقة نفسها".
أي أن المحكمة ستصدر قرارا في النهاية بتبرئته كما تمت تبرئة "دريفوس".
و "دريفوس" نقيب فرنسي يهودي اتُهم بقضية خيانة ضد فرنسا لصالح ألمانيا.
وكان حينها القضاء الفرنسي يعرف ب "معاداة السامية" كما المجتمع الفرنسي عامة. غير أن قضية النقيب هزت المجتمع الفرنسي في ذلك الوقت كما قيل، وانقسم المجتمع ما بين مؤيد ومعارض إلى أن برأت المحكمة "دريفوس"، وأصبحت هذه القضية رمزا للظلم في فرنسا.
ولكن وبالرغم من كل ما ارتكبته دولة الاحتلال بقيادة "نتنياهو" وحزبه من مجازر وجرائم لا أشك أبدا بخروجه من هذه القضايا مثل الشعرة من العجين كما يقال.. والتاريخ يثبت ذلك..فهل عوقبت هذه الدولة على جرائمها منذ قيامها؟ وهل نجحت المحاكم يوما بإدانتها ومن يشرف على كل صغيرة وكبيرة فيها الولايات المتحدة الأمريكية ورأس الشر؟
وإلا لمَ يؤكد "نتنياهو" وبثقة زائدة أنه لن يتراجع ولن ينسحب من القطاع إلا بعد تحقيق أهدافه التي لن يحققها. ومع عدم تحقيقها ستستمر الإبادة والمجازر بحق أهلنا في غزة.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة- المدينة التي لن تُهزَم
- الحرب على غزة- احذروا إعلامهم
- الحرب على غزة- من يصنع التاريخ اليوم؟
- الحرب على غزة- اثبتي يا غزة
- الحرب على غزة- هل هي بداية حرب عظمى؟
- الحرب على غزة- -علينا أن نستمر في قتلهم-
- الحرب على غزة- غريبالدي الطوفان
- الحرب على غزة- خطر الأبواب المفتوحة
- الحرب على غزة- -مسيحانية حتى الموت-
- الحرب على غزة-هنا غزة..هنا الشمال
- الحرب على غزة- عذرا أبو صابر
- الحرب على غزة-الراعي الذي سيهلك الرعية
- الحرب على غزةـ شمال غزة ومتناقضة الحياة والموت
- الحرب على غزةـ قناة الشر #mbc
- الحرب على غزةـ سيد القرنفل والطوفان
- الحرب على غزةـ سيخذلنا الله إن لم نسخط
- الحرب على غزة من بريطانيا إلى أمريكا ومجزرة فجر ١£ ...
- الحرب على غزةـ -اكسودس- وملف الأسرى
- الحرب على غزةـ ذكرى السابع من أكتوبر ونظرية الرأس المقطوع
- الحرب على غزة- شبعنا مراوغات..مصالحهم أولا


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة- هل ما تزال ورقة رابحة؟