حبيب محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 09:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
موجة الهجرة الأولى لأبناء الرافدين الى المملكة السويدية، والتي يؤرخ بدايتها، أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن العشرين، ولبواعث ومحفزات، جاء ذكر أبرز وأهم، مسبباتها ودوافعها، في الحلقة الأولى والثانية، من سلسلة هذه الحلقات التوثيقية. ورغم قلتهم العددية بالمقارنة مع موجة الهجرة الثانية والثالثة للمملكة، فلهم السبق برعيلهم الأول، وأغلبيتهم معارضين سياسيين وبإنتماءات ثقافية وفكرية وحزبية متباينة ومختلفة، في وضع اللبنة الأولى لحضور ولتواجد ولجود الجالية العراقية، وللمرة الأولى، واللامسبوقة في المملكة.
ويحسب لهذا الرعيل الأول وضع اللبنات التأسيسية الأولى
لعدد متباين من منظمات، ونوادي، ومنتديات، وتجمعات، سواء للعامة، أو للمثقفين والأدباء والشعراء، وللمتدينين من جوامع وحسينيات وكنائس.
ولم يكن منحى هذا الرعيل الأول، بمعزل عن الأجواء التي كانت تنعم بها عموم المملكة، بفضل قيادتها السياسية الرشيدة والحكيمة آنذاك، وعلى رأسها الزعيم الوطني والأممي المغدور أولف بالما.
ففي ظل تلك القيادة المحنكة والحاذقة والحصيفة، تمّ تطبيق إصلاحات دستورية جذرية وكبيرة، في عموم المملكة، بحيث تمّ تغيير آلية عمل الحكومة ومؤسساتها، وتثبيت الحكم البرلماني، وإلغاء ما بقي للملكيّة من سلطات. وساعدت تلك الإصلاحات، على زيادة الأمن الوظيفي في سوق العمل. وركزت على رعاية الأطفال، والضمان الاجتماعي، وحماية المسنين، وحلّ مشاكل الإسكان. وتمّ إطلاق برامج إعادة توزيع هائلة للثروة، فاستفاد منها المهاجرون بكل تلاوينهم ومنهم العراقيون، والمعاقون والقاعدة العريضة من أصحاب الدخول المنخفضة والمحدودة، وكبار السن. وبالإجمال، تمّ في ظل تلك الفيادة البارعة، توسيع دولة الرفاه السويدية بشكل ملحوظ وهائل.
للموضوع تتمة تتبع في الحلقة الرابعة.
#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟