أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - كريستيان ميتز وملامح السينما وبصرياتها العلاماتية















المزيد.....

كريستيان ميتز وملامح السينما وبصرياتها العلاماتية


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 07:51
المحور: الادب والفن
    


يستعرض المقال عدد من الملاحظات والتعليقات حول نظرية السينما والفيلم لدي كريستيان ميتز فيلسوف الاجتماع وعلم الصورة، وعالم العلامات السيمولوجي الفرنسي الشهير، وهي نظرية جديرة بالاهتمام والذكر، وهنا يأتي دور الاشارة والشرح الي مثل هذه النظريات السينمائية التي وجدت عند الكثيرين منهم مارسيل مارتن، وجيل دولوز وبيلا بالاس واخرون، وهنا نركز الجهد علي ميتز، وهي تعليقات احيانا واخري تأملات وجااءت التعليقات علي كتاب كان مؤتمر حول كريستيان ميتز وهو بعنونا السينما، سيمولوجيا الفيلم وماورائه، وكان مركزا علي الفصل السابع تأليف مارتن ليفبفر وكان حول الجماليات، والفصل الثامن تناول السينما الحديثة من تأليف فرانسوا كازيتي.

النقد الثقافي ونظريات ميتز
ميتز اقترب الي تاكيد الدلالة في السينما وحضورها الطاغي والرمزية واعتبر السينما أكثر من نطاق الدلالة واسس لمفهوم الشفرة في الفيلم . وايضا اكد علي تحليل الشفرات والرموز الثقافية، والمضامين الاجتماعية، واكثر من مستوي تحليل مضامين الفيلم. كل ذلك يتعلق بالنقد الثقافي والتحليل السيمولوجي وتحليل الافلام كل فيلم في ذاته في صورته الفريدة علي أساس أنه ملئ بهذه الإشارات التي تحيل وايضا الي كل ما يتضمنه الفيلم. وذلك يعني ان هناك تقارب بين توجهات كريستيان ميتز وبين نظرية النقد الثقافي التي تحلل عمق النص والدخول في مضامينه وباطنه، وبدلاً من النظرة السطحية، للعمل الفني والفيلمية والمشهدية. والالتفات الي النص وتذوقه بوصفه قيمة ثقافية لا قيمة جمالية فقط، وهو ما يؤكد عليه ميتز دائما، فهناك الكثير من النقد تجاهه لأنه اغفل الجوانب الجمالية للعمل.

التلصص والفيتشية
في المشاهدة أو الفيلم حدد ميتز ثلاث عمليات التماهي و اختلاس النظر والفتيشية أو التأثير بالمشاهد المتعددة من ناحية العبادة والشهوة المختلفة. نري أن ميتز بذلك وضع تأثير كبير أو سلطة الصورة في الفيلم علي المشاهد فنظرية التماهي تعني تفاعل الذات مع الصورة والفيلمية وتحديد هويتها المتعددة من خلال عوالم الشخصيات والسرد والفيلم..
وايضا الفتيشية التي تعني الاستهلاك وسلب الذات من أجل المتع والشهوات والاستمتاع وايضا البعد الثالث أو النظرية الأخري اختلاس النظر، وهي مهمة لأنها تعني تجسس المشاهد علي تفاصيل المشهدية والشخصيات والاجزاء المتعلقة بالمراقبة والمتابعة
رغم وجود وأهمية هذا التحليل من ميتز إلا هناك ادوات تلقي اخري للذات فهو المرء يلتجأ لذلك من ابعاد ونوعية الفيلم ولكنه يتأمل الفيلم وقد لا يتأثر به و ايضا يتجاوزه وهي اشياء إيجابية عكس السلب في هذه الاتجاهات الثلاثة رغم واقعيتها الدائمة في سيناريو المشاهدة.
واجمالاً علي ذلك يقول ميتز في كتابه الدال المتخيل، ان جميعنا متلصصين عندما نذهب لمشاهدة الأفلام، حيث يصبح المشاهد مراقب خفي للافلام، وذلك بحثاً عن المشاهد الجنسية مثلاً او السرد المثير في الفيلم، والبحث في حيوات وعوالم الاخرين، ويضيف ميتز أنه يمكننا ان نشاهد الشخصيات الفيلمية في اكثر لحظاتها حميمية وخصوصية ، بينما تظل هي غير مدركة انها مراقبة .

السينما التوتر والاهتزاز
السينما وجمالياتها أو اعتبارها كفن هي احساس مهزوز للإنسان. والمعني والحقيقة تشعر بها المتلقي .. وهو احيانا كثيرة معني متعدد ويأتي عن طريق الجميل والمدهش... لذا هناك توتر كبير وقلق لدي المشاهد، نتيجة لتوتر الفيلم والفن.. ميتز يدعم هذا التوتر والاهتزاز، أنها يدعو الي قلق الفن، واهتزاز المشاعر، وهو يري حسية كبيرة لدي السينما.

مستويات الفيلم
واعطي ميتز خمس مستويات لتحليل الفيلم وايضا وضع مستوي سادس وهو الاسلوبية وهي تقترب من السينما أكثر من المستويات الخمسة وتلخص المستويات الفكرة أعلاه وهي الرموز والشفرات. و المستوي الاول وهو يتعلق بالمسارات الثقافية والتاريخية وهو يدل علي معني ومعلومات ثقافية في الفيلم، والمستوي الثاني يتعلق بالتعرف علي الاشياء ( النظام الأيقوني، ويعني تحديد وتعرف علي الاشياء. المستوي الثالث الرموز والشفرات، ثم الرابع حول نظام السرد ( السرد في الفيلم) اعتبار الفيلم نص،و المستوي الخامس وهو تعلق بالدال والمدلول ( اللغة السينمائية)، وذلك المستوي ينظم كل المستويات السابقة...
ويميز خلال هذه المستويات بين السرد واللغة في الفيلم، ويعتبر أن اللغة هي الاساس في التحليل وهي تتعلق بالرموز والشفرات الثقافية ( السيمولوجيا الثقافية)..

المعرفة والتخييل وضدية ميتز
العقل البشري لا يفهم شيئا إلا بالخطاب أو البلاغة فهو لازم يتخيل أثناء عملية الإدراك العقلي أو المعرفي وهذا الأمر ضمن المعرفة التي تحتاج إلي استعارة أو كلاما خطابيا حتي تفسر الأشياء. وايضا حتي تستطيع التواصل مع العقل .. فليس هناك معرفة مجردة أو بعيده عن التخيل والأشياء المجردة والعلمية تحتاج جزء تخيلي مثل المجاز أو الرمز حتي تصل امور مفهومة للعقل... وهذا اتفاق بين العقل والأشياء بين الذات والواقع .. لذا رفض كريستيان ميتز الي المجاز والبلاغة في تحليل السينما والصورة لهو امر يحتاج الي تأمل او نقد خاصة لاهمية هذا المنحي التحليلي الجمالي، وهو يري ان تحليل العلامات واللغة والمعني والشفرات سيكون تدليلاً علي الجماليات وليس الانطلاق من الاستعارة والمجاز لتحليل الفيلم.

فوكو وميتز
فوكو يفكك سلطة الصورة، فيمكننا القول أن لا وعية ميشال فوكو فككت سلطة الصورة في السينما، سلطة السرد الحكائي التقليدي، ومحددات ارسطو للدراما، هامش السينما من بيلاتار وتاركوفسكي، وبرجمان يدعمها فوكو، في استطيقيا التفكيك وما بعد بنيوية تفاصيل المشهد.
جلاد الصورة وسلطة المخرج، ستقف خارج منظار فوكوني خارق، فيصبح المشهد السينمائي بلغة فوكو مشاركاً في صنع المشهد وتأويله، فليس هناك صورة تزهو بنفسها، تسيطر علي بدايات السينماتوغراف ونهاياتها، تصبح الصورة هنا هامش، والمشاهد مركز في أحيان قليلة لاثبات فعل المقاومة لدي المشاهد، وفي احيان كثيرة ليس هناك سلطة او مركز، مجرد صور تأويلية مفتوحة بدون اي قيود، وهنا تكسب لغة المجاز.
حيل فوكو لتفكيك سلطة الصورة في المادة الفيلمية، يجدها المخرج في المجاز، فوكو يؤسس لميكروفيزياء الصورة بدون قصد، كما اسس بقصد ميكروفيزياء السلطة، السلطة توجد في كل شئ، الدعوات الفوكونية للتحرر هي دعوات ماركسية يسارية ضد السلطة، ولكن ليس بدافع ايديولوجي وتطبيق برنامج سياسي، فماركسية الفيلم تأتي من تمرده علي سلطة المخرج والصورة، كارل ماركس حاضرا في ثنايا افلام تاركوفسكي في وعي شارد ولاوعي متحقق.
اختراق حاد في ثنائية الزمان والمكان، وتفاصيلهم المستمرة لتكوين المشهد والصورة، ارسطو يتم طرده، ليحل محلهم ثلاثية مابعد الحداثة في الفلسفة نيتشة وماركس وفرويد، ويفكك بهم فوكو سلطة المكان والزمان في الصورة، يصبح الامر كرجل يمشئ علي المياه.
نري ميتز يقترب كثيرا من هذا التوجه النقدي لميشال فوكو، حيث يبتعد ميتز عن ارسطو والبلاغة، ويتجه نحو التركيب واللاجماليات، ونري هنا ان نظريات ميتز هي نظريات تلقي، وتحليل سلوكيات المشهد، وتبادل الادوار بين العمل الفيلمي والمشاهد، لذا كل ئ متحرك، وليس هناك سلطة وفقا لفوكو وميتز معا، وميتز هنا له ابعاد ماركسية يسارية معنونة بالأشارة الي التحليل الفوكوني للسلطة والصورة.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكسندر دفجنكو في فيلمه الارض ما بين شاعرية الصورة وقصيدة ال ...
- كريستيان ميتز لا للجماليات ونعم للدلالة والسينما اللامعقولة ...
- اضاءات وشذرات في فلسفة كانط
- اسطورة الغائب والكرامات لدي خيري بشارة بين التشريح الانثروبو ...
- المراحل التاريخية الاربعة لفلسفة الجندر او النسوية الغربية
- صور الحياة وتحليل المعني في اللغة عند الفيلسوف النمساوي لودف ...
- الشاعر محمد حربي يقابل الاكاديمي المتعطل احمد نبيل حبسة في ب ...
- تاريخ حقيقي ام واجهة تاريخية “ السردية التاريخية في الفلسفة ...
- الحضور الفلسفي الكانطي ودقته العلمية وسينماه
- نقد الأنا والاخر في الفكر المصري المعاصر
- ملامح وسمات الفكر لدي احمد عبد الحليم عطية
- فلسفة ونظرية القيم عند احمد عبد الحليم عطية : تطبيقات وامثلة ...
- السينما والعقل في الايام الاخيرة لكانط
- المخرج البولندي بافل بافليكوفسكي في فيلمه “ايدا”
- تحليل جمالي لفيلم “ايدا”: البحث عن عالم آخر
- الأخوان داردين والاقتراب من نفسانية روبير بريسون
- عدمية الحلم بين فيلليني وأنطونيوني
- فلسفة الفيزياء والرياضية في ضوء النموذج الارشادي لتوماس كون
- قراءة تأويلية وجمالية في فيلم”المرآه” لآندرية تاركوفسي
- مبادئ واولويات فلسفة ونظرية مبحث القيم عند احمد عبد الحليم ع ...


المزيد.....




- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - كريستيان ميتز وملامح السينما وبصرياتها العلاماتية