|
الضاحك الباكى : من المتنبى الى خواكين فينيكس
اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)
الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 00:31
المحور:
قضايا ثقافية
حداء ألا كل ماشية الخيزلى https://www.youtube.com/watch?v=bxs8dG9LRGU
العلمانيه الكليه - بلا قيمه انسانيه - يحكمها منطق السوق ويتحول فيها الوطن الى شركه والمواطنين الى سلع..الاعلام يدار بمنطق الاعلان الاستهلاكى والتعليم تحكمه الدعايه مدفوعه الاجر المحك فيهم نسب المشاهده والمتابعه بغض النظر عن المحتوى... الفن الهادف فى بحثه عن جذب المشاهدين لا يحول الخير شرا ولا الظلمه نورا ولا الاعوجاج استقامه لكن الاعلان والدعايه قد يفعلون ذلك اذا حكمهم منطق الاستهلاك الاعلامى... == وهذه المقدمه ليست دعوه للعوده الى رقابه ستالين واعلام السلطان لكنه نقد هام لاحد اهم مساوئ عولمه الاعلام فى عصر الانترنت والمحمول. نقد تحدث عنه ريتشارد ثالر استاذ الاقتصاد بجامعه شيكاغو بالولايات المتحده الامريكيه والحاصل على جائزه نوبل فى 2017 عن اسهاماته فى الاقتصاد السلوكى وادراج افتراضات واقعيه سلوكيه تؤثر على القرار الاقتصادى للفرد ونتائج السوق مثل الافتقار لضبط النفس والتفضيلات الاجتماعيه والعقلانيه المحدوده للعوام...حيث يرى ريتشارد ثالر ان الحكومات الحديثه يجب ان يظل تواجدها فى الخلفيه الاعلاميه من خلال الرسائل الموجهه الى المواطنين على المحمول و الاذاعه للارشاد الواقى لمواطنيها.. ==== اما الضحك الباكى أو السخريه السوداء التى يموج بها الاعلام والحال المصرى فى العموم هذه الايام فهى كثير ومنها ما يسمى جمعيه تكوين التفاهه التى يرأسها للأسف اعلامى وصحفى معروف مع آخرون.. والتفاهه والتسطيح احد ادوات الاعلان الاستهلاكى التى تمحى هويه شبابنا وتهد مجتمعنا اذا مست عقيدتهم وشككتهم فى دينهم ثم تتركهم فريسه للالحاد التائهه الخالى من اى قيمه..ولأن محمد رسول الله وقرانه وسيرته من اكبر القيم فى نفوس المسلمين أخذ هذا الاعلامى -نبطى النسب أعجمى الثقافه - يشككنا وهو يحدثنا فى عده حلقات من التفاهه عن انساب خير الفلا وسيرته الشريفه التى جمعها ابن اسحاق وكتبها ابن هشام وحققها اكثر من عالم حافظ كان اخرهم محمد السرجانى عميد كليه الشريعه الاسبق بجامعه الازهر الشريف..ويكفى للنبطى من التفاهه - حتى يحقق نسبه مشاهده عاليه على الانترنت - ان يشكك بالسيره وما شابه من موروث دينى بالقول بأنه من غير المعقول نقل قصص شفويا عبر ٤٠٠ عام ... == اكيد هذه التفاهه حققت من المتابعه فى ايام ما لم تحققه فى سنوات حدأ قصيده (ألا كل ماشيه الخيزلى) للمتنبى فيلسوف الشعر العربى التى قدح بها حكم كافور قائلا: وماذا بمصر من المضحكات لكنه ضحك كالبكا.. بها نبطى من اهل السواد يدرس انساب الفلا.. واسود مشفره نصفه يقال له أنت بدر الدجى.. والحدأ وحدأ الابل من اقدم الفنون والمهن التى انتقل بها تقريبا كل تراثنا العربى عبر المكان والزمان.. والحدأ اسلوب غنائى للشعر والقصص المسجوع وكانت كل قافله بها حداء او اكثر ينشد ويقص لأفرادها ما يحفظه اثناء السير وجلوس الاستراحه..وعندما تتلاقى القوافل تقام للحدائين حلقات للمنافسه يفوز فيها اكثرهم حفظا وبداهه.. وامير الحدائون هو اكثرهم حفظا وألماما بالشعر والقصص المسجوع.. وبالطبع قوافل الحج والتجاره نقلت تراثنا الدينى وسير الصحابه عبر فن الحدأ واستمر هذا الحال حتى بدايات القرن الماضى .. ومن الحدأ كاسلوب أالقائى اشتهر فى مصر النوح كلون غنائى والتعديد وهو الاكثر اثاره وسوقيه... ويخيل الى انه بعد تلك المعلومه الثقافيه لا يبقى للنبطى فى حلقاته للتفاهه الا مثل قوله: كيف أتأكد ان قصيده ألا كل ماشيه الخيزلى هى من نظم المتنبى نفسه وليست منحوله ؟؟ وهنا لنترك للمتنبى الرد بقوله: ومن جهلت نفسه قدره رأى غيره منه ما لا يرى..
== اما اشهر ضاحك باكى حاليا فهو جوكر خواكين فينيكس الذى تم عرضه لأول مرة في عام 2019 ، وكانت إحدى الروايات الرسميه السائدة هي أن الفيلم قد يكون خطيرا. وذهب التفكير إلى أن احتضان الفيلم لمنظور آرثر فليك بطل الفيلم قد يلهم الشباب الساخطين لارتكاب أعمال عنف حقيقية. لكن يبدو أن هذا قد أثر على صانعي الأفلام بما يكفي لجعل Joker2: Folie à Deux حول هذه الفكرة بالذات حيث تم تخصيصه لاستعداء الجماهير وأرضاء السلطاتّ!!! ان الغرب الامريكى العلمانى لدرجه الثماله بمبدأ ارقام التوزيع لا يجد غضاضه فى كسر قاعدته المقدسه والتدخل فى الابداع الهوليودى وحريه التعبير والرأى طالما انه يحمى سلطاته وهيمنته ، لكنه وبأنفصام شخصيه عجيب لايخجل فى ان يكيل اتهامات الرجعيه والاستبداد لكل من طالب بحمايه عقول شبابنا من طوفان التفاهه وقمامه الفننس ا!! ومره أخرى لا نجد حيال هذا العبث غير وصف المتنبى ومن جهلت نفسه قدره رأى غيره منه ما لا يرى..
#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)
Osama_Shawky_E._Bayoumy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عين حورس : بين رمزيه الأسطوره الفرعونيه والدين الأبراهيمى
-
ابو عيون رقيقه : الخروج عن النص بين الفن والدين
-
كيف انت؟؟ الفن بين الأمر والنهى
-
أرمى هاالطربوش : الدين ما بين الفن الفلسفى والسياسه
-
كامل الاوصاف : علامات القيامه بين الدين والفن الفلسفى وفوز ت
...
-
قال ايه بيسئلونى: قراءه فى الانتخابات الامريكيه
-
يا مختار المخاتير : قراءه فى الانتخابات الامريكيه
-
اعطنى الناى وغنى : قراءه فى الانتخابات الامريكيه
-
ليله القبض على فاطمه : سقوط الخلافه الفاطميه بين الواقع والف
...
-
الحمار والسفاح : سقوط الخلافه الأمويه بين الواقع والأسطوره
-
مجذوب لؤلؤه: قصه اغتيال عمر ابن الخطاب بين الواقع والخيال (ك
...
-
مجذوب لؤلؤه: اغتيال عمر ابن الخطاب بين الواقع والخيال ج5
-
مجذوب لؤلؤه: اغتيال عمر ابن الخطاب بين الواقع والخيال ج4
-
مجذوب لؤلؤه: اغتيال عمر ابن الخطاب بين الواقع والخيال ج3
-
مجذوب لؤلؤه: اغتيال عمر ابن الخطاب بين الواقع والخيال ج2
-
مجذوب لؤلؤه: اغتيال عمر ابن الخطاب بين الواقع والخيال ج1
-
الثالوث الشيطانى (الروسى- الأسرائيلى-الأيرانى)
-
صحراء النقب هى البديل عن الحرب مع اسرائيل
-
دراسه نقديه لقصه قارون وسحره الفرعون فى القرآن
-
قراءه نقديه لقصه قارون وسحره الفرعون فى القرآن 1:
المزيد.....
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
-
بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟
...
-
ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2
...
-
رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو
...
-
مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت
...
-
أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد
...
-
غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
-
أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو
...
-
عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة
...
-
كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد
...
المزيد.....
المزيد.....
|