بوب أفاكيان – الثورة عدد 103 : لماذا يساعد الديمقراطيّون الفاشيّة و يعبّدون لها الطريق و ما الذى يبيّنه ذلك بشأن هذا النظام ، و ما الذى يحتاج الناس المحترمين لفعله


شادي الشماوي
2024 / 11 / 19 - 19:22     

بعد نعت ترامب بأنّه فاشيّ ، تنغمس كمالا هاريس و ينغمس جو بايدن و قادة ديمقراطيّون آخرون الآن في التفاخر في كيف أنّهم يدافعون عن " الإنتقال السلمي للسلطة " ، و أنّهم يساعدون ترامب في " إنتقال " السلطة له ، و يأملون أن ينجح كرئيس ! و هذا تكرار لما فعله الديمقراطيّون سنة 2017 – حتّى إثر مواصلتهم التأكيد هذه المرّة على أنّ رئاسة ترامب الآن ستكون أسوأ بكثير من فترته الرئاسيّة الأولى .
و مرّة أخرى ، الديمقراطيّون أنفسهم يؤكّدون على النقطة الحيويّة التي شدّدت عليها بصفة متكرّرة ( مثلا ، في مقالى " الفاشيّة و النظام بأكمله " ، متوفّر على موقع أنترنت revcom.us ) : الديمقراطيّون و الفئة " السائدة " من الطبقة الحاكمة التي يمثّلونها ، لا يمكن أن يقاتلوا الفاشيّين بالطريقة اللازمة لقتالهم – و يحتاج هذا القتال أن يُخاض كجزء من قتال هذا النظام بأكمله .
الفاشيّة ليست " شتيمة " – أو فلقط بعض النوع من العلامة السلبيّة توضع على معارضك في مسار انتخابات . الفاشيّة كما يمثّلها دونالد ترامب تفوّق البيض و تفوّق ذكوريّ و معاداة للمثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا ، و كره المهاجرين و تدمير عدواني للبيئة و معاداة للعلم ، و تعصّب ديني أصولي ، مصمّم على إستخدام قوّة الحكومة ليفرضوا بالقوّة الطاعة لجنونه الخطير و التدميري ، و لقمع خبيث للذين يعارضوه أو يقاوموه . و الآن هذه الانتخابات إنتهت ، و الديمقراطيّون في القيادة متلهّفون للتعاون مع و مساعدة ترامب الفاشيّ !
بالنسبة إلى الديمقراطيّين ، " إستقرار " حكم هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، حتّى في شكل فاشيّ ، أهمّ من إلحاق الهزيمة العمليّة للفاشيّة .
و مع ذلك ، مظهر بارز آخر للواقع أنّ هذا النظام بأكمله ، و كلّ جزء من طبقته الحاكمة ، فاسد ، و إجرامي تماما و غير شرعي كلّيا !
و في تعارض مع ما يُساعد الديمقراطيّون في فرضه على الناس ، ما نحتاج إليه هو التحدّى الجريء و رفض مصمّم على المضيّ مع أيّ من هذا – الآن ، و بطريقة مستمرّة .
و مثلما قلت في الرسالة 102 : هذا ليس زمن الإحباط و اليأس - هذا زمن الغضب الشرعيّ و التصميم الثوريّ .
و نهائيّا ستكون هناك حاجة إلى الدفاع عن حقوق الناس وحياتهم ، الناس الذين تستهدفهم هذه الفاشيّة . و في الوقت نفسه ، أمام هذه الفاشيّة و الذين هم من مسانديه ، لا ينبغي أن يوجد أيّ فكر دفاعي defensiveness بل بدلا من ذلك موقف صارم لمعارضة متحدّية لكلأّ ما هم بصدده ، و كلّ ما يفعلونه في تكريس هذه الفاشيّة .
أمّا بالنسبة إلى الناس الذين صوّتوا لترامب و ساندوه : بغضّ النظر عن السبب أو التبرير الذى يقدّموه للقيام بذلك ، الواقع هو أنّهم يدعمون الفاشيّة ، ، بكلّ ما يعنيه ذلك . و من الضروريّ و الحيويّ إتّخاذ موقف هجومي صريح و عمليّ ضدّه. ( و ينطبق هذا نهائيّا على " الإخوة " " bros" الذين يكرّرون بسفور أسوة بترامب ثقافة الإغتصاب و الهجوم على النساء و البنات بترديد مقولة فاسدة " جسدكم ، خيارى أنا ! " . و ينطبق على كلّ تعبير فاسد عن هذه الفاشيّة . )
و حتّى أكثر جوهريّة ، مثلما شدّدت بثبات : هذه الفاشيّة متجذّرة في ذات أرض هذا النظام في هذه البلاد ، و عدد متزايد من الناس يحتاجون إلى أن يُكسبوا إلى الإعتراف و التصرف إنطلاقا من فهم أنّ القتال ضد هذه الفاشيّة يحتاج أن يُخاض كجزء من القتال للقضاء على هذا النظام بأكمله ، بواسطة ثورة فعليّة .
القادم قريبا : كيف يمكننا أن نتحدّث جدّيا عن ثورة بينما وقع للتوّ إنتخاب الفاشيّ ترامب ؟
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------