بوب أفاكيان – الثورة عدد 102 : - - بلدان - داخل هذه البلد – و النظام اللعين برمّته يجب أن يرحل ! هذا ليس زمن الإحباط و اليأس – إنّه زمن الغضب الشرعي و التصميم الثوريّ
شادي الشماوي
2024 / 11 / 14 - 01:08
هذا بوب أفاكيان - الثورة عدد 102 .
أظهرت الانتخابات بحدّة الوجود الواقعي ل " بلدين " داخل هذا البلد .
و هذا ، بالمعنى الحقيقيّ ، إمتداد للإنقسام الجوهري الذى وُجد منذ بداية ما يسمّى ب " الولايات المتّحدة " الأمريكيّة ، مع تأسيسها على العبوديّة و الإبادة الجماعيّة – إنقسام لم تقع معالجته حقّا أبدا عبر تاريخ هذه البلاد – لا عبر الحرب الأهليّة في ستّينات القرن التاسع عشر و لا عبر التغيّرات التي جدّت خلال ستّينات القرن العشرين و في السنوات التالية لها .
و مثلما قلت سابقا ، هناك خيط رابط مباشرة من الكنفدراليّة الموالية للعبوديّة ، زمن الحرب الأهليّة ، إلى فاشيّة اليوم ، بتصميمها على جعل أمريكا مجدّدا بسفور و عدوانيّة يسود فيها تفوّق البيض و التفوّق الذكوريّ و معاداة المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا .
و هذا الإنقسام إلى " بلدين " لا يمكن أن يُحلّ حلاّ جيّدا له في ظلّ هذا النظام . و إنتخاب فاشيّ بشكل تام ، دونالد ترامب، على رأس هذا النظام دليل قويّ على هذا .
لا يمكن أن يوجد حلّ جيّد في ظلّ هذا النظام لأنّه رغم الوعود الزائفة و أكاذيب " الفئة السائدة " من الطبقة الحاكمة ( ممثّلا بالحزب الديمقراطي ) ينهض النظام بأكمله على إستغلال لا رحمة فيه – و إضطهاد قائم على العرق و الجنس و الجندر و نهب البيئة و الشعوب عبر العالم ، و كذلك تدمير الحرب – و كلّ هذا مبنيّ في أسس النظام الرأسمالي – الإمبريالي الحاكم .
" بلد " داخل هذا البلد – أولئك الذين يساندون الفاشيّة – يطالب بهذا الإضطهاد و الجنون و يحتفل به .
و " البلد " الآخر يرغب في وضع نهاية لهذا الإضطهاد و الجنون – لكن لا يمكن وضع نهاية لهذا في ظلّ هذا النظام .
و طالما أنّ الأشياء في إطار هذا النظام – و محدّدة بحدود هذا النظام – سيمسك الفاشيّون بالمبادرة التي لا يمكن أن تكون بيد الناس المحترمين .
لماذا ؟ لأنّ الفاشيّة طريقة يمكن لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي أن يحكُم بها و يسير وفقها ، و هناك قسم قويّ من الطبقة الحاكمة مصمّمة على فرض هذه الفاشيّة . لكن وضع نهاية لكلّ المظالم التي يودّ الناس المحترمون رؤية نهاية لها لا يمكن أن تحدث في ظلّ هذا النظام . و رغم وجود قسم من الطبقة الحاكمة يعارض هذه الفاشيّة ، فإنّ هذه المعارضة تحصل دائما في إطار و ضمن حدود هذا النظام . لا وجود لجزء من الطبقة الحاكمة سيخاطر بنوع التمرّد الذى سيكون ضروريّا لإلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة ؛ و لا وجود لجزء من الطبقة الحاكمة سيبحث عن إنهاء الفظائع الوحشيّة و المظالم العميقة المبنيّين في أسس هذا النظام و التي لا يمكن لهذا النظام السير دونها .
و هذه هي النقطة ببساطة : لا يجب أن تظلّ الأمور بعدُ و تواصل إنحصارها في إطار و ضمن حدود هذا النظام و طبقته الحاكمة .
آن الأوان ، و بشكل إستعجالي ، للحلّ الثوريّ ، الإيجابي الوحيد لكلّ هذا : آن الأوان لمعالجة هذا الإنقسام الجوهري بإلحاق الهزيمة في نهاية المطاف و بصورة حيويّة ب " البلد " الفاشيّ – و القيام بذلك كجزء من وضع نهاية لهذا النظام برمّـته، هذا النظام الذى ولّد هذه الفاشيّة ، إلى جانب كلّ فظائعه الأخرى . ( و بالنسبة إلى الناس الذين تمّ تضليلهم ليكونوا جزءا من هذا " البلد " الفاشيّ : إلحاق الهزيمة الحيويّة بهذه الفاشيّة كجزء من التخلّص من هذا النظام برمّته سيوفّر أفضل الوسائل لصحوة هؤلاء المضلَّلين و كسبهم ليشاركوا في الحلّ الثوريّ و التحريريّ لكلّ هذا ).
و كما قلت في البداية : هذا ليس زمن الإحباط و اليأس الناجمين عن القبول بالأشياء في إطار هذا النظام .
هذا زمن الغضب الشرعيّ و التصميم الثوريّ – زمن تكريس في نهاية المطاف لحلّ ثوريّ و تحريريّ حيويّ لهذا النزاع الذى ، بالمعنى الحقيقيّ جدّا ، قد ميّز " الولايات المتّحدة " من زمن تأسيسها على العبوديّة و الإبادة الجماعيّة إلى اليوم وهي المضطهِد الأكثر قتلا و تدميرا في العالم وهي تهدّد بشكل خطير مستقبل الإنسانيّة و وجودها ذاته .
آن الأوان لتبنّى و النضال من أجل ما تقدّم به الشيوعيّون الثوريّون بوضوح في بيان " نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا " :
" ضرورة القضاء على و تفكيك النظام الرأسمالي – الإمبريالي القائم و مؤسّسات الحكم في هذه البلاد – و تعويضهما بنظام جديد إشتراكي يستند إلى " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " . "