دور النقابات العمالية في الحروب والازمات
سلامه ابو زعيتر
2024 / 10 / 29 - 14:01
تعد النقابات العمالية من أكبر مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة لخدمة المجتمع، فهي تلعب دورا محوريا في الدفاع عن حقوق العمال وحماية مصالحهم، وتسعى لتحسين ظروف وشروط عملهم، والارتقاء بأوضاعهم المعيشية والحياتية بما ينسجم مع اهداف النقابات ومبررات وجودها لنصرة قضايا العمال وخاصة في ظل التهديدات والمعيقات التي يواجهونها العمال في سوق العمل، ويتضاعف الدور النقابي بشكل كبير في أوقات الحروب والأزمات بما تفرز من تحديات ومشاكل تحتاج وحدة الحركة النقابية وتطوير الخطط والتدخلات لتحصين العمال وتذليك الصعوبات في مواجهة التحديات لتوفير الحماية للعمال لتخفيف تداعيات الحرب والأزمات عليهم خاصة في غزة المنكوبة والتي انشلت فيها كل مناحي الحياة واثرت بشكل كبير على العمال حيث يعاني اكثر من 88% منهم البطالة واكثر من 95% يعيشون تحت خط الفقر في ظل ارتفاع والغلو بالأسعار التي تضاعفت بشكل كبير مع تأكل الأجور ومحدودية الدخل وهنا تنبع أهمية دور النقابات العمالية لتعزيز صمود العمال وحماية حماية حقوقهم مثل: الحق في العمل، والأجر العادل، والظروف العمل الآمنة، والحماية والتأمينات الاجتماعية والضمان الاجتماعي وهذا يحتاج لتدخلات منظمة في خطوط عريضة يجب العمل عليها ومنها :
- خطة تدخل لحماية الحقوق العمالية وتنظيم التدخلات المناسبة في ظل الحرب.
- الحوار الاجتماعي والتفاوض مع أصحاب العمل والحكومات وذلك للتوصل إلى حلول توافقية تحافظ على مصالح العمال وتوازن بين استمرار فرص العمل والتشاركية والتعاون في مواجهة تداعيات الحرب وأزماتها.
- تقدم النقابات الدعم النفسي والاجتماعي للعمال وعائلاتهم في الحروب وما تفرزه من مشاكل وصعوبات بالتعاون مع متخصصين لتوفير تدخلات الدعم النفسي والإغاثة، وتقديم الاستشارات، وتنظيم برامج التدريب والتأهيل.
- العمل على تعزيز المشاركة الفعالة للعمال وهيئاتهم ومستويات تمثيلهم في صنع القرار في كل المستويات لضمان تمثيل مصالح العمال في تطوير السياسات والتشريعات التي تؤثر على حياتهم وخاصة بعد الحرب.
- العمل على بناء التضامن والتكافل المجتمعي بين العمال، بهدف تعزيز روح الانتماء من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات المشتركة وذات التأثير الهادف لحماية مستقبل العمال واسرهم.
تشكل مجموعة التدخلات أعلاه مدخلات لخطة عمل يمكن العمل عليها وتطويرها لحماية مصالح العمال ومواجهة تداعيات الحرب وافرازاتها المستقبلية والتي تحتاج من الجميع الوقوف لمواجهتها ارتباط بالدور الذي تقوم به النقابات العمالية والتي أحيانا تواجه تحديات واشكاليات مثل:
- الصعوبات في توفير الموارد المالية مما يحد من قدرتها على تقديم الخدمات لأعضائها وتحقيق أهدافها والقيام بالتدخلات المطلوبة بالإضافة للتدخلات التي تعرقل عملها وتحد من قدرتها على الدفاع عن حقوق العمال.
- التطورات التكنولوجية والتدخلات الرقمية والتقنيات الجديدة ساهم في تغير طبيعة العمل وظهور نماذج عمل جديدة تحتاج تنظيم العمل منها العمل عن بعد والعمل الحر بالإضافة لدخل الرقمة على عمل النقابات.
- شلل سوق العدم وفقدان العمال فرص عملهم وتدمير المنشآت الصناعية الاقتصادية والمزارع والخسائر الكبيرة التي يعاني منها القطاع الخاص.
أخيرا ا مازالت النقابات العمالية تشكل محور العمل لخدمة العمال فوظيفتها الضغط لضمان مستقبل مستقر للعمال من خلال التدخل لحماية حقوقهم والدفاع عنها وتوفير الدعم والمساندة لمواجهة تداعيات الحرب ومشاركتهم في صناعة القرار وهذا يساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة واستدامة فالنقابات تلعب دورا جوهريا وحيويا في الارتقاء بالمجتمع وفئاته الاجتماعية.
• د. سلامه أبو زعيتر
• باحث في الشئون النقابية