إسرائيل تمطر الموت و الدمار عبر لبنان – و الولايات المتّحدة تدعم الفظائع الإسرائيليّة بالقنابل و الأكاذيب و التبريرات الواهية


شادي الشماوي
2024 / 10 / 22 - 23:49     

جريدة " الثورة " عدد 876 ، 21 أكتوبر 2024
www.revcom.us

شنّت إسرائيل حملة قصف بالقنابل ضد لبنان في 17 سبتمبر و تاليا غزت البلد في 30 سبتمبر .و قالت إنّها تنجز " غزوا محدودا " ضد أهداف عسكريّة جنوب لبنان ، مستهدفا منع حزب الله ، منظّمة أصوليّة إسلاميّة شيعيّة تدعمها إيران ، من إطلاق صواريخ نحو إسرائيل . (1)
لكن ما من شيء " محدود " في الهجوم المجرم لإسرائيل على لبنان بأسرها و على شعبها . و قد أمطرت الموت و الدمار من جنوب لبنان إلى العاصمة بيروت الكثيفة السكّان ، إلى سهل البقاع في الشرق ، و حتّى مدن في الشمال .
أكثر من 2350 إنسان قُتلوا و أكثر من 11 ألف جُرحوا منذ بدء إسرائيل و حزب الله تبادل إطلاق الصواريخ قبل سنة من الآن ، عقب شنّ إسرائيل هجومها الإبادي الجماعي في غزّة . و معظمهم كانوا في الشهر الأخير . و قد وقع تهجير 1.34 مليون في الشهر الأخير . و المدنيّون بمن فيهم الأطفال ، يشكّلون معظم الإصابات ، التي ينمو عددها يوميّا .
و إدارة بايدن - هاريس تدعم هذه المذابح بالقنابل والأكاذيب والتبريرات الواهية لجرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل.(2)
في الأسبوع الأخير فقط :
- يوم الإثنين 14 أكتوبر ، و غارة إسرائيليّة على مبنى من أربعة طوابق بقرية عيتا و قتلت 21 شخصا بمن فيهم طفلين . " إنّها ضربات و هذا دمار في حيّنا ، و قد وقعت قنبلة قرب منزلي " ، قال رجل . " لديّ أطفال . و لا يمكنك أن تقف ببساطة حيث توجد . لقد حاولنا الذهاب إلى مكان آخر . و إنتقلنا من بعلبك أين وقعت قنبلة قرب منزلى . و كان علينا المغادرة مجدّدا . لديّ أطفال . و لا يمكن البقاء . نحن نتوجّه إلى سوريا لأنّها يمكن أن تكون أكثر أمنا من المكان الذى نوجد فيه الآن . "
- يوم الأربعاء 16 أكتوبر ، هاجمت إسرائيل مبنى بلديّا جنوب مدينة النبطيّة . الوالى و عمّال المدينة الآخرين كانوا يعقدون إجتماعا لتنسيق المساعدات للمدنيّين الباقين في المنطقة . و قد قُتل الوالي و 15 آخرون و جُرح 52 آخرون . وقال الوزير الأوّل للبنان إنّ إسرائيل " إستهدفت عمدا " الاجتماع .
- و في اليوم نفسه ، هاجمت إسرائيل أيضا المنطقة الكثيفة السكّان في الضاحية الجنوبيّة لبيروت . و زعمت إسرائيل إنّها تضرب " العشرات من الأهداف الإرهابيّة لحزب الله " . و جاء في تقرير للأمم المتّحدة ، " خدمات الرعاية الصحّية و الجوامع و الأسواق التاريخيّة و المركبات السكنيّة و الآن المباني الحكوميّة تسوّى بالأرض " .
- و في الأسبوع الفرط قصفت إسرائيل بالقنابل سهل البقاع شرق لبنان ، مُجبرة العديدين على مغادرة المنطقة . و هذا يضع في خطر التزوّد بالغذاء في لبنان : سهل البقاع منطقة فلاحيّة كبرى تغذّى معظم البلاد .
- و صور ، مدينة يقطنها 125 ألف على الساحل الجنوبي للبنان ، تأسّست قبل حوالي الأربعة آلاف سنة وهي من أقدم مدن العالم . اليوم ، " وقع إفراغها بسرعة شديدة و بخبث جرّاء الغارات الجوّية الإسرائيليّة " و تحوّلت إلى مدينة أشباح . " هناك القليل من الأضواء في المباني السكنيّة و في مغازات المدينة . و المطاعم في منطقة تجاريّة تغطّى بالألواح ، و بعض نوافذها مكسّرة . و تحوم بالمكان مجموعات من الكلاب . و تتراكم الفضلات بشكل ضخم في زوايا الشوارع ."
- و أيضا في الأسبوع الماضي ، قالت الأمم المتّحدة إنّها وجدت أدلّة على أنّ إسرائيل يمكن أن تكون بصدد إستخدام أسلحة الفسفور الأبيض . و هذه الأسلحة تحرق لحم البشر وهي أسلحة محرّمة حسب القانون الدوليّ .
إسرائيل تستهدف نظام الرعاية الصحّية اللبنانيّ :

في الأسابيع الثلاثة الماضية ، سجّلت منظّمة الصحّة العالميّة 16 هجوما على نظام الرعاية الصحّية اللبناني ، بما في ذلك المستشفيات و المصالح و سيّارت الإسعاف ، قاتلة 65 عامل صحّة و مُجبرة على الأقلّ تسعة مستشفيات على إغلاق أبوابها أو تقليص عمليّاتها .
و تحذّر الأمم المتّحدة من أنّ " إستهدافات إسرائيل عمليّات الرعاية الصحّية و الإغاثة تتوسّع " . " و هذا ليس شيئا يحدث كعمل طبيعي "، قال وزير الصحّة اللبناني . " المدنيّون الذين لا يُستهدفون بل يمنعون من الحصول على المساعدات ".
نزوح مليون إنسان ... في أسبوع واحد !
لبنان بلد مستقلّ ذو سيادة و غزو إسرائيل له عمل عدواني إجرامي . و يُعتقد أنّ آلاف الجنود الإسرائيليّين يشاركون في هذا الغزو . و تطالب القوى الإسرائيليّة من الناس بالعشرات من المدن و القرى أن يغادروا منازلهم أو أن تستهدفهم القنابل و الصوراخ او الرصاص الإسرائيليّين .
أكثر من 1.2 مليون لبناني أُجبروا على إخلاء ديارهم و قراهم و مدنهم – و هذا يمثّل أكثر من رُبع كامل سكّان لبنان . و عدد تهديدات الإخلاء يتزايد كلّ يوم . و الآن الناس في القرى بعيدة بقدر 30 ميل من حدود لبنان مع إسرائيل يُقال لهم إنّه يجب عليهم أن يغادروا أو يواجهوا القتل الممكن – و هذا بعد أن زعمت أنّ غزوها " محدودا " في المناطق القريبة من الحدود .
عمّال الإغاثة الإسرائيليّة صدمتهم شدّة الهجمات الإسرائيليّة و سرعة إضطرار الناس إلى الفرار . " رغم تخطيطنا لنزوح عدد كبير من الناس كإمكانية ، السرعة التي سارت بها الأمور- إقتلاع أكثر من مليون إنسان من ديارهم في أسبوع كان أمرا مفاجأ " ، قال أحدهم .( التشديد مضاف )
" في لبنان ، النازحون عمليّا في كلّ مكان . في بيروت ، العاصمة ، أين يبقى الكثيرون أقاموا بدائل مؤقّتة من المخيّمات على الكرنيش قرب البحر ، صانعين ملاجئ من بقايا معدنيّة و قطع المظلاّت و البطانيّات " ، كما جاء في تقرير لجريدة " النيويورك تايمز " . " في حدائق و ساحات المدينة ، أقامت بعض الأسر غطاء على الأرض مثبّتة إيّاه بقوارير ماء و البطانيّات المطويّة . و يتّخذ آخرون ملاجئا في كلّ مكان يمكن لهم ذلك ، غالبا في المدارس لكن كذلك المباني غير المكتملة . "
الولايات المتّحدة " تدعم تماما " حرب إسرائيل على لبنان ، و يكرّر هراءها عن تبريرات مذابح المدنيّين ب " الدروع البشريّة " :
قدّمت الولايات المتّحدة الدعم الكامل لحرب إسرائيل على لبنان . إلى المدّة الأخيرة ، وُجد القليل من الحديث العام من بايدن و هاريس حول حماية المدنيّين ، حتّى و نسبة وفايات المدنيّين ترتفع بسرعة . (3)
و قد برّرت إسرائيل بمذابحها في حقّ المدنيّين بزعم أنّ كلّ هجماتها هي تحديدا تستهدف مراكز قيادة حزب الله ، و مخازن أسلحة له ، و أهداف عسكريّة أخرى ، " يضعها حزب الله قرب البنية التحتيّة المدنيّة ".
و هذا الأسبوع سكرتير الدفاع أوستين و الناطق الرسميّ باسم قسم دولة الولايات المتّحدة كرّر هذه التبريرات – مع رفض الناطق الرسمي باسم قسم الدولة نقد إسرائيل بعد تسويتها بالأرض قرية كاملة بالجنوب اللبناني : " نفهم أنّ حزب الله يتحرّك أحيانا من تحت منازل المدنيّين و داخل منازل مدنيّين ... لهذا لإسرائيل الحقّ في مهادمة هذه الأهداف الشرعيّة ، لكنّهم يحتاجون إلى القيام بذلك على نحو يحمى البنية التحتيّة المدنيّة ، و المشاريع المدنيّة ".
و هذا تبرير هراء لقصف عشوائيّ بالقنابل و القتل الجماعي للمدنيّين غير المقاتلين . أوّلا ، تهرول إسرائيل إلى تقديم هذا التبرير مهما كانت الظر وف ، حتّى إن لم تكن قوّات حزب الله موجودة في أيّ مكان قريب .
ثانيا ، تزوّد الولايات المتّحدة إسرائيل بالقنابل التي تزن 2000 باوند / حوالي طن . و هذه لا تستخدم للقتل الدقيق تستخدم لإحداث تدمير كبير و إصابات كبرى . و هذا هو الحال أكثر حتّى عندما تُستعمل في المناطق الكثيفة السكّان ، مثلما فعلت إسرائيل في غزّة و تفعل الآن في لبنان .
إسرائيل و الولايات المتّحدة يدفعان بالمنطقة و العالم نحو الهاوية :
طوال السنة الفارطة ، نفّذت إسرائيل إبادة جماعيّة وحشيّة بشكل مخيف في غزّة وهي الآن تحتدم أكثر . و قد شنّت هجمات إستفزازيّة و هجمات تصاعديّة ضد إيران و القوى المرتبطة بها في لبنان و سوريا و اليمن و العراق . في الشهر الماضي، أطلقت العنان لهجوم كبير بالقنابل و غزت لبنان . و الآن تعدّ لما يمكن أن يكون هجوما كبيرا على إيران ، بإنعكاسات غير متوقّعة .
و قد دعّمت الولايات المتّحدة إسرائيل في كلّ خطوة من هذا الطريق الدمويّ ، حتّى و إن كانت لديها عدّة إختلافات تكتيكيّة متنوّعة مع حكومة نتنياهو . لماذا ؟ لأنّ هذا ما تقوم عليه الرأسماليّة – الإمبرياليّة الأمريكيّة – اللجوء إلى العنف بلا رحمة و الإرهاب للإبقاء على سيطرتها و هيمنتها على مناطق و موارد و أسواق مفاتيح و على مليارات البر . و دلّلت السنة الفارطة مدى العنف و الإجرام الذى تمضى إليه للإبقاء على هذه الإمبراطوريّة من الإستغلال و الإضطهاد ، حتّى مع الخطر على مستقبل الإنسانيّة .
و إذا كلّ هذه العذابات و دموع الموت تلمس وعيك و تجعلك مريضا بالسخط ، ما الذى ستفعلون بهذا الصدد ؟ هل ستجدون القلب و الشجاعة للإجابة على التحدّى الذى وضعه بوب أفاكيان لمتابعة رسائله على وسائل التواصل الاجتماعي على @BobAvakianOfficial و الإطلاع عليها و الطريق الوحيد الحقيقيّ للخروج من الفظائع التي تلازمك :
" لذا ، من منكم لا يخشون الحقيقة : إستعدّوا إلى الرسائل التي ستصلكم عارضة عليكم واقع ما يجرى بالأبعاد الأشمل و الأعمق – و معظم كلّ واقع الثورة التي نحتاجها بشكل إستعجالي ، الثورة التي لنا فرصة واقعيّة لإنجازها ، بالضبط في هذه البلاد ، و بالضبط في هذا الزمن المتّسم بالتوتّر و الأهمّية الكبرى الذى نعيشه الآن . "