أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - تفسيرات شيطانية: تحدّث الأرض وشهادة الجوارح














المزيد.....

تفسيرات شيطانية: تحدّث الأرض وشهادة الجوارح


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 20:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد حكي القرآن عن شهادة الجوارح علي صاحبها يوم القيامة:
- ﴿اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أفْواهِهِمْ وتُكَلِّمُنا أيْدِيهِمْ وتَشْهَدُ أرْجُلُهم بِما كانُوا يَكْسِبُونَ﴾
- ﴿حَتّى إذا ما جاءُوها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهم وأبْصارُهم وجُلُودُهم بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾
- ﴿وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أنْطَقَنا اللَّهُ الَّذِي أنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾
- ﴿وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أنْ يَشْهَدَ عَلَيْكم سَمْعُكم ولا أبْصارُكم ولا جُلُودُكم ولَكِنْ ظَنَنْتُمْ أنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمّا تَعْمَلُونَ﴾
ولقد اسهبت التفاسير والمرويات الدّخيلة في بيان كيف تتحدث الأيدي والأرجل والأفخاذ !!
كذلك وردت خزعبلات كثيرة تزعم أن الأرض يبرز لها فم وأسنان ولسان حتي تروي ما جري علي ظهرها من أحداث !!
إن القرآن كتاب معجز لا تنقضي عبره ولا تفني عجائبه، وها هي التكنولوجيا الحديثة في التصوير والتسجيل تفضح كذب كل تلك الخزعبلات الإسرائيلية.
في تفسيره لقوله تعالي: {تحدث أخبارها} ذكر البيضاوي صورة مختلفة لحديث الأرض فقال:
"تحدث الخلق بلسان الحال".
وهذا يفسر لنا أيضا كيفية شهادة الجوارح؛ فالإشارة واضحة: أن الاجساد إنما تقدم (مشهدا تمثيليا) لما عملته في الدنيا.
وقد فسر الضحاك زلزلة المؤمنين في آية (وزلزلوا زلزالا شديدا) بقوله: "هو إزاحتهم عن أماكنهم حتى لم يكن لهم إلا موضع الخندق"
فالزلزلة هنا بمعني التراجع.
فإذن زلزال الارض بمعني تراجعها، وهذا ما يؤيده حديث البخاري: (ويوشك أن تسجد [الشمس]، فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها).
وطلوع الشمس من مغربها يعني عودة الارض للدوران من جديد؛فزلزلة الارض تعني اعادة لمجريات احداث الدنيا -نتيجة لعودة الارض للدوران، لتعود الحياة مرة اخري من حيث توقفت الارض (نهاية الدنيا) الي حيث بدء الخليقة (بداية الحياة الدنيا) أي في الاتجاه المعاكس. فالارض تعود لدورانها من جديد لتعرض (نفس) احداث الدنيا كما كانت بالضبط.
والغاية من ذلك هي عرض الاعمال، بغرض ان تتذكر النفس ما فعلته: {يوم يتذكر الإنسان ما سعى}؛ {فأني لهم اذا جاءتهم ذكراهم}.
إذن فهذه هي طريقة عرض الاعمال في الآخرة؛ وهي تشبه ما نقوم به الآن من تسجيل للأحداث عبر كاميرات الهواتف والكاميرات الرقمية عالية الجودة، بل ظهر التصوير ثلاثي الأبعاد؛ فلا يمكن أن تكون التكنولوجيا الألهية لعرض الأعمال في الآخرة بذلك التخلف الكبير الذي نقل إلينا من أزمان سحيقة أن الأعمال تكون مسجلة في صحف ودفاتر !!
لكن إعادة أحداث الدنيا لا تستغرق طبعا نفس زمن الدنيا: تأمل في الآيات:
{ويوم نسير الجبال}، {ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا} ، {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب}، {وتكون الجبال كالعهن المنفوش}، {وإذا الجبال سيرت}
{وإذا البحار سجرت}:
فما يحدث للجبال والبحار يشير الي نسف كتلة الأرض، فينتج عنه سرعة دوران الارض، ولذلك يتم عرض أحداث الدنيا خلال خمسين الف سنة -عمر الدنيا (قاله مجاهد) في زمن وجيز جدا: {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} مما يعني ان اعادة الدنيا (في الآخرة) كلها تستغرق خمسين يوما، ففي اليوم الواحد تعرض الف سنة من عمر الدنيا، لذا فان حياة الشخص الواحد تعرض في حوالي ساعة: {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة}.
اذن في يوم القيامة تنطلق الارض بسرعة رهيبة: {يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون}
ولكن مهما كانت سرعة الارض وحركة الاجساد، فان النفس المنوط بها تذكر ما فعلته تدرك وتستوعب حركة الجسد، لان النفس امكانياتها عالية جدا جدا، فيكفي ان نتخيل وفاتها اليومية عند النوم الي الملكوت الاعلي، وعودتها في لمح البصر متي ما استيقظ النائم. ففي يوم القيامة تتحرر النفس من ثقل الجسد: (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)، فالارض التي تدور لتعيد احداث الحياة الدنيا هي كمثل اسطوانة (سي دي) يأمر الله بتشغيلها حتي يري العباد اعمالهم امام الخالق:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}..
والله أعلم.



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسيرات شيطانية: الحكم بما أنزل ألله
- الحرب السودانية: الدين والسياسة وتغيير الواقع
- تفسيرات شيطانية(١): الشفاعة والمقام المحمود
- صرخات قوز هندي
- ردود علي القراء.. في موضوع (الإحصان هو البلوغ)
- [عرض السنّة علي الكتاب] يجعل (الإحصان) بمعني -البلوغ-
- تنزيه النبي الخليفة عن تشويه المرويات الضعيفة
- قصة آدم محرّفة .. وبالقرآن حكاية جديدة !!
- تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (١)
- واخيرا (يتقَلِب الحال): طرفا الحرب تحت اقدام المارينز: (يو ك ...
- دقلو (يُفَضفِض) .. أمسكوا الخشب !!
- منشار ماشاكوس !!
- سياسة واشنطن مع الكيزان.. هل تختلف عنها مع طالبان ؟؟!!
- إنزال منبر جنيف: من الجودية إلي فرض الحلول
- سيمفونية المجاعة .. شمال السودان !!
- كيف نسدّ ذريعة الإبادة؟؟
- ليس دفاعاً عن الإسلاميين !!
- ليس دفاعاً عن دولة الإمارات (٢)
- ليس دفاعاً عن دولة الإمارات
- 《قوة دفاع السودان》: كان ياما كان !!


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - تفسيرات شيطانية: تحدّث الأرض وشهادة الجوارح