ما من حدث على الأرض إلا و امريكا تُراقبهُ
عصام محمد جميل مروة
2024 / 10 / 10 - 18:36
في ليلة الامس عُدت بالذاكرة كثيراً الى الوراء لا سيما بعد توسل الرئيس الامريكي جو بايدين - حاثاً بيبي بينيامين نيتنياهو- بعدما هاتفهُ الأخير طالبًا مِنْهُ ان يُخفف من ضرباته وهجماته الشنيعة على المدنيين النازحين الذين خرجوا من جنوب لبنان ومن منطقة الضاحية الجنوبية ومن بعلبك الهرمل والبقاع الاوسط والغربي حيثُ تتواجد الطائفة الشيعية الكريمة التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من بيئة المقاومة التي تحتضن ابناء معظم مقاتلي حزب الله . هنا العودة الى مسرحية ضيعة تشرين التي كتب نصوصها الاديب والشاعر السوري الراحل محمد الماغوط في قراءة الواقع الاليم للحالة الاجتماعية التي نتجت بعد حرب رمضان عام 1973 وصاعداً مما حذا به ان يجسد العمل الرائع مع دريد لحام و نهاد قلعي - الثنائى المشهور - غوار - حسني -.
وكانت مشاهد غير عادية بعدما طلب المختار حسني البرزان من حارسه الشخصي ياسر العظمة في قتل البقرة التي سوف تأجج الصراع ما بين العائلات لتناسي قضية الكرم الكبيرة والمقصود بها فلسطين . وفعلاً برز الشق الاكبر من اهمية المقطع بعد اصرار المختار حسني البرزان ان يقوم الحارس المخوَّل في قتل البقرة ان يحلبها قبل قتلها لكي تنتشر الفوضي بين العائلات وهكذا وقع وحصل ونال المختار ترضية غير مسبوقة بعدما تساءل الحارس عن بلاغة مستوى رفيع من الذكاء والتخطيط لفض ومراقبة الاحداث.
عودة على بدء الان كان جو بايدين حنونا فيما يخص توبيخه للجزار بينيامين نيتنياهو بعد محادثتهِ عن تدمير كل مقدرات المقاومة الاسلامية في لبنان وتصفية حزب الله وملاحقة كل اعضاءه سواءً كانوا صغاراً او كباراً او حتى مسعفين او صحافيين داخل مناطق نفوذ عائلات ابناء بيئة حزب الله والمناطق التي نزح اليها اكثر من نصف مليون نسمة لا قرار لهم ولا امان لديهم داخل مناطق الإيواء القريبة والبعيدة خارج حدود لبنان عبر معابر سورية وصولًا الى بلاد الرافدين واستقبال اللاجئين واعتبارهم حصناً حصيناً في مأمن بين ذويهم .
ما من حدث على الارض إلا وامريكا تراقبهُ ، فكيف سيكون الحال عندما يتشاور الجزار نيتنياهو مع فصيل المجرمين في جيشه المُشبع بالرغبة الدائمة لشرب دماء العماليق الواردة في ادابهم وكتبهم التي تجعلهم اكثر اجراماً في تماديهم لقتل العدد الاكبر من المدنيين وبرز هذا جلياً بعد حرب طوفان الاقصى وكان انتقام العصابات والمرتزقة متوقعاً في ارتكاب الابادات والتطهير العرقي للفلسطينين وادى ذلك الى مصرع - 42000 شهيد و 130000 جريح اضافة الى 10000 مفقود وتهجير الملايين في قطاع غزة والضفة ، ومنذ اوساط ايلول الماضي بدأت تتشابه الألام بعد غارات اسرائيلية على الشعب اللبناني واجبار العائلات الجنوبية على ترك منازلهم والرحيل والابتعاد عنها لا بل الانكى والاخطر في نشر الرعب والتحذير لأبناء الجنوب والضاحية و بعلبك الهرمل والبقاع الاوسط والغربي في عدم العودة تحت طائلة المسؤولية وإعتبار كل مخالف إرهابياً ويحق للطائرات المُسيَّرة استهدافهِ او التبليغ عن اعمال تخريبية حسب مفردات الجيش الصهيوني المجرم الذي لا يُفرق ما بين المدني والمقاوم .
يقول البيان الذي صدر لاحقاً بعد المكالمة الهاتفية ان من واجب إسرائيل ان تدافع عن نفسها ومن حقها استخدام كل ما لديها من قوة عسكرية حتى لو ادى ذلك الى قصف المناطق المدنيين بالقذائف التي تزيد اوزانها عن الفين رطل وما فوق ، كما كان هناك فصلاً في البيان عن منح مزيداً من الوقت لإفساح المجال لإيصال المساعدات الانسانية للشعب اللبناني الذي تاه مجدداً بعد نغمة الحرب الرابعة التي بموجبها قد يتغير وجه الصراع في المنطقة وشياع منطق نظرية الشرق الاوسط الجديد المرسومة منذ عقود ماضية وتطبيقها الان قد يتم بعد تعويم اندلاع حرباً متوقعة على ايران والحلف الممانع .
عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 10 تشرين الأول - اكتوبر / 2024 / ..